القائمة الأقباط اليوم أبحث
أهم الأخبار

رسالة إلى شيخ الأزهر.. بقلم وائل لطفي

بقلم وائل لطفي

​​​​​​أنا أحب شيخ الأزهر.. فهو عالم.. وأنا أحترم العلماء.. وهو صوفى.. وأنا أحب الصوفية.. وهو دارس فى فرنسا.. وأنا أحترم الذين ذهبوا إلى العالم كى يفهموه ويعرفوا ما هو.. لكن عندى مشكلة كبيرة مع فضيلة الإمام.. هذه

رسالة إلى شيخ الأزهر.. بقلم وائل لطفي

المشكلة هى أنه يتعامل مع تجديد الخطاب الدينى على أنه قضية شخصية.. يرفضه حينًا ويقبله حينًا.. ويتعامل وكأنه والأزهر شىء واحد.. فموقفه هو موقف الأزهر.. فإذا رفض فإن الأزهر هو الذى رفض.. وإذا وافق فإن الأزهر هو الذى

وافق.. وهذا ليس صحيحًا.. الشيخ الطيب هو أكبر علماء الأزهر.. لكنه ليس كل علماء الأزهر.. الشيخ الطيب مهما علا قدره فرد، والأزهر مؤسسة.. ولا يجوز أن تُختصر المؤسسة لتصبح فردًا.. ولا أن يتضخم الفرد مهما علا شأنه ليصبح هو المؤسسة.

ما مناسبة هذا الكلام الآن؟.. مناسبته أن فضيلة الإمام قال كلامًا جيدًا.. بل هو جيد جدًا.. ولكنه مع ذلك يستدعى التعليق والتوقف.. لقد قال فضيلته فى إحدى حلقات برنامجه الرمضانى إن

الدعوة إلى تقديس التراث ومساواته بالشريعة تؤدى إلى جمود فى الفقه الإسلامى المعاصر كما حدث فى عصرنا الحديث، نتيجة تمسك البعض بالتقليد الحرفى لما ورد من فتاوى أو أحكام فقهية

قديمة كانت تمثل تجديدًا أو مواكبة لقضاياها فى عصرها الذى قيلت فيه، لكنها لم تعد تفيد كثيرًا أو قليلًا فى مشكلات اليوم التى لا تشبه نظيرتها الماضية إلا فى مجرد الاسم والعنوان.

هل هذا كلام جيد؟.. هو فى الحقيقة كلام جيد جدًا.. بل ورائع أيضًا.. ما مناسبة التعليق عليه إذن؟.. المناسبة أن فضيلة الإمام نفسه فى مؤتمر الأزهر العالمى للتجديد نَهَر باحثًا ومفكرًا مصريًا لأنه طالب بنفس ما يقوله الإمام الآن..

إنه لم ينهره فقط ولكنه سخر منه أيضًا.. المفكر هو د. محمد عثمان الخشت، رئيس جامعة القاهرة، وهو أستاذ فلسفة إسلامية يطالب بالتجديد على أرضية الإسلام، ويعتبر نفسه فى الجهة المقابلة لتيار العلمانية المصرية، فلا هو منهم ولا هم منه.

لقد وقف الرجل فى مؤتمر عن التجديد ليطالب بالتجديد، فسخر منه الإمام الأكبر وقال له: التجديد يكون فى بيت الوالد، وتناوب رجال شيخ الأزهر على طعن الرجل الذى تمسك بثبات انفعالى

نادر.. وكان على مستوى المسئولية.. وطرح وجهة نظره.. واليوم يعود شيخ الأزهر إلى الحق.. والرجوع إلى الحق فضيلة.. لكن المطلوب أن يحوّل الإمام الأكبر رأيه الذى قاله فى برنامجه إلى

فعل.. مطلوب الدعوة إلى مؤتمر عام.. يحضره رموز الثقافة المصرية والعربية.. مطلوب أن يستمع شيخ الأزهر إلى وجهات نظرهم، أن يستفيد منهم.. أن يغذى عقله الكبير واللامع بآراء من خارج

المؤسسة.. أن يستمع لمفكرين لا لموظفين ولا لعمداء كليات مرتعشين منه.. مطلوب أن يقول شيخ الأزهر أخطأت فى موقفى وأصاب فلان.. ذلك لأن الرجوع إلى الحق فضيلة.. فهل يفعلها صاحب الفضيلة؟

وائل لطفي - الدستور
03 مايو 2021 |