يبدو أن عام 2020 لايريد أن يكف كوارثه التى أصبحت تلقى على القارة الأفريقية كالحجارة، حيث بدأ العام بوباء فيروس كورونا المستجد ثم عودة وباء الإيبولا مجددا وبعدها فيضانات راح ضحيتها كثيرون وأخيرا جراد، فلماذا لم ترأف 2020 حال القارة السمراء التى أهلكتها الأزمات على مدار قرون ماضية.
كوارث 2020 على أفريقيا بدأت بانتشار فيروس كورونا المستجد والذي ينتشر كالنار فى الهشيم، فأصاب إقتصاديات الدول والمنظومة الصحية بالشلل، بل والحياة بأكملها، حيث اتخذت دول القارة
الأفريقية مزيد من الإجراءات الاحترازية والتى من بينها مد حظر التجول وتعليق الدراسة فى المدارس والجامعات وأيضا إغلاق المساجد والكنائس ودور العبادة وتعليق الطيران الدولى، و عدم
ممارسة أى نشاطات جماعية فى رمضان وذلك لمنع تفشي فيروس كورونا المستجد، بل ومد هذه الإجراءات لما بعد رمضان. وسجلت دول القارة الأفريقية 99,062 إصابة بفيروس كورونا المستجد وتعافى 39,085 حالة ووفاة 3,082 حالة.
الكارثة التالية التى حلت على أفريقيا هى عودة الإيبولا مرة أخري حيث دق خطر هذا المرض أبواب الكونغو الديمقراطية وذلك وفقا لما أعلنته منظمة الصحة العالمية.
حيث قال تيدروس أدهانوم غيبريسوس مدير منظمة الصحة العالمية على تويتر منذ إعلان تسجيل حالات مصابة بوباء الإيبولا: "عقب 52 يوما دون تسجيل إصابات، أكدت فرق الرصد والاستجابة الميدانية تسجيل حالة جديدة".
أما الكارثة الثالثة هى وجود موجة ثانية من الجراد سيضرب أفريقيا في يونيو ، حيث قال المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) ، كيو دونغيو ، إن هناك إجراءات
كثيرة تحققت في مكافحة تصاعد الجراد الصحراوي في شرق أفريقيا واليمن. أشار المدير العام إلى أن وكالة الأمم المتحدة واصلت عمليات المراقبة والسيطرة على الرغم من القيود الناتجة عن
COVID-19 والتحديات الأخرى. وتشير التقديرات الأولية الصادرة عن وكالة الأمم المتحدة إلى أن 720 ألف طن من الحبوب ، تكفي لإطعام خمسة ملايين شخص سنويًا ، تم توفيرها في عشر دول من خلال
منع انتشار الجراد الصحراوي. وقال "مكاسبنا كانت كبيرة ، لكن المعركة طويلة ولم تنته بعد". "المزيد من الناس معرضون لخطر فقدان سبل عيشهم وتفاقم الأمن الغذائي في الأشهر المقبلة."
ويعتبر الجراد الصحراوي أكثر الآفات المهاجرة تدميرا في العالم ، ويمكن أن يحتوي سرب واحد يغطي كيلومتر مربع واحد على ما يصل إلى 80 مليون الجراد.
نداء الجراد الصحراوي الذي أطلقته منظمة الأغذية والزراعة في يناير يغطي عشرة بلدان - جيبوتي وإريتريا وإثيوبيا وكينيا والصومال وجنوب السودان والسودان وأوغندا وتنزانيا واليمن.
وتشير التوقعات الصادرة مؤخرًا من التقرير العالمي عن الأزمات الغذائية إلى أن أكثر من 25 مليون شخص سيواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد في المنطقة في النصف الثاني من عام 2020. أما
الكارثة الرابعة هى الفيضانات التى ضربت منذ حوالى أسبوعية عدة دول أفريقية (كينيا وأوغندا والصومال ورواندا) حيث جرف الفيضانات بلدة كاملة فى الصومال ومستشفى فى أوغندا والحقت بأضرار
جسيمة جدا فى ظل توجيه مقدرات الدول لمكافحة فيروس كورونا لتأتى تلك الفيضانات على غفلة لاتبقي ولاتذر. وبعد كل تلك الكوارث من الواضح أن أفريقيا ستنتظر مزيدا من المصائب التى يقدمها لها عام 2020.