Our App on Google Play Twitter Home أبحث

تفسير الاصحاح الثانى من سفر ملوك الثانى للقمص تادري يعقوب ملطى

روحين من إيليا النبي


بعد أن تحدث عن ايليا صاحب القلب الناري ذكر صعوده إلى السماء في مركبة نارية بخيول نارية وكأن من يلتهب قلبه بنار الحب الإلهي وتتقد نفسه بالغيرة المقدسة كما بنار تتأهل نفسه أن ترتفع كما بمركبة نارية لتصعد إلى حيث يجلس الله، النار الآكلة، ويحسب من خدامه الناريين.

صعد إيليا إلى السماء فقد أتم رسالته كان لابد أن يوجد من يتسلم منه الخدمة، ويتحمل ذات المسئولية، وتكون له نفس الروح. أنه اليشع النبي الذي نال شهوة قلبه، ألا هو أن يتمتع بروحين من سيده الناري ايليا النبي.

حرم اليشع من حضرة سيده ايليا النبي بالجسد لكنه كان محاطا بقوة الله العاملة. فيه. لقد ورث رداء إيليا الذي به شق نهر الأردن، فوثق بنو الأنبياء أنه قد احتل مكانه.

+ كان اليشع يحمل شخصين: ايليا من فوق، واليشع من تحت.
القديس يوحنا الذهبي الفم
St. John Chrysostom: Concerning the Statues, Hom. 2:25

+ من هم هؤلاء بنوا الأنبياء الذين التقوا بأليشع وأخبروه بأن سيده سيرفع من رأسه، ومع هذا عندما صعد إلى السماء في مركبة نارية صمموا أن يرسلوا خمسين من ذوى البأس يبحثون عنه في الجبال ولم يجدوه؟

بنو الأنبياء هم اليهود الذين استلموا الشريعة وتمتعوا بظهور الأنبياء. لقد عرفوا خلال النبوات عن المسيح السماوي الذي ينزل إلينا ويصعد إلى سمواته. أنهم يطلبون المسيا لكن حسب فكرهم المادي، بحثوا عنه خلال رجال ذوى بأس، وليس بالروح القدس لذا فشلوا في الالتقاء به. أنهم لم يجدوه! لقد جاء إلى خاصته وخاصته لم تقبله، لأنه لم يأت حسب هو أهم فحرموا من حضرته !

+ عندما أنطلق ايليا من الأرض إلى الله قديمًا سبب حزنا لشعب إسرائيل، لكن اليشع عزاهم عن الخسارة إذ التحف برداء سيده.
القديس غريغوريوس أسقف نيصص
St. Gregory of Nyssa: Funeral Oration on Meletius.

line

إيليا والتجلي

+ ظهر في الوسط بين موسى وايليا (مت3:17) ليظهر أنه وجد راحه خلال الحوار معهما، اللذين خلالهما جحد كثيرون خطاياهم، وآمنوا بالله الحي، وأنهما هما نفسيهما شاهدان لقيامته وراحته الطوباوية.
القديس أمبروسيوس
The Patriarchs, 6:30.

يرى القديس جيروم أن موسى يمثل الناموس وايليا يمثل الأنبياء، وقد ظهرا على جبل التجلي كشاهدين عن السيد المسيح، انهما مصباحان مضيئان لكنهما يختفيان أمام بهاء الشمس.

[إن كانت الشمس مضيئة لا يرى نور المصباح، هكذا إذ يكون المسيح حاضرًا لا يرى الناموس ولا الأنبياء أن قورنوا به.اننى لست استخف بالناموس ولا الأنبياء بل أمدحهم، لأنهم يعلنون عن المسيح. إننى اقرأ النا موس والأنبياء لا لأبقى فيهم بل لكي ابلغ إلى المسيح خلالهم.]
.Hom. 8(vi) on Mark 9;1-7.

+ صالحه هي اجنحه الحب.. على هذه الاجنحه طار ايليا عندما انتقل بمركبه ناريه وخيل نارين إلى الاماكن العلويه
القديس أمبروسيوس
Isaac or the soul 8:77.

جاء في مقال للقديس أمبروسيوس: [إلا أنه (إيليا) وحده منح من السماء للأرض في مركبه بخيل نارية، وهكذا أيضًا عاد من الأرض إلى السماء]
The Prayer of Job and the weakness of man , 1:1:1

1 وكان عند اصعاد الرب ايليا في العاصفة إلى السماء أن ايليا واليشع ذهبا من الجلجال

الجلجال: الجلجال هنا غير تلك التي ليشوع (يش9:5)، إنما موضوع آخر يبعد حوالي 7 أميال شمال بيت إيل.

