Our App on Google Play Twitter Home أبحث

تفسير الاصحاح الحادى عشر من سفر أخبار الأيام الأول للقمص تادري يعقوب ملطى

أخبار الأيام الأول أصحاح 11-29

مُلك داود


نحن الآن بصدد الجزء الثالث من سفر الأخبار الأول، فالجزء الأول وهو الجزء الأكبر (1أيام 1، 9) سجّل سلسلة الأنساب بطريقة رائعة، والجزء الثاني (أصحاح 10) أختص بملك شاول وركز على موته وأسباب موته، والجزء الثالث الحالي يختص بملك داود: فسنرى:

أوًلا: الرجال الأبطال الذين لداود (أصحاح 11- 12).
ثانيًا: داود وتابوت العهد (أصحاح 13، 16).
ثالثًا: داود والهيكل (أصحاح 17).
رابعًا: حروب داود (أصحاح 18، 20).
خامسًا: خطية داود في إحصاء الشعب (أصحاح 21).
سادسًا: الأعداد والتنظيم لبناء الهيكل في (أصحاح 22، 29).

إن بقية السفر هي عن داود ومُلكه، ففي الواقع سلسلة الأنساب المذكورة في الأصحاحات الأولى تؤدي بنا إلى داود وما بعده إلى عائلته، وسفر أخبار الأيام الثاني يستكمل قصة نسل داود، ومن الوجهة العملية فليس هنا اهتمام بالمملكة الشمالية بعد ان عصت وانسحبت من مُلْك عائلة داود.

أوًلا: الرجال الأبطال الذين لداود (أصحاح 11- 12):

line

اَلأَصْحَاحُ الْحَادِي عَشَرَ


أصحاح 11 يبدأ كالآتي:

+ "واجتمع كل إسرائيل إلى داود في حبرون قائلين هوذا عظمك ولحمك نحن"(1أخبار 11: 1، 4).

سفر صموئيل سجّل هذه الحقبة من التاريخ يذكر ان داود ملك لمدة سبعة أعوام على سبطي الجنوب أيّ يهوذا وبنيامين وكانت عاصمته هي حبرون، وهذا لو يُذكر في أخبار الأيام لأن الله ينظر إلى إسرائيل كأمة واحدة مكونة من أثنا عشر سبطَا، فمن وجهة نظر الوحي الإلهي فإن داود صار ملكًا "كما كان سلفه" على الاثنا عشر سبطًا وقالوا "هوذا عظمك ولحمك نحن". "وذهب داود وكل إسرائيل إلى أورشليم أيّ يبوس. وهناك اليبوسييون سكان الأرض"(1أيام 11: 4).

لقد ذُكر الكثير عن أورشليم في الكتاب المقدس، والمدينة المقدسة أخذت اسمها من ساليم التي لملكي صادق ومن اسم جبل المريا حيث قدم ابراهيم ابنه اسحق، فـ "يرأه" هو الاسم الذي اطلقه ابراهيم على جبل المريا (تك 22: 14)، والهيكل قد بُنى في أورشليم على جبل المريا.

الآيات اللاحقة تتحدث عن بناء داود حول أورشليم، وقد أخذ حصن صهيون الذي كان في يد اليبوسيين إلى ذلك الحين ودعاه مدينة داود (عدد 7)، والآية (6) من مزمور (2) تشير إلى ذلك: "أما أنا فقد مسحت ملكي على صهيون جبل قدسي"، فمدينة داود هي في الواقع منطقة جبل صهيون.

"وهؤلاء رؤساء الأبطال الذين لداود الذين تشددوا معه في ملكه مع كل إسرائيل لتمليكه حسب كلام الرب من جهة إسرائيل (1أخبار 11: 10). الرجال الأبطال الذين لداود هم الذين تبعوه في فترة رفضه، والآن وقد رُفع إلى المُلْك فهؤلاء أيضًا ارتفعوا، وهنا نجد شيء لازم لنفعنا.

فالرب يسوع يدعو شعبًا لاسمه وهم "الأبطال الذين له"، ففي هذه الأيام الرب يسوع مرفوضًا من الكثيرين، فقد قال شعبه الخاص "لا نريد ان ذاك يملك علينا"، لقد اخذ مكانه كملك الملوك ورب الأرباب، وداود أيضًا كان مرفوضًا بالرغم من مسحه ملكًا على إسرائيل فقد كان شاول مازال يملك، وقد أعطاه الله فرصًا كثيرة لكي يُصلح نفسه ولكنه لم يتُب، وكان داود هاربًا لحياته خلال تلك السنين فكان هذا وقت رفضه، وجاء إليه رجال من كل صوب رجال وضعوا أنفسهم تحت سلطته واصبحوا الرجال الأبطال الذين لداود.

