Our App on Google Play Twitter Home أبحث

تفسير الاصحاح الرابع والعشرون من سفر ملوك الثانى للقمص تادري يعقوب ملطى

يهوياقيم ويهوياكين وسبي بابل 1


إذ أقترب موعد سفر القديس غريغوريوس العجائبي من قيصرية فلسطين بعد أن قضى عدة سنوات، تتلمذ على يدي العلامة أوريجينوس حوالي عام 238 م.، ألقى خطابا وجهه إلى معلمه شبه نفسه فيه بآدم وهو يرحل من الفردوس، والابن الضال الذي يهجر بيت أبيه، وترحيل اليهود إلى بابل. جاء في هذا الخطاب (1).

+ إنني كأحد هؤلاء (المرحلين إلى بابل) بالحق تبدو لي نفسي، كمن يطرد من مدينته، ومن أرض أبيه المقدسة التي عليها تعلق الشرائع المقدسة نهارا وليلا، وتسمع فيها التسبيح والأغاني والكلمات الروحية. فيها أيضًا نور الشمس الدائم وفي النهار نتمتع برؤية ونحن في يقظة نقترب من أسرار الله. وفي الليل في الأحلام لا نزال ننشغل بما رأته النفس ولمسته في النهار. ويسيطر إعلان الإلهيات على الكل باستمرار.

أقول من هذه المدينة أنا مطرود وأحمل أسيرا إلى بلد غريب، حيث لا قدرة لي على التزمير، وذلك مثل الرجال القدامى، أعلق قيثاراتي على الصفصاف، وتكون الأنهار هي مكان غربتي. أعمل في الوحل، وليس لي قلب ينشد التسابيح حتى أن تذكرتها. نعم فإنني إذ أنشغل على الدوام بأمور أخرى أنساها كمن فسدت ذاكرته.

إنني إذ التزم أن أرحل، إنما بغير إرادتي كأسير أفعل هذا، لكنني أرحل أيضًا بإرادتي، وليس تحت ضغط من آخرين. وبتصرفي أترك هذه المدينة حين تعطى لي فرصة اختيار البقاء فيها. ربما أيضًا بتركي هذا الموضع أبلغ رحلة بلا أمان كما يحدث أن نسير في صحبة شخص يترك السلام ومدينة آمنة. وهذه حقيقة، لكنها تشبه من في رحلته أسقط في أيدي لصوص وأخذ سجينا، وأجلد وأجرح بضربات كثيرة وأطرح بين حي وميت.
القديس غريغوريوس العجايبي
St. Gregory Thaumaturgus: The Oration and Panegyric addressed to Origen, 16

+ بائسون هم الإسرائيليون متى تورنوا بنبوخذ نصر الذي دعي خادم الله (إر 27:6). نحن أيضًا نصير تعساء إذ لم نسر الله فيستخدم عنف البرابرة ليحل بغضبه علينا.
القديس جيروم
St. Jerome: Letter 60:17.


line


1 في أيامه صعد نبوخذناصر ملك بابل فكان له يهوياقيم عبدًا ثلاث سنين ثم عاد فتمرد عليه

أصبحت بابل القوة العالمية الجديدة بعد القضاء على أشور في عام 612 ق.م. وبعد هزيمتها لمصر في موقع كركميش في عام 605 ق.م. عاد فغزا البابليون يهوذا وأخضعوها لحكمها. وكانت هذه هي الغزوة البابلية الأولى ليهوذا من بين ثلاث غزوات في مدى عشرين عامًا. وكان دانيال أحد الأسرى في هذه الغزوة(دا1:1،2). أما الغزوتان الأخيرتان فكانتا في عام 597ق.م 587ق.م.

line


2 فارسل الرب عليه غزاة الكلدانيين وغزاة الاراميين وغزاة الموابيين وغزاة بني عمون وارسلهم على يهوذا ليبيدها حسب كلام الرب الذي تكلم به عن يد عبيده الانبياء
3 أن ذلك كان حسب كلام الرب على يهوذا لينزعهم من امامه لاجل خطايا منسى حسب كل ما عمل
4 وكذلك لاجل الدم البريء الذي سفكه لانه ملا اورشليم دما بريا ولم يشا الرب أن يغفر
5 وبقية أمور يهوياقيم وكل ما عمل أما هي مكتوبة في سفر اخبار الأيام لملوك يهوذا
6 ثم اضطجع يهوياقيم مع ابائه وملك يهوياكين ابنه عوضا عنه
7 ولم يعد أيضًا ملك مصر يخرج من أرضه لأن ملك بابل اخذ من نهر مصر إلى نهر الفرات كل ما كان لملك مصر
8 كان يهوياكين ابن ثماني عشرة سنة حين ملك وملك ثلاثة اشهر في أورشليم واسم أمه نحوشتا بنت الناثان من أورشليم
9 وعمل الشر في عيني الرب حسب كل ما عمل ابوه
10 في ذلك الزمان صعد عبيد نبوخذناصر ملك بابل إلى اورشليم فدخلت المدينة تحت الحصار

خلف يهوياكين أباه يهوياقيم ليواجه أقوى جيش على وجه الأرض في ذلك الحين. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و التفاسير الأخرى). بعد أعتلائه العرش بأسابيع قليلة تمت الغزوة الثانية حيث نهب البابليون الهيكل واسروا غالبية القادة بما فيهم الملك. وكان ذلك عام 597 ق.م.

