القائمة الأقباط اليوم أبحث
أهم الأخبار

من عينى.. بقلم حمدي رزق

بقلم حمدي رزق

وقالت مواطنة للرئيس: أنا عندى 63 سنة وعاوزه أركّب عدسة فى عينى، ليرد عليها السيسى قائلًا: عينى، كما قالت السيدة للرئيس: فى قدمى 25 مسمارا ولم آخذ عربية المعاقين.. وعليا إيجار للشقة، فرد عليها قائلا:

من عينى.. بقلم حمدي رزق

حاضر، وفى الأخير طلبت السيدة التقاط صورة تذكارية مع الرئيس.. وقبل أن تظهر الصورة كانت السيدة منى محمدى تتلقى الرعاية الصحية فى مستشفى ناصر وهى فى ذهول تام، وتردد: ربنا يبارك لك ويطول لنا فى عمرك يا ريس.

جولات الجمعة الرئاسية، فضلا عن إنسانيتها المحببة، تكشف عجبًا، متاعب وآلام البسطاء تظل معلقة على حرف، مثال حاجة هذه السيدة الطيبة للعلاج، هل تنتظر لقاء الرئيس مصادفة، هل تركيب عدسة فى عينيها يتوقف على قرار رئاسى، أين الحكومة بوزاراتها وهيئاتها ومؤسساتها، أين جيش الموظفين الجرار، لماذا تتقطع بالمواطنين أسباب قضاء حاجاتهم، والحصول على أبسط حقوقهم؟!.

الرئيس السيسى يضرب نموذجا ومثالا، يستجيب بحنان، وبقولة حاضر، ومن عينى، هل يتمثل كبار وصغار الموظفين خلق الرئيس، وتصبح نعم وحاضر ومن عينى منطوق القائمين على تقديم الخدمات الحكومية؟.

متى ينفر هؤلاء لتلبية حاجات الناس؟.. أرقام منظومة الشكاوى الحكومية الموحدة برئاسة مجلس الوزراء تترجم ما نذهب إليه ودليل، تلقت نحو 1.35 مليون شكوى العام الماضى، أكثر من مليون مواطن يشكون ضيقا، لو أضفنا إليهم رقما مماثلا وأضعافه عدديا من الصامتين، نحن إزاء مشكلة فى تقديم الخدمات الحكومية للبسطاء.

المعضلة أن الخدمات متوافرة، والموازنات بالمليارات، صحة وتعليم وإسكان وووووو، لكن انسياب الخدمات هو العقبة، البيروقراطية اللعينة التى تعقد حياة الناس وتسد أبواب الرحمة فى وجوههم، وتضيق عليهم، وتخنقهم، ربنا مسلط علينا بشر لا يفقهون فى فقه الإنسانية والرحمة والطبطبة وجبر الخواطر، يضنون بالرحمة، ويقترون على الناس، ويتسلطون، ويتجبرون، ويمعنون فى منع الخدمات من المنبع!.

فيه حاجة غلط، لن تخفت الشكوى إلا إذا أحس المواطن أنه صاحب حق، ويتحصل على حقوقه كاملة دون مَنٍّ وَلَا أَذى، معلوم السيسى لن يقابل 100 مليون مواطن تباعًا، لكنه يضرب نموذجًا لجبر الضرر، وجبر الخواطر، وكيفية التعامل الإنسانى مع أصحاب الحاجات.

لو تفقه فقهاء البيروقراطية فى معنى تجديد الخطاب الحكومى الذى يمارسه الرئيس على قارعة الطريق لاختلف المشهد شعبيًّا، لارتفع منسوب الرضا استحقاقًا.

مستوجب على رئيس الوزراء، المهندس مصطفى مدبولى، أن يحول دروس الجمعة الرئاسية إلى برنامج عمل حكومى لتلبية حاجات المواطنين، الناس مش طمعانة فى فيلا فى كومباوند، الناس غلابة تترجى الله فى حق النشوق!.

تخيل يا دولة رئيس الوزراء أن تركيب عدسة لمواطنة يحتاج تدخلا رئاسيا، هذا عنوان قصور فادح فى منظومة الخدمات الحكومية، تخيل قرار علاج أو شقة إيواء أو روشتة دواء، يقينا تستجلب رحلة عذاب، لولا أشق على الرئيس لطالبت سيادته بأن يقف على تحليل تقارير منظومة الشكاوى الحكومية الموحدة برئاسة مجلس الوزراء، سيرى عجبًا!.

حمدي رزق - المصرى اليوم
30 مايو 2021 |