Our App on Google Play Twitter Home أبحث

تفسير الاصحاح الثامن من سفر ملوك الثانى للقمص تادري يعقوب ملطى

المرأة الشونمية

اهتمام إليشع النبي بالمرأة الشونمية يكشف عن اهتمامه نحو الآخرين.

1 وكلم اليشع المرأة التي احيا ابنها قائلًا قومي وانطلقي أنت وبيتك وتغربي حيثما تتغربي لأن الرب قد دعا بجوع فياتي أيضًا على الأرض سبع سنين
2 فقامت المرأة وفعلت حسب كلام رجل الله وانطلقت هي وبيتها وتغربت في ارض الفلسطينيين سبع سنين
3 وفي نهاية السنين السبع رجعت المرأة من ارض الفلسطينيين وخرجت لتصرخ إلى الملك لاجل بيتها وحقلها
4 وكلم الملك جيحزي غلام رجل الله قائلًا قص علي جميع العظائم التي فعلها اليشع
5 وفيما هو يقص على الملك كيف أنه أحيا الميت إذا بالمرأة التي أحيا ابنها تصرخ إلى الملك لاجل بيتها ولاجل حقلها فقال جيحزي يا سيدي الملك هذه هي المرأة وهذا هوابنها الذي احياه اليشع
6 فسال الملك المرأة فقصت عليه ذلك فأعطاها الملك خصيا قائلًا ارجع كل ما لها وجميع غلات الحقل من حين تركت الأرض إلى الان
7 وجاء اليشع إلى دمشق وكان بنهدد ملك ارام مريضا فاخبر وقيل له قد جاء رجل الله إلى هنا
8 فقال الملك لحزائيل خذ بيدك هدية واذهب لاستقبال رجل الله واسال الرب به قائلًا هل اشفى من مرضي هذا
9 فذهب حزائيل لاستقباله واخذ هدية بيده من كل خيرات دمشق حمل اربعين جملا وجاء ووقف أمامه وقال إن ابنك بنهدد ملك ارام قد أرسلني إليك قائلًا هل أشفى من مرضي هذا
10 فقال له اليشع اذهب وقل له شفاء تشفى وقد أراني الرب أنه يموت موتًا
11 فجعل نظره عليه وثبته حتى خجل فبكى رجل الله
12 فقال حزائيل لماذا يبكي سيدي فقال لأني علمت ما ستفعله ببني إسرائيل من الشر فانك تطلق النار في حصونهم وتقتل شبانهم بالسيف وتحطم أطفالهم وتشق حواملهم
13 فقال حزائيل ومن هو عبدك الكلب حتى يفعل هذا الأمر العظيم فقال اليشع قد أراني الرب إياك ملكا على ارام

هل طلب إليشع من حزائيل أن يخدع الملك بنهدد ويقتله ليملك بنهدد ويقتله ليملك عوضًا عنه؟ حتمًا لا، لكن ما قاله إليشع النبي كان وصفًا مسبقًا لما رأى حزائيل يفعله. رآه يغدر بسيده الملك ويغتصب منه المُلك، كما رآه وهو يمارس الشر ضد إسرائيل.

لم يكن حزائيل يتصور ما سيبلغه قلبه من جحود فيفعل ه بشعب إليشع الذي تنبأ له أنه يصير ملكًا. لذا قال: "ومن هو عبدك الكلب حتى يفعل هذا الأمر العظيم؟! [13].