وفي أيامنا هذه المسيح مرفوض من العالم ولا داعي للتوسع لاثبات ذلك، فنحن نعيش فترة رفض المسيح وهو يدعو رجاله الأبطال.

الرجال الثلاثة الذين أفْرِزوا كأعز الأبطال هم الذين أحضروا ماء لداود من بئر بيت لحم، وفي هذه قصة عظيمة، فداود تربى في بيت لحم فهي مسقط رأسه، وكان هناك بئر عند مدخلها، كثيرًا ما كان يرجع عطشانًا بعد رعي الأغنام ثم يشرب من تلك البئر، والآن كان محاصرًا من الفلسطينين ولا يستطيع أن يذهب إلى تلك البئر، فقال "من يسقيني ماء من بئر بيت لحم التي عند الباب، أنها مجرد رغبة ولم تكن أمرًا، فشق الثلاثة محلة الفلسطينين واستقوا ماء من بئر بيت لحم التي عند الباب وحملوه واتوا به إلى داود، والشيء المذهل أنه لم يشأ أن يشؤبه بل سكبه ذبيحة للرب، وهنا تشابهات يمكننا أن نتأمل فيها فالرب يسوع ولد في بيت لحم وهو هذا الماء الذي من بيت لحم، فهو ماء الحياة، وهناك الكثير من الرجال الأبطال عبر الأجيال والقرون الذين ليسوع المسيح والذين احضروا هذا الماء للعالم العطشان.

ونلاحظ أن رجال داود استجابوا لمجرد ابدائه رغبة -فهو لا يمكن أن يعطي أمرًا مثل هذا– وها ربنا يسوع يأمرنا أن نأخذ ماء الحياة للعالم أجمع، فماذا فعلنا به؟ هل نحن مطيعين لأوامره؟، ونلاحظ أيضًا ما فعله داود بهذا الماء الذي احضر له تحت مخاطرة عظيمة، فداود لم يكن أنانيًا –ولا غرابة أن رجاله احبوه، وكانوا مستعدين للتألم من اجله لأنه كان مستعدًا أن يتألم معهم، فلم يشرب الماء لأن رجاله لم يكن عندهم ماء، وفضل أن يكون مثلهم، والمزمور (22: 14) يخبرنا أنه عند موت ربنا يسوع المسيح على الصليب قال "كالماء انسكبت"، فهو سكب حياته كالماء على الأرض، وأخذ مكانه بيننا كواحد منا –أخذ الذي لنا ليعطينا الذي له- أخذ جسدنا وأعطانا روحه القدوس وجعلنا واحدًا معه من قبل صلاحه (ثيؤطوكية الجمعة).

