تحدث عمرو موسى، وزير الخارجية السابق، عن واقعة ظريفة مع الرئيس الراحل، محمد حسني مبارك خرجا فيها دون اصطحاب الحرس في الولايات المتحدة الأمريكية.

وقال عمرو موسى في حوار أجراه مع صحيفة «الشرق الأوسط»، الصادرة في لندن، اليوم السبت،:«الرئيس أحيانًا يشعر بفراغ في لحظة ما، يقال في الإنجليزية وحيد في القمة».
في إشارة لصعوبة ممارسة الرئيس لبعض الأشياء العادية الذي يمارسها العامة، سرد الدبلوماسي السابق :«كان الرئيس مبارك، الله يرحمه، يسألني عندما نكون في لندن أو باريس: ماذا
ستفعل اليوم؟ فأقول له: سأذهب لتناول العشاء في مطعم، وهو جميل جدًا أحب أن أذهب إليه، والله يا سيادة الرئيس لو فكرت تتعشى في الخارج، فهو أمر جميل جدًا، تفضل»، مضيفا عن رد
مبارك :«فيقول لي: أنت تعرف من أجل أن تتفضل سيكون معي على الأقل 50 شخصًا يتفضلوا، الحرس والسائقون ورجال المباحث والمخابرات، لا، لا، أنا لا أقدر، تذكَّرني عندما تكون هناك».
كان يحب الشياكة جدا
تطرق عمرو موسى إلى واقعة خرج فيها مع الرئيس دون اصطحاب الحرس، قائلا:«في واشنطن مثلاً، وكانت نهاية أسبوع، إذ كان دائماً يسافر السبت ويستريح الأحد ثم يعمل الاثنين، أنا كوزير خارجية
كنت أذهب الخميس أو الجمعة من أجل ترتيب الاجتماعات. قال لي: ماذا ستفعل غداً؟ فقلت له: سأذهب للتسوق، أنا أحب التسوق في أمريكا جداً. فقال: إلى أين ستذهب؟ فقلت له: توجد هنا أشيك محلات
الدنيا يا سيادة الرئيس، وهو كان يحب الشياكة جداً. قال: حسناً. غادرت وما كدت أصل إلى الفندق، وهو كان في بيت الضيافة، حتى تلقيت اتصالاً من سكرتيره وقال لي إن الرئيس سيخرج غداً للتسوق، أنت وهو».
كان في منتهى السعادة
وأكمل :«وفعلاً ذهبنا معاً للتسوق، والحرس لم يصحبوه، وإنما كانوا على أبعاد مختلفة، دخلناً محلاً، وطلبت من البائع أن يقفل الباب، فدُهش قليلاً، فقلت له: هل تعرف مَن هذا؟ هذا فلان، والحرس في الخارج.
نحن نحتاج على الأقل إلى نصف ساعة، وكان مرتاحاً جداً، خلع الحذاء وخلع السترة وراح يلف على ربطة العنق هذه وهذا القميص، كان في منتهى السعادة لفترة قاربت على الساعة. نسي (مَن يكون)، ما رأيك بهذا القميص؟».
وأضاف وزير الخارجية السابق :«وهذا يُظهر لك إلى أي حد يكون فيه الرؤساء في وضع يبعث على الملل، ليس مللاً من السلطة، إنما في الحياة نفسها. ولذلك، السلوى الكبيرة للرئيس مبارك، الله يرحمه، كان حفيده. سلوى كبيرة جداً تشغله عن، أو على الأقل تفتح له أبواباً من الحنان غير موجودة في أسلوب الحكم أو بناء الحكم».