الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، الذى جعل شخصى الضعيف سببًا فى أن يخرج مسيحيٌّ من أقباط مصر من خندق "الكفّار النصارى أعداء الله"، (وفق ما يراهم أصحابُ الزبائب واللحى من حزب النور وأضرابه)..
وينتقل فى غمضة عين إلى خندق المؤمنين الأطياب من أحباب الله المسلمين.
تعثّرتُ بالأمس فى طرقات تويتر بهذا الخبر يملأ جنبات المكان في عديد الصحف والمواقع فيما يشبه العرس البهيج. أنقلُ لكم الخبر حرفيًّا ليملأ الفرحُ قلوبَ المؤمنين، مثلما غمر الفرحُ قلبي بانتصار
الإسلام المبين، بعدما دخله، (عن اقتناع)، أحدُ الذين ضلّوا ثم تمرّدوا على ضلالهم بعدما هداهم قلبُهم للإسلام، وما كنّا لنهتدي لولا أن هدانا الله. وعلّكم تعرفون أن العقيدة لا تكون عقيدةً حقّة، إن
لم يخترها المرءُ طوعًا واختيارًا، لا وراثةً ولا إجبارًا. وها هو ذاك بين أيديكم أحدُ النادرين فى هذا العالم، ممن اختاروا دينهم خيار الواعين الواثقين العاقلين، لا إجبارَ الغافلين الوارثين النقليين.
يقول الخبرُ:
[[قال روماني جاد الرب، الناشط الحقوقي، والخادم الكنسي، ان اختيار الكاتبة والشاعرة فاطمة ناعوت، لدائرة مصر الجديدة للترشح علي مقعدها الفردي لم يكن صدفه لكنه جاء لتواجد الأقباط بكثافة.
واضاف جاد الرب في تصريحات صحفية له اليوم، ان ناعوت تخلط بين الدين والسياسية، وتستغل انها مسلمة الديانة وتتظاهر بانها تتدافع عن حقوق الاقباط ولكن هي في جوهرها تسئ الي الدين الاسلامي الذي يحترمه ويقدره الاقباط بمختلف طوائفهم.
وحذر جاد الرب من ان ناعوت تهدف الي شق الصف الوطني و زرع بذور الفتنه الطائفية ، باستخدمها ايات الكتاب المقدس والانجايل في الهجوم علي الدين الاسلامي الحنيف ، و النبي محمد "صلي الله عليه وسلم"]].
أولاً، أعتذر عمّا ورد بالخبر من أخطاء إملائية ونحوية وصرفية، بريءٌ منها قلمي براءةَ القيثارة من اللحن النشاذ. وإنما الأخطاء تعود إلى صائغها أو مُمليها. وثانيًا، أشكر الأخ روماني على شهادته الطيبة لعقيدتي الإسلام الذي وصفه بالدين الحنيف، كما أشكره على الصلاة والسلام على رسول الله، عليه أفضل الصلاة والسلام. أما بعد.
فها أنت عزيزى القارئ ترى بأمّ عينك، أن ترشحي عن دائرة النزهة ومصر الجديدة لم يأتِ خبطَ عشواءٍ كما يظنُّ البسطاء، إنما بعد إحصاءات دقيقة عن نسب المسيحيين والمسلمين هناك، واكتشافنا أنها لا يسكنها سوى الأقباط، بما في ذلك "عزبة المسلمين" أيضًا. فلو أكرمنا السيد "رومانى" المسلم المؤمن ومّدنا بنسخة من تلك الإحصائية، علّنا نفيد منها حين ندخل البرلمان، نكون له من الشاكرين المهللين.