وَاجْتَمَعَ كُلُّ رِجَالِ إِسْرَائِيلَ إِلَى دَاوُدَ فِي حَبْرُونَ قَائِلِينَ:
«هُوَذَا عَظْمُكَ وَلَحْمُكَ نَحْنُ. [1]
وَمُنْذُ أَمْسِ وَمَا قَبْلَهُ حِينَ كَانَ شَاوُلُ مَلِكاً كُنْتَ أَنْتَ تُخْرِجُ وَتُدْخِلُ إِسْرَائِيلَ،
وَقَدْ قَالَ لَكَ الرَّبُّ إِلَهُكَ:
أَنْتَ تَرْعَى شَعْبِي إِسْرَائِيلَ وَأَنْتَ تَكُونُ رَئِيساً لِشَعْبِي إِسْرَائِيلَ». [2]
وَجَاءَ جَمِيعُ شُيُوخِ إِسْرَائِيلَ إِلَى الْمَلِكِ إِلَى حَبْرُونَ،
فَقَطَعَ دَاوُدُ مَعَهُمْ عَهْداً فِي حَبْرُونَ أَمَامَ الرَّبِّ،
وَمَسَحُوا دَاوُدَ مَلِكاً عَلَى إِسْرَائِيلَ حَسَبَ كَلاَمِ الرَّبِّ عَنْ يَدِ صَمُوئِيلَ. [3]
وَذَهَبَ دَاوُدُ وَكُلُّ إِسْرَائِيلَ إِلَى أُورُشَلِيمَ (أَيْ يَبُوسَ).
وَهُنَاكَ الْيَبُوسِيُّونَ سُكَّانُ الأَرْضِ. [4]
وَقَالَ سُكَّانُ يَبُوسَ لِدَاوُدَ: «لاَ تَدْخُلْ إِلَى هُنَا».
فَأَخَذَ دَاوُدُ حِصْنَ صِهْيَوْنَ (هِيَ مَدِينَةُ دَاوُدَ). [5]
وَقَالَ دَاوُدُ: «إِنَّ الَّذِي يَضْرِبُ الْيَبُوسِيِّينَ أَوَّلاً يَكُونُ رَأْساً وَقَائِداً».
فَصَعِدَ أَوَّلاً يُوآبُ ابْنُ صَرُويَةَ، فَصَارَ رَأْساً. [6]
وَأَقَامَ دَاوُدُ فِي الْحِصْنِ،
لِذَلِكَ دَعُوهُ «مَدِينَةَ دَاوُدَ». [7]
وَبَنَى الْمَدِينَةَ حَوَالَيْهَا مِنَ الْقَلْعَةِ إِلَى مَا حَوْلِهَا.
وَيُوآبُ جَدَّدَ سَائِرَ الْمَدِينَةِ. [8]
وَكَانَ دَاوُدُ يَتَزَايَدُ مُتَعَظِّماً وَرَبُّ الْجُنُودِ مَعَهُ [9]
وَهَؤُلاَءِ رُؤَسَاءُ الأَبْطَالِ الَّذِينَ لِدَاوُدَ،
الَّذِينَ تَشَدَّدُوا مَعَهُ فِي مُلْكِهِ مَعَ كُلِّ إِسْرَائِيلَ
لِتَمْلِيكِهِ حَسَبَ كَلاَمِ الرَّبِّ مِنْ جِهَةِ إِسْرَائِيلَ. [10]
وَهَذَا هُوَ عَدَدُ الأَبْطَالِ الَّذِينَ لِدَاوُدَ:
يَشُبْعَامُ بْنُ حَكْمُونِي رَئِيسُ الثَّوَالِثِ.
هُوَ هَزَّ رُمْحَهُ عَلَى ثَلاَثِ مِئَةٍ قَتَلَهُمْ دُفْعَةً وَاحِدَةً. [11]
وَبَعْدَهُ أَلِعَازَارُ بْنُ دُودُو الأَخُوخِيُّ.
هُوَ مِنَ الأَبْطَالِ الثَّلاَثَةِ. [12]
هُوَ كَانَ مَعَ دَاوُدَ فِي فَسَّ دَمِّيمَ وَقَدِ اجْتَمَعَ هُنَاكَ الْفِلِسْطِينِيُّونَ لِلْحَرْبِ.
وَكَانَتْ قِطْعَةُ الْحَقْلِ مَمْلُوءَةً شَعِيراً،
فَهَرَبَ الشَّعْبُ مِنْ أَمَامِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ. [13]
وَوَقَفُوا فِي وَسَطِ الْقِطْعَةِ وَأَنْقَذُوهَا،
وَضَرَبُوا الْفِلِسْطِينِيِّينَ.
وَخَلَّصَ الرَّبُّ خَلاَصاً عَظِيماً. [14]
وَنَزَلَ ثَلاَثَةٌ مِنَ الثَّلاَثِينَ رَئِيساً إِلَى الصَّخْرِ إِلَى دَاوُدَ
إِلَى مَغَارَةِ عَدُلاَّمَ وَجَيْشُ الْفِلِسْطِينِيِّينَ نَازِلٌ فِي وَادِي الرَّفَائِيِّينَ. [15]
وَكَانَ دَاوُدُ حِينَئِذٍ فِي الْحِصْنِ،
وَحَفَظَةُ الْفِلِسْطِينِيِّينَ حِينَئِذٍ فِي بَيْتِ لَحْمٍ. [16]
فَتَأَوَّهَ دَاوُدُ وَقَالَ:
«مَنْ يَسْقِينِي مَاءً مِنْ بِئْرِ بَيْتِ لَحْمٍ الَّتِي عِنْدَ الْبَابِ؟» [17]
فَشَقَّ الثَّلاَثَةُ مَحَلَّةَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ
وَاسْتَقُوا مَاءً مِنْ بِئْرِ بَيْتِ لَحْمٍ الَّتِي عِنْدَ الْبَابِ وَحَمَلُوهُ وَأَتُوا بِهِ إِلَى دَاوُدَ،
فَلَمْ يَشَأْ دَاوُدُ أَنْ يَشْرَبَهُ بَلْ سَكَبَهُ لِلرَّبِّ [18]
