تعرّضت شجرة الميلاد في ساحة كنيسة الفادي (دير اللاتين) بمدينة جنين لاعتداء تمثّل في إحراقها، وفق ما نُشر وتداولته صفحات محلية على مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الأخيرة، الأمر الذي أثار موجة استنكار بين أبناء المدينة ومتابعين من مختلف المناطق، لما تمثّله الشجرة من رمز ديني واجتماعي مرتبط بمعاني الأمل والسلام والتلاقي في موسم الأعياد.
وكانت الكنيسة قد شهدت قبل أيام أجواء احتفالية عند إضاءة شجرة الميلاد، حيث تداول الأهالي منشورات تعبّر عن فرحة المشاركة الشعبية، وجاء في أحد النصوص المتداولة: لقطات جميلة
من مشاركة الأهالي بإضاءة شجرة الميلاد في كنيسة الفادي في جنين وجودهم كان الدفا الحقيقي للمشهد ضحكاتهم، مشاركتهم، وحضورهم اللي عطى للّيلة معنى أكبر ونور أعمق الميلاد
بيجمعنا. وتزامنت هذه الأجواء مع تغطيات إعلامية لاحتفال الإضاءة مطلع الشهر، إذ نشرت وكالة الأنباء الفلسطينية وفا صورًا لإضاءة شجرة الميلاد في كنيسة دير اللاتين بمدينة
جنين بتاريخ 8 كانون الأول/ديسمبر 2025، وأشارت إلى أن الإضاءة جاءت للمرة الأولى منذ عامين، كما تناولت وسائل إعلام عربية الاحتفال بوصفه رسالة أمل وسلام وتعزيزًا لقيم المحبة والتآخي.
وبحسب النص المنشور اليوم والمتداول على نطاق واسع، فقد وُصف منفذو الاعتداء بأنهم أعداء المحبة والسلام والفرح، وجاء فيه: لقد قام أعداء المحبة والسلام والفرح بحرق شجرة الميلاد بكنيسة الفادي جنين التي ترمز إلى حياة جديدة ونور يضيء قلوبنا، دون أن يتضمن المنشور تفاصيل دقيقة حول توقيت الحادث أو طبيعة الأضرار أو الجهة التي تقف خلفه.
في المقابل، تداول بعض المستخدمين تكهنات تتعلق بهوية الفاعلين وخلفياتهم، إلا أنه لم يتسنّ التحقق من هذه الادعاءات عبر مصادر رسمية معلنة حتى لحظة إعداد هذا الخبر، ما يجعل الحديث عن انتماءات محددة أو اتهام فئة بعينها
أمرًا غير موثق وقد يفتح الباب أمام التحريض والتوتر المجتمعي. ويؤكد متابعون وناشطون أن التعامل المسؤول مع مثل هذه الحوادث يستدعي انتظار نتائج تحقيق رسمي، وحصر الرواية في إطار اعتداء من جهات مجهولة إلى حين صدور معلومات مؤكدة.
وطالب ناشطون وشخصيات مجتمعية بمتابعة القضية ومحاسبة المتورطين، وتشديد حماية محيط دور العبادة خلال فترة الأعياد، معتبرين أن استهداف رموز الميلاد لا يمس المسيحيين وحدهم، بل يطعن في النسيج الاجتماعي للمدينة ويستهدف قيم التعايش التي تجمع أبناءها، داعين في الوقت ذاته إلى عدم السماح للحادث بأن يتحول إلى مادة للانقسام، وإلى الإبقاء على رسالة الميلاد بوصفها موسمًا للمحبة والسلام.



