القائمة الأقباط اليوم أبحث
أهم الأخبار

رأى المفكرين المسلمين في "انجيل برنابا" .. عباس العقاد ومحمد غربال وخليل سعادة وآخرون

"انجيل برنابا" هو إسم أطلق علي كتاب مزيف مملوء بالأخطاء اللاهوتية والتاريخية والجغرافية ، ويتعارض كليا مع الكتاب المقدس وايضا مع القرآن الكريم ، وإليكم بعض تعليقات كبار المفكرين المسلمين وتحليلهم لهذا الكتاب.

رأى المفكرين المسلمين في "انجيل برنابا" .. عباس العقاد ومحمد غربال وخليل سعادة وآخرون
الكاتب والمؤرخ الدكتور عباس محمود العقاد

كتب الراحل الدكتور عباس محمود العقاد في جريدة الأخبار بتاريخ 26 أكتوبر 1959 م. موضوعاً عن إنجيل برنابا من خمس نقط رئيسية:

ا- لوحظ في كثير من العبارات في الإنجيل المذكور: أنه كتب بصيغة لم تكن معروفة قبل شيوع اللغة العربية في الأندلس وما جاورها.

2- أن وصف الجحيم في إنجيل برنابا يستند إلى معلومات متأخرة لم تكن شائعة بين اليهود والمسيحيين في عصر الميلاد.

3- أن بعض العبارات الواردة به قد تسربت إلى القارة الأوربية نقلاً عن المصادر العربية.

4- ليس من المألوف أن يكون السيد المسيح قد أعلن البشارة أمام الألوف باسم محمد رسول اللّه.

5- تتكرر في هذا الإنجيل بعض أخطاء لا يجهلها اليهودي المُطلع على كتب قومه، ولا يردده المسيحي المؤمن بالأناجيل المعتمدة من الكنيسة، ولا يتورط فيها المسلم الذي يفهم ما في إنجيل برنابا من المناقضة بينه وبين نصوص القرآن.

المؤرخ الدكتور محمد شقيق غربال

يقول المؤرخ الكبير د. محمد شقيق غربال في الموسوعة العربية الميسرة تحت كلمة "برنابا" أنه إنجيل مزيف وضعه أوربي في القرن الخامس عشر. وفي وصفه السياسي والديني للقدس في أيام المسيح أخطاء جسيمة. كما أنه يصرح على لسان سيدنا عيسى

أنه ليس المسيح إنما جاء مبشراً بمحمد الذي سيكون هو المسيح. وهناك أيضاً ملحوظة مهمة لا يمكن تجاهلها أنه لا يوجد لهذا الكتاب أية إشارة في جميع كتب المفسرين المسلمين من القرن الثامن حتى القرن الرابع عشر أمثال الطبري أو البيضاوي.

ولم توجد له أدنى إشارة في كتب المؤرخين مثل المقريزي، ولم توجد له أيضاً أدنى إشارة في القرآن ذاته. رغم ما في هذا الكتاب من مهاجمة غزيرة للإنجيل والتوراة (عن كتاب عوض سمعان).

الدكتور خليل سعادة

1- الدكتور خليل سعاده مترجم هذا الكتاب إلى العربية فى المقدمة فى صفحة 22 يقول:

[غير أن القول بأن هذا الإنجيل عربى الأصل لا يترتب عليه أن يكون كاتبه عربى الأصل بل الذى أذهب اليه أن الكاتب يهودى أندلسى إعتنق الدين الإسلامى بعد تنصره وإطلاعه على إنجيل

النصارى وعندى أن هذا الحل هو أقرب الى الصواب من غيره لأنك إذا أعملت النظر فى هذا الإنجيل وجدت لكاتبه إلماماً عجيباً بأسفار العهد القديم لا تكاد تجد له مثيلاً بين طوائف النصارى

إلا فى أفراد قليلين من الأخصائيين، الذين جعلوا حياتهم وقفاً على الدين كالمفسرين حتى أنه ليندر أن يكون بين هؤلاء أيضاً من له إلمام بالتوراة يقرب من إلمام كاتب إنجيل برنابا.

والمعروف أن كثيرين من يهود الأندلس كانوا يتضلعون من العربية. ولقد نبغ بينهم من كان له فى الأدب والشعر القدح المعلى فيكون مثلهم فى الإطلاع على القرآن والأحاديث النبوية مثل العرب أنفسهم.

ومما يؤيد هذا المذهب ما ورد فى هذا الإنجيل عن وجوب الختان والكلام الجارح الذى جاء فيه من أن الكلاب أفضل من الغلف (أى غير المختونين) فإن هذا القول لا يصدر من نصرانى الأصل. وأنت

إذا تفقدت تاريخ العرب بعد فتح الأندلس وجدت أنهم لم يتعرضوا بادئ ذي بدء لأديان الآخرين فى شئ على الإطلاق فكان ذلك من جملة البواعث التى حدت بأهالى الأندلس إلى الرضوخ لسطوة

المسلمين وسيطرتهم، وثابروا على هذه الخطة فى جميع الأمور الدينية إلا فى شئٍ واحد وهو الختان (اقرأ مقالاً آخراُ عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات).

إذ جاء زمن أكرهوا فيه الأهالى عليه وأصدروا أمراً يقضى على النصارى بإتباع سنة الختان على حد ما كان يجرى عليه المسلمون واليهود. فكان هذا من جملة البواعث التى دعت النصارى الى الإنتفاض عليهم.

أما يهود الأندلس فإنهم كانوا يدخلون فى الإسلام أفواجاً وليس ذلك فقط بل كانت لهم يد كبيرة فى إدخال المسلمين أسبانيا ورسوخ قدمهم فيها ذلك العهد الطويل.]

نحن لا يعنينا فى هذا الصدد كل التفاصيل السياسية والأمور الخاصة بالأندلس وغيرها، ولكن ما يعنينا هو أن المترجم نفسه الذى عاش مع الكتاب وترجمه الى اللغة العربية كان رأيه هو أن هذا الكتاب كُتب فى أسبانيا فى زمن وجود العرب فى الأندلس. ومن المعروف أن هذا الأمر لم يحدث فى القرون الأولى للمسيحية بل فى القرون الوسطى، حوالى القرن الرابع عشر أو القرن الخامس عشر وليس قبل ذلك.

علي عبد الواحد وافي (رئيس قسم الفلسفة بجامعة القاهرة في كتابه الأسفار الثلاثية في الأديان السابقة للإسلام، يقول عن أنجيل برنابا: "بعض ما يشمل عليه هذا الكتاب نفسه يحمل على الظن بأنه موضوع (أي من وضع إنسان وليس موحى به)، فالإسلام ليس في حاجة إلى كتاب كهذا تحوم حوله شكوك كثيرة". أ. د. محمود بن الشريف: يتحدث عن عدم وجود الأصل العبري للإنجيل، ووجود فقط نسخة إيطالية دليل على أنه لمفكر إيطالي إعترف بمحمد وبرسالته وبعيسى ورسالته فأخرج هذا الإنجيل ونسبه إلى برنابا.مواضيع ذات صلة :انجيل برنابا واخطاءه بين الاسلام والمسيحية

.

الاقباط اليوم
28 فبراير 2012 |