القائمة الأقباط اليوم أبحث
أهم الأخبار

فَلَا تَلُومُونِى وَلُومُوا أَنفُسَكُم!.. بقلم حمدي رزق

بقلم حمدي رزق

الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة، فاجأتنا تماما بأن هناك حالة من العزوف لدى المواطنين والأطباء عن تعاطى لقاحات كورونا!!

فَلَا تَلُومُونِى وَلُومُوا أَنفُسَكُم!.. بقلم حمدي رزق

المواطنون يجوز لأن التطعيم اختيارى، ولكن نسبة كبيرة من الطواقم الطبية لم تلتزم بالحصول على اللقاح، هذا يسترعى الانتباه، ويستوجب التوقف والتبين أمام الظاهرة السلبية.

عجبا، نسبة (5 فى المائة) فقط من الطواقم الطبية سجلوا للحصول على اللقاح، وتخلف (40 فى المائة) من أعضاء الطواقم الطبية المسجلين عن الحضور لمراكز التطعيم بعد ذلك، وباتفاق رقمى بين الوزارة والنقابة تقريبا (30 فى المائة فقط) من الأطباء حصلوا على اللقاح، والباقى لم يسجل أو متغيب بعد التسجيل!

تخيل الطبيب غير المقتنع بضرورة اللقاح، أو رافض للقاح، أو يخشى أعراض اللقاح، ويتحسب من العدوى، مفروض هو نفس الطبيب الذى يصف اللقاح، ويوصى به للمريض!

تخيل طبيبا رافضا للقاح كيف يقنع مريضا بفاعلية اللقاح؟ هذا الذى يحدث مقلق ويفسخ بؤرة التوازن فى المواجهة ضد الوباء.

كيف يوسد لطبيب غير محصن (خوفا أو رفضا) التعاطى مع المرضى العاديين فى العيادات والمستشفيات خارج المعازل والمحاجر، أخشى يصير معرضا للعدوى توقعا، وإذا أصابه الفيروس، لسان الحال يغنى عن السؤال، فَلَا تَلُومُونِى وَلُومُوا أَنفُسَكُم!

وعلى من تقع مسؤولية رفض الطبيب تعاطى اللقاح، تخيل طبيبا معرضا للعدوى فى الطوارئ والحوادث ومستشفيات الطوارئ والصدر والحميات.. ويرفض تعاطى اللقاح.. إذا لم يتعاط مثل هذا الطبيب على خط المواجهة اللقاح، من سيتعاطاه؟!

وقد يكون الطبيب غير المحصن هو شخصيا مريضا أو حاملا للفيروس، أصيب به أثناء عمله بالعدوى، أخشى يصير الطبيب هو ناقل للعدوى وهنا ذروة المأساة.

الترجمة الحرفية لتصريح الوزيرة تقول: إن ثلاثة على الأكثر من كل عشرة أطباء تلقوا اللقاح، ليس عن نقص فى الإتاحة (كما يشاع)، أو تباطؤ من الوزارة (كما يشاع)، أو لم يصبهم الدور (كما يشاع)، الكارثة أن نصفهم لم يسجل أصلا، ونصف النصف سجل غيابا بعد التسجيل.

بالله عليكم، كيف يهدر طبيب سنوات تعليمه، وثقافته العلمية، وخبرته الطبية، ودراساته وأبحاثه، ويرفض تعاطى اللقاح، هذا عرض خطير ويحتاج إلى استقصاء من الوزارة والنقابة، أقله نرصد الأسباب، إذا كان الأطباء رافضين اللقاح، ما بال أقوام!

الطبيب الذى يرفض اللقاح يستوجب علاجه أولا من أعراض الرفض اللقاحى، بالمحاضرات التوعوية، ونفرة كبار الأطباء لجبل المجتمع الطبى على تعاطى اللقاح، رهاب اللقاح من رهاب الفيروس، تشبيها متلازمة ذات أعراض نفساوية.

لا نحبذ أن يكون تطعيم الأطباء إجباريا، ولكن اختياريا بالإقناع، لأن من يرفض كمن يعرض نفسه دون درع واقٍ للوباء.

الأطباء ثروة بشرية قومية، لن نقول كما يقول الجاحدون، جنى على نفسه، وذنبه على جنبه، لسنا ناكرين لجميل الأطباء وعظم التضحيات.. ولكن نذكر بأمر من السماء وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ. (البقرة 195).

حمدي رزق - المصرى اليوم
27 ابريل 2021 |