القائمة الأقباط اليوم أبحث
أهم الأخبار

القمص مرقس سرجيوس عبد الملاك صاحب المنارة المصرية وخطيب ثورة 1919

بقلم ماجد كامل

ميلاده ونشأته :

ولد "ملطي سرجيوس عبد الملاك " في عام 1882م بمدينة جرجا ، تعلم في كتاتيب القرية ، ثم المدرسة الابتدائية.

القمص مرقس سرجيوس عبد الملاك صاحب المنارة المصرية وخطيب ثورة 1919

الالتحاق بالكلية الإكليركية :

يذكر عنه الارشيدياكون حبيب جرجس في كتابه " المدرسة الاكليركية بين الماضي والحاضر " تحت أسم " ملطي سرجيوس " فقال " ملطي سرجيوس : من جرجا ، التحق بالمدرسة سنة 1898 وقضى بها 5 سنوات ورسم قسا على كنيسة ملوي.

ثم نقل الي جرجا .فالزقازيق، فسنورس.

فاسيوط حيث رسم قمصا.

فالسودان .فجرجا.

فالقاهرة بالقللي ، وجنابه الآن القمص مرقس سرجيوس كاهن كنيسة الأقباط بالقللي.

أصدر مجلة المنارة " ( حبيب جرجس المدرسة: الاكليركية بين الماضي والحاضر ، الشخصية والصورة رقم 26 ، صفحة 266 ).

ولقد عمل القمص مرقس سرجيوس وكيلا لمطرانية أسيوط في 30 أكتوبر 1907 .

خدمته في السودان :

في سنة 1912 ، أرسله البابا كيرلس الخامس للخدمة في السودان ، ليكون وكيل مطرانية الخرطوم ، ومن هناك أصدر مجلة " المنارة المرقسية " وكان هدف المجلة دعوة الأقباط والمسلمين إلى الوحدة والتآخي ، وتقويم الاعوجاج الذي تأصل في الأقباط ككنيسة ، والضرب على العادات التي أضلت الشعب وأفسدت ما ورثناه من الآباء القديسين.

مما أثار غضب الإنجليز عليه وأمروا بعودته إلى مصر في غضون أربع وعشرين ساعة ، وكانت آخر كلماته للقنصل الإنجليزي " إنني سواء كنت في السودان أو في مصر لن أكف عن النضال ضدكم إلى ان تتحرر بلادي من وجودكم " .

دوره في ثورة 19 :

عندما أندلعت ثورة 19 ، برز دور القمص سرجيوس من بين الثوا ر ، فلقد وهبه الله لسانا فصيحا يهز أوتار القلوب إلى حد جعل سعد زغلول يطلق عليه لقب " خطيب مصر " أو " خطيب الثورة ".

أقام في الازهر لمدة ثلاثة شهور كاملة يخطب في الليل والنهار ، معلنا انه مصري أولا ومصري ثانيا ومصري ثالثا ، وأن الوطن لا يعرف مسلما ولا قبطيا ، بل مجاهدين فقط دون تمييز بين عمامة بيضاء وعمامة سوداء.

أ برز المواقف الوطنية التي ظهرت فيها وطنيته :

1-ذكر عنه أنه وقف ذات مرة في ميدان الأوبرا يخطب في الجماهير المتزاحمة ، وفي اثناء خطابه تقدم نحوه جندي إنجليزي شاهرا مسدسه في وجهه ، فهتف الجميع " حاسب يا أبونا ،ها يموتك " فأجاب أبونا في هدوء " ومنذ متى كنا نحن المصريون نخاف الموت ؟ دعوه يريق دمائي لتروي أرض وطني التي ارتوت بدماء آلاف الشهداء.

دعوه يقتلني ليشهد العالم كيف يعتدي الإنجليز على رجال الدين.

وهنا تراجع الجندي الإنجليزي عن قتله.

2-مرة أخرى وقف هو والشيخ القاياتي يتناوبان الخطابة من فوق منبر مسجد ابن طولون .

فلما ضاق يهما الإنجليز ذرعا أمروا بنفيهما معا في رفح بسيناء.

فكان في منفاهما يتحدثان عن مصر ، ويتغنيان بأنشيد حبهما لها.

كذلك انشغل في المنفى بكتابة الخطابات ، وإرسالها إلى اللورد ، يندد فيها بسياسة الإنجليز ، ويعيب عليهم غطرستهم وحماقتهم في معاملة الوطنيين ، ولقد قضى أبونا سرجيوس والشيخ القاياتي ثمانين يوما في هذا المنفى فى رفح.

وبعد ما خرج ظل يخطب في المساجد والكنائس والميادين.

3-فى إحدى المرات وقف يخطب فى الجموع المتراصة فى ميدان رمسيس ، وخلال الخطبة هتف قائلا : "عارفين أنا عملت إيه النهاردة ؟ " فهتف الجميع " " عملت ايه يا أبونا ؟" أجاب أبونا " أتممت زواجا مسيحيا لبنت مسلمة ! " فتساءل الجميع " مين هي ؟ " ، أجاب وهو يضحك " جوزت مصر للاستقلال التام ! ".