وثالثًا، ها أنت ترى أيها القارئ الكريم، أننى أنا، الكاتبة والشاعرة التنويرية، الفقيرة إلى الله، إنما أخلط الدين بالسياسة! وأن كل نداءاتى منذ خمسة عشر عامًا بفصل الدين عن السياسة فى مقالاتى
وكتبى ولقاءاتى الصحفية والتليفزيونية، ومناداتي بالعلمانية والليبرالية والمدنية ليل نهار، إنما كانت مناورات كتابية للتمويه والكاموفلاچ، إذ تكشّف فى نهاية الفيلم الهندى الطويل أننى أخلط
الدين بالسياسية، بل وأسعى إلى شقّ الصف الوطني (ياللهول!)، وزرع بذور الفتنة الطائفية (اللي أنا السبب فيها). وبطبيعة الحال لا يكون كل هذا إلا للوصول إلى الهدف العمدة الذى أضمره فى نفسى وهو: إقامة
الدولة الدينية! لكن يا تُرى ما دين الدولة التي أطالب بها، إن كنت أستغلّ الإنجيل، بل الإناجيل، لمهاجمة الإسلام، كما أكد الأخ روماني المؤمن الحريص على الإسلام؟ هل أحلم بدولة إسلامية على غرار
أفغانستان الطيبة، أم دولة مسيحية على غرار أوروبا القروسطية؟! اكتشف السيد الناشط الحقوقي رومانى جاد الرب، أنني أتظاهر بدفاعي عن حقوق الأقباط بينما هدفي الأساسي هو الإساءة للإسلام، الذى
يحترمه السيد رومانى ويقدره، ما أدى في الأخير، دون شك، إلى أن يعتنقه عن اقتناع، بدليل صلاته وسلامه على أشرف الخلق سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، كما ورد فى نهاية الخبر المبهج، وذلك هو جوهر الشهادتين.
والحقُّ أننى فى غاية السعادة والسرور والحبور لأن جهودى التنويرية على مدى عقد ونصف العقد، لم تضع هباءً كما كنت أظن. فلو لم تؤتِ كتاباتى ثمرها إلا ثمرة أن يُسلم شخصٌ على يدي، فبها ونعمت، وأنا
والله لمن الفائزين، وليحترق ما دون ذلك من متاع الدنيا الزائلة. وإن لم أفعل شيئًا طوال عمرى سوى أن جعلتُ "نصرانيًّا كافرًا" يصف ديني العظيم بالدين الحنيف، ويُصلّي على رسولي، فكأنما أوفيتُ واجبى
فى الدنيا والآخرة، أن يتوب ضالٌّ على يدي، ويؤمن بما آؤمن. أعزّ اللهُ الإسلامَ بروماني ونفعنا به مجاهدًا فى صفوف المجاهدين. وأسألُ اللهَ أن يُتمَّ فضله عليه وعليّ بأن يرزقنا زيارة بيته الحرام،
معًا، لأبارك له شخصيًّا، وأنهل من بركاته ونور إيمانه، لأنه دون شك يفوقني إيمانًا وإسلامًا، إذ جاءه راغبًا مختارًا، ولم يكتفِ مثلى، بالمصادفة الوراثية الطيبة التى جعلتنى مسلمةً لأن أبويّ مسلمان.
إياك أن يقول قائلٌ إن هذا الرومانيَّ المحترم الطيب صاحب المقال الشهير (لا إقصاء للاخوان المسلمين، بقلم روماني جاد الرب) قد قال ما قال طمعًا في رضا حزب النور لأنه عضوٌ به، أو طمعًا فى مقعد
برلمانى زائل، مما يلهث وراءه صغارُ النفوس، إنما نحسبُه عند الله مؤمنًا مشهرًا إسلامَه طمعًا في الجنّة ونعيمها وحورها وأنهارها، وخوفًا من بطش العزيز الجبار. طوبى لك أيها الأخ المسلم
روماني، تقبّل اللهُ إسلامَك الاختياري، ونفع بك دينَنا، واستنفع منك حزب النور، حزب الشرفاء الأخيار الأبرار، والعُقبى لبقية كفّار مصر أن يُشهروا إسلامهم كما فعل الإخ العزيز، روماني جاد الرب.



