تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية هذه الأيام بصوم الميلاد المجيد ، وبهذه المناسبة قدم القس أثناسيوس إميل كاهن كنيسة مارجرجس بالجيوشي بشبرا مصر كتابًا بعنوان تأملات في الميلاد وانفتاح السماء على الأرض.
ويتحدث جناب القس أثناسيوس في كتابه عن معان ورموز لانفتاح السماء على الأرض بطرق عديدة ، حيث ذكر الجانب التاريخي ، وذكر أيضًا الرمز الروحي المعزي .
وتأمل القس أثناسيوس في جزء من الكتاب يقول : من تأمل في الأرض قبل الميلاد ، فيري الظلام يحيط بها من كل جانب ، ولن يجد سوى بصيص من النور مُمَثلاً في شخص الكاهن زكريا وامرأته أليصابات ، و أيضًا في شخص القديس سمعان الشيخ الذي أطال الرب عمره حتى يبصر المسيح المتجسد من فتاة عذراء ، والنبية حَنّة بنت فنوئيل والتي كانت لا تفارق الهيكل .
وبين القس أثناسيوس سبب صمت السماء قبل ميلاد السيد المسيح ، حيث كتب يقول : إذا كنت تشعر أن السماء لا تسمع لك ولا تستجيب لصلواتك فلا تيأس بل تذكر أن هذا ما حدث قبيل ميلاد سيدك بنحو 400 سنة ، ولكن سيأتي وقت آخر تري فيه انفتاح السماء أمامك ، واستجابة الله لكل طلباتك فلا تقلق ولا تحزن ولا تضطرب .
وتابع يقول : ففي الحياة الروحية هناك فترات قد يسودها الصمت ولا تسمع خلالها صدي لصلواتك وتظن أن الله قد تخلى عنك بالكلية ولم يعد يسمع لك مثلما حدث مع مسيحك وهو على الصليب لذلك صرخ نحو أبيه قائلاً: إلهي إلهي لِمَاذَا تَرَكْتَنِي مز 22 : 1.
إنها فترات تدبيرية من عمل النعمة الإلهية لحياتك ولأجل اقتنائك بعض الفضائل الروحية النافعة لحياتك ، مثل فضيلة : الصبر والاحتمال والانتظار .
جدير بالذكر أن نيافة الحبر الجليل الأنبا مكاري الأسقف العام لكنائس شبرا الجنوبية هو من قام بمراجعة وتقديم الكتاب وكتب نيافته يقول في بداية الكتاب : تأملات جميلة قام بها أبونا أثناسيوس إميل عن ميلاد ربنا يسوع
المسيح وانفتاح السماء علي الأرض، الرب يجعل هذا العمل بركة وتأملاً في حياتنا الروحية بشفاعة أمنا العذراء مريم والشهيد العظيم مارجرجس وبصلوات أبينا صاحب الغبطة والقداسة البابا المعظم الأنبا تواضروس الثاني.
