يقع التمثال المهيب الشامخ أمام جامعة القاهرة وتحديدًا في ميدان النهضة، الذي سمى الميدان على اسمه، تلك التحفة النحتية العالمية الذي قدمها المصري العالمي "محمود مختار" منذ أكثر من 93 عامًا، ليحكي عن قصة فلاحة مصرية، تظل تسرد على مدار التاريخ.
يمثل تمثال نهضة مصر، فلاحة مصرية تقف بجانب أبوالهول تضع يدها على راسها، وهى رمز لمصر، وكأنها تنظر للمستقبل، جاءت فكرة نحت هذا التمثال للفنان المثال محمود مختار عام 1917م، فى خضم الحركة
الوطنية فى مصر التى كانت تطالب بالاستقلال من الاحتلال البريطانى على البلاد.
كشف المخرج طاهر أباظة بالقناة الفضائية المصرية، لبوابة الوفد، عن قصة صاحبة التمثال، أنه لا يعرف الكثيرون أن صاحبة هذا التمثال هى فلاحة مصرية من محافظة الشرقيه من قرية "غزالة الخيس"، وكانت تدعى "فهيمه" وكانت معروفه فى قريتها بأنها أكثر بنات قريتها جمالاً، وكانت ممشوقة القوام، وذلك من حمل "بلاص المياه" على رأسها مثل سائر الفلاحات
المصريات فى مطلع القرن العشرين، اللاتى كان يحملان بلاليص المياه على رأسهن مما يجعل أجسادهن مفرودة و ممشوقة.
وعندما رأى سعد زغلول باشا ورفاقه من رجال حزب الوفد، نموذج صغير لهذ التمثال فى معرض الفنون الجميلة السنوي، فى باريس، كتبوا إلى مصر يشجعون إقامة هذا التمثال فى القاهرة، ووافق مجلس الوزراء على ذلك فى 25 يونيو 1921م.
كما ساهم الشعب المصرى فى اكتتاب عام (جمع تبرعات) ثم أكملت الحكومة، نفقات إقامة التمثال فى 2 مايو 1928م، وأقيمت حفلة كبرى فى ميدان باب الحديد (رمسيس حاليًا)، لإزاحة الستار عن تمثال نهضة مصر، ثم نقلت الحكومة المصرية، التمثال من مكانه الأول إلى ميدان جامعة القاهرة عام 1955م.