وَقَالَ: «حَاشَا لِي مِنْ قِبَلِ إِلَهِي أَنْ أَفْعَلَ ذَلِكَ!
أَأَشْرَبُ دَمَ هَؤُلاَءِ الرِّجَالِ بِأَنْفُسِهِمْ؟
لأَنَّهُمْ إِنَّمَا أَتُوا بِهِ بِأَنْفُسِهِمْ».
وَلَمْ يَشَأْ أَنْ يَشْرَبَهُ. هَذَا مَا فَعَلَهُ الأَبْطَالُ الثَّلاَثَةُ. [19]
وَأَبْشَايُ أَخُو يُوآبَ كَانَ رَئِيسَ ثَلاَثَةٍ.
وَهُوَ قَدْ هَزَّ رُمْحَهُ عَلَى ثَلاَثِ مِئَةٍ فَقَتَلَهُمْ،
فَكَانَ لَهُ اسْمٌ بَيْنَ الثَّلاَثَةِ. [20]
مِنَ الثَّلاَثَةِ أُكْرِمَ عَلَى الاِثْنَيْنِ وَكَانَ لَهُمَا رَئِيساً،
إِلاَّ أَنَّهُ لَمْ يَصِلْ إِلَى الثَّلاَثَةِ الأُوَلِ. [21]
بَنَايَا بْنُ يَهُويَادَاعَ ابْنِ ذِي بَأْسٍ كَثِيرِ الأَفْعَالِ مِنْ قَبْصِيئِيلَ.
هُوَ الَّذِي ضَرَبَ أَسَدَيْ مُوآبَ،
وَهُوَ الَّذِي نَزَلَ وَضَرَبَ أَسَداً فِي وَسَطِ جُبٍّ يَوْمَ الثَّلْجِ. [22]
وَهُوَ ضَرَبَ الرَّجُلَ الْمِصْرِيَّ الَّذِي قَامَتُهُ خَمْسُ أَذْرُعٍ،
وَفِي يَدِ الْمِصْرِيِّ رُمْحٌ كَنَوْلِ النَّسَّاجِينَ.
فَنَزَلَ إِلَيْهِ بِعَصاً وَخَطَفَ الرُّمْحَ مِنْ يَدِ الْمِصْرِيِّ وَقَتَلَهُ بِرُمْحِهِ. [23]
هَذَا مَا فَعَلَهُ بَنَايَا بْنُ يَهُويَادَاعَ،
فَكَانَ لَهُ اسْمٌ بَيْنَ الثَّلاَثَةِ الأَبْطَالِ. [24]
هُوَذَا أُكْرِمَ عَلَى الثَّلاَثِينَ إِلاَّ أَنَّهُ لَمْ يَصِلْ إِلَى الثَّلاَثَةِ.
فَجَعَلَهُ دَاوُدُ مِنْ أَصْحَابِ سِرِّهِ. [25]
وَأَبْطَالُ الْجَيْشِ هُمْ: عَسَائِيلُ أَخُو يُوآبَ،
وَأَلْحَانَانُ بْنُ دُودُوَ مِنْ بَيْتِ لَحْمٍ، [26]
شَمُّوتُ الْهَرُورِيُّ، حَالَصُ الْفَلُونِيُّ، [27]
عِيرَا بْنُ عِقِّيشَ التَّقُوعِيُّ، أَبِيعَزَرُ الْعَنَاثُوثِيُّ، [28]
سِبْكَايُ الْحُوشَاتِيُّ، عِيلاَيُ الأَخُوخِيُّ، [29]
مَهْرَايُ النَّطُوفَاتِيُّ، خَالِدُ بْنُ بَعْنَةَ النَّطُوفَاتِيُّ، [30]
إِتَّايُ بْنُ رِيبَايَ مِنْ جِبْعَةِ بَنِي بِنْيَامِينَ، بَنَايَا الْفَرْعَتُونِيُّ، [31]
حُورَايُ مِنْ أَوْدِيَةِ جَاعَشَ، أَبِيئِيلُ الْعَرَبَاتِيُّ، [32]
عَزْمُوتُ الْبَحْرُومِيُّ، إِلْيَحْبَا الشَّعْلُبُونِيُّ. [33]
بَنُو هَاشِمَ الْجَزُونِيُّ، يُونَاثَانُ بْنُ شَاجَايَ الْهَرَارِيُِّ، [34]
أَخِيآمُ بْنُ سَاكَارَ الْهَرَارِيُِّ، أَلِيفَالُ بْنُ أُورَ، [35]
حَافَرُ الْمَكِيرَاتِيُّ، وَأَخِيَا الْفَلُونِيُّ، [36]
حَصْرُو الْكَرْمَلِيُّ، نَعْرَايُ بْنُ أَزْبَايَ، [37]
يُوئِيلُ أَخُو نَاثَانَ، مَبْحَارُ بْنُ هَجْرِي، [38]
صَالِقُ الْعَمُّونِيُّ، نَحْرَايُ الْبَئِيرُوتِيُّ، (حَامِلُ سِلاَحِ يُوآبَ ابْنِ صَرُويَةَ)، [39]
عِيرَا الْيِثْرِيُّ، جَارِبُ الْيِثْرِيُّ، [40]
أُورِيَّا الْحِثِّيُّ، زَابَادُ بْنُ أَحْلاَيَ، [41]
عَدِينَا بْنُ شِيزَا الرَّأُوبَيْنِيُّ (رَأْسُ الرَّأُوبَيْنِيِّينَ) وَمَعَهُ ثَلاَثُونَ، [42]
حَانَانُ ابْنُ مَعْكَةَ، يُوشَافَاطُ الْمَثْنِيُّ، [43]
عُزِّيَّا الْعَشْتَرُوتِيُّ، شَامَاعُ وَيَعُوئِيلُ ابْنَا حُوثَامَ الْعَرُوعِيرِيِ، [44]
يَدِيعَئِيلُ بْنُ شِمْرِي وَيُوحَا أَخُوهُ التِّيصِيُّ، [45]
إِيلِيئِيلُ مِنْ مَحْوِيمَ، وَيَرِيبَايُ وَيُوشُويَا ابْنَا أَلْنَعَمَ وَيِثْمَةُ الْمُوآبِيُّ، [46]
إِيلِيئِيلُ وَعُوبِيدُ وَيَعِيسِيئِيلُ مِنْ مَصُوبَايَا. [47]