بنود الأنبياء: هم مجموعات من المؤمنين وُهبوا عطية النبوة، وهم على مستويات روحة متباينة.

الجلجال المذكورة هنا كانت في جبل افرام على بعد ثمانية أميال شمال بيت إيل، وهي جلجلية الحالية، وكان فيها مقر للأنبياء(2مل38:4).

2 فقال ايليا لاليشع امكث هنا لأن الرب قد ارسلني إلى بيت ايل فقال اليشع حي هو الرب وحية هي نفسك اني لا اتركك ونزلا إلى بيت ايل

"الرب قد أرسلني"

بدعوة من الله انطلق ايليا النبي في ساعاته الأخيرة ليفتقد الأنبياء في محلاتهم المختلفة لكي يثبتهم ويشجعهم بكلماته الوداعية.

لماذا طلب إيليا النبي من تلميذه أليشع أن يمكث في الجلجال؟

أ‌- ربما لأنه أراد في ساعاته الأخيرة أن ينفرد حتى في تنقلاته بين الأنبياء لكي تكون له أحاديثه الخفية مع الله.

ب-ولعله أشفق على تلميذه، فلم يرد أن يرى لحظات اختطافه من هذا العالم فيجد التلميذ نفسه وحيدًا.

ج_ ولعله أراد اختبار محبته وأمانته، وقد اظهر أليشع النبي محبته الشديدة بقوله"حي هو الرب وحية هي نفسك إني لا أتركك"

3 فخرج بنو الانبياء الذين في بيت ايل إلى اليشع وقالوا له هل اتعلم أنه اليوم ياخذ الرب سيدك من على راسك فقال نعم اني اعلم فاصمتوا

انتشرت في بلاد كثيرة مدارس للأنبياء لصد تيار الفساد الروحي والإيماني الذي بدأ في عهد يربعام أول ملك لإسرائيل بعد انشقاقه عن يهوذا. كانت هذه المدارس في الجلجال وأريحا وبيت إيل وغيرها تتكون من مجموعات تلتف كل مجموعة حول قائدٍ معين يتتلمذون على يديه، يتدربون على أن يكونوا متحدثين عن اللَّه.

4 ثم قال له ايليا يا اليشع امكث هنا لأن الرب قد ارسلني إلى اريحا فقال حي هو الرب وحية هي نفسك اني لا اتركك واتيا إلى اريحا

5 فتقدم بنوالانبياء الذين في اريحا إلى اليشع وقالوا له اتعلم أنه اليوم ياخذ الرب سيدك من على راسك فقال نعم اني اعلم فاصمتوا

6 ثم قال له ايليا امكث هنا لأن الرب قد ارسلني إلى الاردن فقال حي هوالرب وحية هي نفسك اني لا اتركك وانطلقا كلاهما

7 فذهب خمسون رجلا من بني الانبياء ووقفوا قبالتهما من بعيد ووقف كلاهما بجانب الاردن

8 واخذ ايليا رداءه ولفه وضرب الماء فانفلق إلى هنا وهناك فعبرا كلاهما في اليبس

ضرب موسى النبي البحر بالعصا فانشق لشعبه طريقًا حتى ينطلقوا من عبودية إبليس إلى البرية على رجاء دخول أرض الموعد. وأمر يشوع الكهنة حاملي التابوت أن يضعوا أقدامهم في نهر الأردن فانشق لكي يعبر الكل إلى أرض الموعد. والآن يضرب إيليا النبي النهر بردائه لينشق فيعبر الشعب لا من عبودية فرعون بل من عبودية الارتباط بالأرض ويدخلوا معه كما في مركبة نارية منطلقين بقلوبهم إلى السماء.

9 ولما عبرا قال ايليا لاليشع اطلب ماذا افعل لك قبل أن اوخذ منك فقال اليشع ليكن نصيب اثنين من روحك علي

حسب اليشع نفسه الابن الأكبر له حق ميراث الضعف (تث17:21). في دالة الحب اعتبر اليشع نفسه ابنًا أكبر لإيليا النبي وفي جرأة طلب حق الميراث، وهو أن يتمتع بروحين منه لم يشته اليشع النبي شيئًا سوى أن يقتدي بسيره ويحل روحه. لكن إيليا النبي أدرك أن ذلك ليس في سلطانه، إنما هو حق إلهي، يقدمه اللَّه الفاحص القلوب لمجبوبيه الأمناء لم يكن اليشع يطمع أن يكون أعظم من سيده ولا أقوى منه لكن إذ رأى حال المملكة يزداد انهيارًا، فالأمر يحتاج إلى قدرة إلهية متزايدة تواجه هذا التيار الجارف.