فعلا الهتاف والتصفيق.

4- في إحدي المرات ،طلب من المتظاهرين أن يهتفوا وراءه " يحيا الإنجليز " فأبدى الجموع استغرابهم ، فأوضح لهم قائلا " نعم يحيا الإنجليز لأنهم استطاعوا بظلمهم واستبدادهم وفجاجتهم أن يجعلوا منا هذه الكتلة الموحدة المقدسة الملتهبة ".

5- في أحدى السرادقات التي أقيمت لتكريم يعد زغلول ، طلب منه سعد ان يلقى كلمة ، فأمسك القمص سرجيوس بالميكرفون وقال " والله انك مجنون يا سعد " فتعجب الجميع كيف يقول ذلك في حفل تكريم لسعد باشا ، فاستطرد وقال " والله أنك مجنون يا سعد ، تقدم على دولة عظمى خرجت منتصرة من حرب عظمى وتملك كل شيء ولا تملك أنت شيئا ، ثم تنتصر عليهم ، والله انك مجنون يا سعد " فضحك سعد باشا وكل الحاضرين الحفل.

6-من نوادره أنه ذات مرة سأل جموع الحاضرين :"هل تعرفون لماذا وجه الإنجليز احمر ؟ !.

أجاب البعض : " من شرب النبيذ " ، وأجاب البعض الآخر : " من شرب البيرة " ، والآخر "من أكل لحم الخنزير " أما هو فأجاب وقال " لا لا .إن وجه الإنجليز أحمر من كثرة شرب دم المصرين ، فضجت الجماهير بالهتاف " ليسقط الإنجليز ويحيا سعد ".

عمله كوكيل للبطريركية :

عمل القمص سرجيوس وكيلا للبطريركية مرتين ، المرة الأولى عام 1944 في عهد حبرية البابا مكاريوس الثالث ، والمرة الثانية عام 1949 في عهد حبرية البابا يوساب الثاني.

أبرز وأهم كتاباته :

بالإضافة إلى مجلة " المنارة المصرية " ، أصدر عدد من الكتب التي يدافع فيها عن الإيمان المسيحي ضد الهجمات التي تقام ضده ، ومن ابرز الكتب التي قام بتأليفها :

1-رد القمص سرجيوس على الشيخين الطنيخي وآخرين ، حول سر المائدة أو القربان وموضوعات أخرى.

2-رد القمص سرجيوس على القائلين بتحريف التوراة والانجيل ، أو تغييرهما وتديلهما أو نسخهما ، أي بطلان حكمهما وحلول القرىن محلهما ، ورد اعتراضات أخرى على بعض آيات التوراة والانجيل.

3-رد القمص سرجيوس على الشيخ العدوي ، حول التثليث والتوحيد – 1946 م.

4-رد القمص سرجيوس على الشيخين الطنيخي والعدوي حول تجسد الله ولاهوت السيد المسيح – 1947.

5-رد القمص سرجيوس على المنتصر المهدي ، حول حقيقة صلب المسيح موته – 1947.

6-هل تنبأت التوراة او الانجيل عن محمد ؟ - 1947.

7-هل تنبأت التوراة عن المسيح ؟

8-الدكتور نظمي لوقا في الميزان (ردا على كتابه : محمد الرسالة والرسول ).

تاريخ وفاته :

تنيح القمص سرجيوس في 5 سبتمبر 1964 ، عن عمر يناهز إحدى وثمانين عاما ،ولقد شارك الآلوف من الشعب في تشييع جنازته ، ثم أعترفت الحكومة المصرية بجهاد الوطني بأن أطلقت أسمه على أحد شوارع مصر الجديدة بالقاهرة .

مراجع المقالة ::

1- حبيب جرجس :المدرسة الاكليركية بين الماضي والحاضر ، الشخصية والصورة رقم 26 ، صفحة 266 )

2-إيريس حبيب المصري : قصة الكنيسة القبطية ، الجزء الخامس ، موقع الكنوز القبطية Coptic Treasures ، الصفحات من ( 105- 106 ).

3-القمص تادرس يعقوب ملطي : قاموس الآباء القديسين ، موقع الكنوز القبطية Coptic Treasures.

4-أنطونيوس الأنطوني : وطنية الكنيسة القبطية وتاريخها ، الجزء الأول ، الصفحات من 427- 429.

5-محمد عفيفي : الدين والسياسة في مصر المعاصرة " القمص سرجيوس " ، دار الشروق ، الطبعة الاولى ، 2001.

6-القمص بولس باسيلي :- ذكرياتي فى نصف قرن ، الطبعة الأولى ، يناير ، 1991 ، الصفحات من 141- 155 .

ماجد كامل - أقباط متحدون
05 سبتمبر 2024 |