كان قد جاء بعض من رجال سبط جاد إلى داود أثناء فترة رفضه:

+ "هؤلاء من بني جاد رؤوس الجيش. صغيرهم لمئة والكبير لألف. هؤلاء هم الذين عبروا الأردن في الشهر الأول وهو ممتليء إلى جميع شطوطه وهزموا كل أهل الأودية شرقًا وغربًا. وجاء قوم من بني بنيامين ويهوذا إلى الحصن إلى داود. فخرج داود لاستقبالهم وأجاب وقال لهم أن كنتم قد جئتم بسلام إليَّ لتساعدوني يكون لي معكم قلب واحد.

وأن كان لكي تدفعوني لعدوي ولا ظلم في يدي فلينظر إله آبائنا وينصف. فحل الروح على عماساي رأس الثوالث فقال لك نحن يا داود ومعك نحن يا ابن يسى- سلام سلام لك وسلام لمساعديك. لأن إلهك معينك. فقبلهم داود وجعلهم رؤوس الجيوش"(1أيام 12: 14، 18)

هنا مجموعة من الرجال أتوا إلى داود عائمين في الأردن في وقت الفيضان، وكانوا على وشك أن تثبط همتهم حينما جاء داود لمقابلتهم، ولم يكن يعلم إذا كانوا أصدقاء أم أعداء فقال لهم ما معناه "إذ كنتم قد أتيتم لضرري فسأُبيدكم" ولكنهم أجابوه "حاشا يا داود، نحن اتينا لنكون بجانبك". فقد أرادوا أن يحيوا لداود ويكونوا بجانبه ليساعدوه.

كثيرون منا يريدون أن يكونوا في خدمة الرب ولكنهم يظنون انها مجرد مهمة لشغل الوقت، ولكن المهم هو هل نحن نريد أن نحيا للمسيح كما أراد هؤلاء الرجال أن يحيوا لداود؟ ويمكننا أن نرفع هذا التأمل أكثر.

المسيح عّبرنا نهر الأردن عندما متنا وقمنا معه في المعمودية المقدسة كما أنه باركنا بكل بركة روحية، فيجب علينا أن نخدمه ليس خدمة الشفتين أو تضييع الوقت بل الخضوع الكامل لارادته فنحن قد عبرنا الأردن ليس لخدمة داود بل من هو أعظم من داود..