القائمة الأقباط اليوم أبحث
أهم الأخبار

القس لوقا راضي يكتب كيفية إدارة "الحوار الواعي"

للحوار الواعي أركان وفضائل أولها فضيلة "الإفراز" والتدقيق فى كل شيء ونحن فى سبيل أفضل نحو عرض قضايانا لا بد لنا أن نمتلك فضيلة الإفراز والتى طالما امتلات كتابات الآباء عنها، فهي من الفضائل المسيحية.

القس لوقا راضي يكتب كيفية إدارة "الحوار الواعي"

إن الأحداث تلك الأيام تنتج أحاديث ومناقشات وكتابات، تظهر لنا أهمية التدقيق وعدم الانفعال العاطفى المجرد لئلا ننساق إلى مآرب من يفتعلون تلك الأمور ونسير فى دربهم وننسى الهدف الذى من أجله خرجنا.

كان القديس أرسانيوس معلم أولاد الملوك يقول لنفسه دائمًا لا تنس لما خرجت إليه يا أرسانى،

ولذلك تعلمنا فضيلة الإفراز:

أولًا ندقق فى الهدف فهدفنا هو عرض قضايانا كمواطنين صالحيين محبببن للكل مشاركيين فى سلامة أوطاننا التى نحبها ونفخر أننا أبناؤها ومن ترابها نحمل تراثها ونحتمى بهوائها وظلالها وأيضًا نحترم مؤسساتها وحكومتها وجيشها وقانونها ونقدر كل أبنائها مهما كانوا على درجاتهم الأدبية أو العلمية أو الدينية.

ومع كوننا مواطنين مصريين ومع كامل تقديرنا لهويتنا المصرية الممتدة إلى فجر التاريخ ومع افتخارنا بكل تاريخ الأولين والحاليين ومع كامل فخرنا بأننا أقباط مسيحيون دافعنا وندفع عن مجد مصر.

هذا لا يعنى أننا لا توجد لدينا قضايا عادلة لا بد من عرضها بأمانة كاملة من أجل أن نشعر أننا نمارس حقًّا أصيلًا لنا كأبناء لهذا الوطن.

ثانيًا عرض القضايا ونحن فى عرض قضايانا، لنا أن نختار المنهجية العلمية الحقوقية النابعة من أننا حين نعرض لقضايانا، فنحن نعرض لحق لا نغتصب حقًّا، نعرض بوقائع لا بأكاذيب، بشفافية

لا بمواربة، بالتوثيق لا بالتلفيق، من أجل إنصاف المظلومين لا من أجل إحراج النظام، نعرض قضية لا نخلتق قضية، ندافع عن إنسان أى إنسان، مهما كان لونه أو عِرقه أو دينه، باحترام لكل

الأديان والمعتقدات والأطياف والألوان وإن كنا نتمنى من الكل نفس التعاون، نعرض قضية وطنية لأبناء وطن لا غرباء عنه، وأخيرًا نحن نحب بلادنا ونهابها ونُجلُّها ونتمنى لها الرفعة والعزة.

ثالثًا لا تنشغل بغير الطريق،

من الإرشادات المرورية الهامة نجد تلك اللافتة لا تنشغل بغير الطريق.

ونحن نعرض لقضايانا ستكون هناك محاولات من أجل تشتيت الذهن والبعد عن الهدف الرئيسى، ألا وهو إعلان حقيقى للمعاناة الحادثة من جراء عمليات ترويع الآمنين كقتل أطفال وشباب.. إلخ، وعمليات الظلم الحادثة من أجل ممارسة الحقوق القانونية فى العبادة، كل تلك الأمور المعلومة للكل.

ولكن عند عرض قضايانا يحدث الآتي:

محاولات للترهيب بعدم العرض، سواء باستخدام العنف البدنى أو اللفظى أو المعنوى، واستخدام عبارات مثل الاستعانة بالخارج- تشويه سُمعة البلاد- الدعوة للتدخل الأجنبى، وإن لم تفلح فالتالى يكون التشويه

المتعمَّد للقضايا وجعلها مفرَّغة من الحقائق، بل بالعكس إلقاء اللوم على المظلوم أنه سبب المعاناة والظلم، ولولا أنه استفذّ الجانى لَما فعل به هذا، وهى مرحلة تلفيق وتأليف أحداث مفبركة لتشويه الحق.

والخطوة التالية هى شق الصف، وهذا حادث وملحوظ فكرة "فرِّق تسد"، ذلك باستغلال نقاط ضعف داخل الفريق واستغلال الحلقات الضعيفة لإحداث وهن فى المنظومة، ومن هنا يبدأ تآكل الفكرة من داخلها لأن الكل

سينشغل عن الهدف الرئيسى بالدفاع عن ذاته ومبررًا لما حدث منه ومجرّمًا لأفعال الآخرين، وأعتقد أننا نلاحظ أن هذا حادث الآن وكثر فى الأطراف التى كانت تتحد من أجل القضايا تتبادل الآن الاتهامات بالعمالة

والخيانة.. إلخ ولا من مفرز يسأل نفسه سؤالًا: لماذا؟، التالى هو الالتفاف حول القضايا وقلب الزوايا 180 درجة ويتحدث الطرف الجانى على أنه مجنى عليه، هناك مثَلٌ عاميّ ظريف يخدم القضية هذه (ضربنى وبكى، وسبقنى واشتكى).

من أجل هذا نلاحظ الآن بجلاء واضح المنهج الموحَّد المتفق عليه من كثيرين للالتفاف حول القضية الأساسية حق المواطنة، وجميعهم يقولون الآتى: الأقباط يأخذون حقوقهم أكثر من الكل، الأقباط يستمتعون بمزايا لا يستمتع بها الآخرون، 3 من

الأقباط من أغنياء العالم العشرة، الأقباط امبراطورية داخل الامبراطورية، انتماء الأقباط للكنيسة ويسمونهم شعب الكنيسة، الأقباط يخططون لإقامة دولة مستقلة وفوق القانون ويتحدّون القانون، يؤيدون النظام، والنظام يغازل الأقباط.

رابعًا أفرز ما يقال، ما أحوجنا الآن أن نفرز ما يقال ذلك بطرح الأسئلة: مَن المتحدثون؟ تاريخهم عملهم أدوارهم، ما اتجاهاتهم ومرجعيتهم المعتقدية والسياسية، ما الخط والمنهج الرئيسى لكتاباتهم وأقوالهم.، ما المنابر التى يستخدمونها للتصريح بما يقولون؟ ما الأفكار المشتركة بينهم؟

خامسًا النتائج، بعد الإجابات عن الأسئلة ستتعرف على هؤلاء الظاهر والخفى منهم، ستعرف من الأشخاص، ستعرف من هم مساندوهم بالتمويل، ومسانديهم من خلال الكتابات والبرامج التوك شو، ستكتشف أنك كنت على صواب فى رأيك ببعض الناس وعلى خطأ مع الآخرين، وتعدل استراتيجيتك في التعامل مع الكل.

سادسًا العمل: اكتشفهم اكشفهم أمام أنفسهم وأمام مستمعيهم وأمام الكافة، فنِّد آراءهم ووثقها، ومن ثم توقف عن تلك المباحثات، واجتنبها بعد فضحها، لا تستنفذ طاقات معها لأنك تعلم أن هدفهم أن تنسى هدفك الأصلى، وعد إلى ما أنت ماض فيه، ولا تلتفت ثانية إليهم لأن لك هدفًا أهم، لا تنس أن تصلى للكل أن الرب يهديهم.

البوابة نيوز
06 يونيو 2017 |