في خطوة غير مسبوقة تعكس روح الشراكة والانفتاح الكنسي، يُفتتح غدًا السبت الموافق 19 يوليو 2025 في مدينة بوخوم الواقعة بولاية نوردراين-فيستفالن (Nordrhein-Westfalen) الألمانية، كنيسة قبطية أرثوذكسية جديدة، وذلك بحضور نيافة الأنبا دميان، أسقف شمال ألمانيا ورئيس دير السيدة العذراء والقديس موريس بهوكستر، ونيافة الأنبا ديسقورس، أسقف جنوب ألمانيا ورئيس دير القديس الأنبا أنطونيوس بكرفلباخ.

ويُعد هذا الافتتاح حدثًا تاريخيًا فريدًا، حيث يتم لأول مرة في ألمانيا تدشين كنيسة قبطية بالتعاون الرسمي المشترك بين أسقفي شمال وجنوب ألمانيا، وبالتنسيق مع مجلس إدارة الكنيسة الكاثوليكية الألمانية.
ويأتي هذا التعاون المثمر استجابة لتوجيهات ورعاية صاحب القداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، تعزيزًا للعمل المسكوني وتأكيدًا للعلاقات الأخوية بين الكنائس في ألمانيا.
وفي يومٍ مملوء بالفرح والبركة، تقيم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية أول قداس إلهي رسمي لها في كنيسة قلب يسوع (Herz-Jesu) بحي Werne في مدينة بوخوم، وسط أجواء روحية وتاريخية متميزة، وبمشاركة لفيف من الآباء الكهنة،
ومعلمي وخدام وخادمات الكنيسة القبطية في ألمانيا. كما يُنتظر أن تحضر تاماف أكساني، رئيسة دير مارجرجس للراهبات في نيهايم، إلى جانب عدد من الأراخنة وأبناء الشعب القبطي من مختلف المدن والولايات المجاورة.
لمحة تاريخية وجغرافية عن كنيسة Herz-Jesu – Werne، بوخوم
تُعد كنيسة قلب يسوع (Herz-Jesu Kirche) في حي Werne من المعالم الدينية والتاريخية البارزة في ولاية شمال الراين – وستفالن، وقد تم تشييدها عام 1907م، أي قبل اندلاع الحرب العالمية الأولى. صمّمها المعماري المعروف جوزيف فرانكه (Joseph Franke)، أحد أبرز وجوه العمارة الكنسية في الحقبة الألمانية الكلاسيكية المتأخرة.
الطراز المعماري والخصائص الجمالية
تتميز الكنيسة بعمارتها الرمزية اللافتة، حيث يشمخ في واجهتها برج غربي مائل متعدد الطوابق، على الطراز الروماني، يتوّجه سقف نحاسي على شكل ماسة، يمكن رؤيته من مسافات بعيدة، مما يجعل الكنيسة معلمًا بصريًا بارزًا في الأفق المحلي. ويجمع تصميمها بين البساطة التعبدية والفخامة المعمارية الرمزية.
الأهمية الجغرافية والثقافية
تقع الكنيسة ضمن ما يُعرف بـ "منطقة المناظر الطبيعية الثقافية" (Kulturlandschaft)، وهي منطقة تخضع لحماية خاصة بموجب قوانين الحفاظ على المعالم التاريخية والأثرية في ولاية شمال الراين – وستفالن. وتهدف هذه المعايير إلى:
الحفاظ على العناصر المعمارية الأصلية والهياكل التاريخية؛ صون الاستخدامات التقليدية والمساحات البصرية المحيطة؛ حماية المواقع ذات الأهمية الثقافية والأثرية؛ضمان استدامة المشهد الثقافي والمعماري للأجيال القادمة.
رؤية مستقبلية للكنيسة القبطية في ألمانيا
يمثل هذا الحدث خطوة مهمة في مسيرة الكنيسة القبطية في المهجر، ويعكس التزامها المتواصل بتوفير الرعاية الروحية والاجتماعية لأبنائها في أوروبا. كما يفتح آفاقًا جديدة للتعاون مع الكنائس الغربية، في إطار من التفاهم والتكامل والتعايش المشترك.