أقام نبوخذ نصر صدقيا، أحد أبناء يوشيا، ملكًا على يهوذا، لكن اليهود لم يقبلوه حاسبين ملكهم هو يهوياكين

line


11 وجاء نبوخذناصر ملك بابل على المدينة وكان عبيده يحاصرونها

+ يعطى للشر سلطان ضدنا حسب خطايانا كما هو مكتوب:" من دفع يعقوب إلى السلب وإسرائيل إلى الناهبين؟! أليس الرب الذي أخطأنا إليه، ولم يشاءوا أن يسلكوا في طرقه ولم يسمعوا لشريعته، فسكب عليه حمو غضبه" (أش 24:42،25). مرة أخرى عندما أخطأ سليمان، وترك وصايا الرب وطرقه كتب:" وأثار الرب الشيطان ضد سليمان نفسه " (ا مل 14:11) .
القديس كبريانوس
The Treatises of Cyprian 4 on the Lord’s Prayer, 25.

line

12 فخرج يهوياكين ملك يهوذا إلى ملك بابل هووامه وعبيده ورؤساؤه وخصيانه واخذه ملك بابل في السنة الثامنة من ملكه
13 واخرج من هناك جميع خزائن بيت الرب وخزائن بيت الملك وكسر كل انية الذهب التي عملها سليمان ملك إسرائيل في هيكل الرب كما تكلم الرب

+ لدى الكنيسة ذهب لا لكي تخزنه بل لكي تلقيه وتنفقه على المحتاجين. ما هي الحاجة أن تحرس ما هو ليس بصالح؟ ألا تعرف كم من ذهب وفضة أخذه الآشوريون من هيكل الرب؟ ألم يكن بالأفضل جدًا لو أن الكهنة صهروهما لمساندة الفقراء، إن كانت الموارد الأخرى قد فشلت في تحقيق ذلك، عن أن العدو الذي ينجس المقدسات يحملهما وينجسهما.؟ لماذا يحمل أسرى إلى سوق العبيد، ولماذا يترك كثيرون ليقتلوا بواسطة العدو؟ فأنه من الأفضل أن تحفظ الأواني الحية عن الأواني الذهبية.
القديس أمبروسيوس
St. Ambrose: Duties of the Clergy, book 2:28:138.


line

14 وسبى كل أورشليم وكل الرؤساء وجميع جبابرة الباس عشرة آلاف مسبي وجميع الصناع والاقيان لم يبق أحد إلا مساكين شعب الأرض

اختلفت سياسة البابليين عن الأشوريين في التعامل مع المسبيين، فالأشوريين يجلون غالبية السكان ويعمرون البلاد بجنسيات أخرى تختلط بالقلة القليلة من أهل البلد، أما البابليون فكانوا يأخذون العظماء والقادة والصناع الماهرين ويتركون المساكين والضعفاء لحكم البلاد. يقيمون منهم حكامًا يخضعون لهم. أما الأسرى إلى بابل فيُسمح لهم أن يعيشوا معًا ليصحبوا جزءً هامًا من المجتمع في بابل. هذا ما ساعد اليهود أن يلتحموا معًا في السبي إلى حين عودتهم في أيام عزرا وزربابل الخ.

line


15 وسبى يهوياكين إلى بابل وام الملك ونساء الملك وخصيانه وأقوياء الأرض سباهم من أورشليم إلى بابل
16 وجميع أصحاب الباس سبعة آلاف والصناع والاقيان الف وجميع الأبطال أهل الحرب سباهم ملك بابل إلى بابل
17 وملك ملك بابل متنيا عمه عوضا عنه وغير اسمه إلى صدقيا
18 كان صدقيا ابن إحدى وعشرين سنة حين ملك وملك إحدى عشرة سنة في أورشليم واسم امه حميطل بنت ارميا من لبنة
19 وعمل الشر في عيني الرب حسب كل ما عمل يهوياقيم

20 لانه لاجل غضب الرب على اورشليم وعلى يهوذا حتى طرحهم من أمام وجهه كان أن صدقيا تمرد على ملك بابل