كثيرًا ما يظن الإنسان أنه أرفع من أن يقترف خطايا بشعة، وأنه قادر على السيطرة على تصرفاته، وأنه لن يهبط إلى هذا المستوى، متجاهلًا الشر الكامن في قلبه عِوض طلب القوة والعون من اللَّه.

line

14 فانطلق من عند اليشع ودخل إلى سيده فقال له ماذا قال لك اليشع فقال لي أنك تحيا

15 وفي الغد اخذ اللبدة وغمسها بالماء ونشرها على وجهه ومات وملك حزائيل عوضا عنه

لقد سبق أن تنبأ إيليا النبي عن استلام حزائيل الملك (1مل15:19)، وواضح أن عرف ذلك. مع هذا تعجل حزائيل في استلامه الملك ولم يصبر بل قتل بنهدد.

line

16 وفي السنة الخامسة ليورام بن اخاب ملك إسرائيل ويهوشافاط ملك يهوذا ملك يهورام بن يهوشافاط ملك يهوذا

17 كان ابن اثنتين وثلاثين سنة حين ملك وملك ثماني سنين في أورشليم

18 وسار في طريق ملوك إسرائيل كما فعل بيت أخاب لأن بنت أخاب كانت له امرأة وعمل الشر في عيني الرب

ربما كان لزواج يهورام من عثليا ابنة آخاب وإيزابل الشرير من فوائد سياسية كا رقاية تحالف وسلام بين المملكتين: الشمالية والجنوبية. لكن هذا الزواج دفع بمملكة الجنوب إلى عبادة الأوثان. وبعد موت يهورام صار ابنه أخزيا ملكًا، وعندما قُتل أخزيا في المعركة قَتلت عثليا كل أحفادها لتقيم من نفسها ملكة (دا 1-3).

line

19 ولم يشا الرب أن يبيد يهوذا من اجل داود عبده كما قال أنه يعطيه سراجا ولبنيه كل الأيام
20 وفي أيامه عصى ادوم من تحت يد يهوذا وملكوا على أنفسهم ملكا
21 وعبر يورام إلى صعير وجميع المركبات معه وقام ليلا وضرب ادوم المحيط به ورؤساء المركبات وهرب الشعب إلى خيامهم
22 وعصى ادوم من تحت يد يهوذا إلى هذا اليوم حينئذ عصت لبنة في ذلك الوقت

كانت ليهوذا وآدوم حدودًا مشتركة، ولهما جد واحد هو اسحق، لكنهما عاشا في حروب مستمرة.

خضعت أدوم لإسرائيل في أيام داود (2صم13:8، 14)، ثم لمملكة الجنوب، والآن عصت على يهورام وأعلنت الاستقلال. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و التفاسير الأخرى). فزحف يهورام لمهاجمة آدوم، لكنه فشل ففقد جزءً من أرضه عقابًا له على فشله في إكرام اللَّه.

line

23 وبقية أمور يورام وكل ما صنع أما هي مكتوبة في سفر أخبار الأيام لملوك يهوذا
24 واضطجع يورام مع آبائه ودفن مع آبائه في مدينة داود وملك اخزيا ابنه عوضا عنه
25 في السنة الثانية عشرة ليورام بن أخاب ملك إسرائيل ملك اخزيا بن يهورام ملك يهوذا
26 كان اخزيا ابن اثنتين وعشرين سنة حين ملك وملك سنة واحدة في أورشليم واسم أمه عثليا بنت عمري ملك إسرائيل

كان أخزيا هو الابن الوحيد الباقي ليهورام ملك يهوذا. ومع كونه الأصغر استلم الحكم لأن كل أخوته سقطوا في الأسر في إحدى غارات الفلسطينيين والعرب (2أي16:21،17). يسمى أخزيا يهوآحاز.

line

27 وسار في طريق بيت أخاب وعمل الشر في عيني الرب كبيت اخاب لانه كان صهر بيت اخاب
28 وانطلق مع يورام بن أخاب لمقاتلة حزائيل ملك ارام في راموت جلعاد فضرب الاراميون يورام
29 فرجع يورام الملك ليبرا في يزرعيل من الجروح التي جرحه بها الاراميون في راموت عند مقاتلته حزائيل ملك ارام ونزل اخزيا بن يهورام ملك يهوذا ليرى يورام بن أخاب في يزرعيل لأنه كان مريضًا

كانت يزرعيل مقر القصر الصيفي لملوك إسرائيل.