لم يخف اليشع من أن يطلب روحين من ايليا، أي يحمل قوة مضاعفة، لأنه لم يطلب ذلك عن كبرياء كمن يستحق ذلك، ولا طلبه عن محبة المجد الباطل، لكنه طلب بإيمان لشعوره بضعفه وحاجته إلى قوة مضاعفة تسنده بجانب شعوره بانحدار الشعب المستمر في الفساد لم يغضب ايليا النبي من هذا الطلب بل تهلكه أعماقه، وأدرك أنه ليس في سلطانه أن يقدم شيئًا، لكنه يفرح أن يكمل تلميذه رسالته بروح القوة ليتنا لا نستخف بالجيل الجديد، بل نطلب من اللَّه أن يهبهم ما هو أعظم مما نلناه لتكون الكنيسة في المستقبل أكثر قوة، وقادرة على مواجهة كل التحديات بروح النصرة والغلبة.

لم يكن هذا الطلب نابعًا عن طمع وكبرياء، وإنما عن شعور بالحاجة إلى قوة متزايدة من السماء، إذ أدرك متطلبات الخدمة وما سيحل به من متاعب وأخطار فوق طاقته.

10 فقال صعبت السؤال فان رايتني اوخذ منك يكون لك كذلك والا فلا يكون

شعر أليشع بصعوبة الخدمة الملقاة على عاتقه فطلب روحين من أبيه الروحي. وشعر إيليا بصعوبة السؤال لأنه ليس من حقه اختيار من يخلفه، بل هو من حق الله وحده.

كان صعود إيليا النبي مخفيًا عن الأعين الجسدية، وذلك كما كانت الخيل والمركبات النارية مخفية عن عيني غلام أليشع في دوثان (17:6). وإذ رآه أليشع عرف إيليا النبي أن الله قد وهبه قوة النظر في الروحيات ليرى ويفهم ما لا يستطيع غيره أن يراه أو يفهمه. بهذه العلاقة أدرك إيليا النبي أن تلميذه قد تعين من قبل الله ليكون رئيسًا للأنبياء ومتحدثًا في الأمور الإلهية مع الناس.

إذ رأى سيده منطلق في مركبة نارية نحو السماء، صار هذا المنظر مطبوعًا في قلبه وفي ذاكرته كل أيام حياته. به تقوى إيمانه ليقول في وقت الشدة: "الذين معنا أكثر من الذين معهم"(16:6). ربما قبل هذا المنظر كان أليشع متكلًا على رجل الله إيليا، أما بعد رؤيته هذا المنظر صار الله يحتل كل فكره ويملأ كل قلبه وكيانه الداخلي.

11 وفيما هما يسيران ويتكلمان إذا مركبة من نار وخيل من نار ففصلت بينهما فصعد ايليا في العاصفة إلى السماء

+ نقرأ الكلمات: "من مجد إلى مجد" (2كو 18:3) عن المجد الذي يتقبله القديسون حتى في هذا العالم كنصيب جاء وقليل. يقف على رأسهم موسى الذي أضاء وجهه جدا، وصار بهيا ببهاء الشمس (خر 20:34 الخ، 2كو 7:3). يليه ايليا الذي أختطف إلى السماء في مركبة نارية ولم يشعر بأثر اللهيب. أيضًا أسطفانوس عند رجمه نظر الكل أن له وجه ملاك (أع 15:6)(1).
القديس جيروم
St. Jerome: Letters 7:51.

+ عندما صعد ايليا في مركبة نارية إلى السماء ترك رداءه الذي من جلد الغنم على الأرض. مادمنا مشغولين بأمور العالم، مادامت نفسنا مقيدة بممتلكات وإيرادات مالية لن نقدر أن نفكر بحرية في الله. الآن فأن إلقاء المال جانبا هو للمبتدئين في الطريق وليس للذين صاروا كاملين .

 أما أن يقوم الأنسان نفسه لله فهذه علامة المسيحيين والرسل. هؤلاء يشبهون الأرملة التي ألقت من أعوازها فلسيها في الخزانة، وبتقديم كل ما لديهم للرب يحسبون أهلا لسماع كلماته: " أنتم أيضًا على أثنى عشر كرسيا تدينون أسباط إسرائيل الأثنى عشر" (ت 28:19).
القديس جيروم
St. Jerome: Letters, 71:3.

+ عندما تضع يدك على المحراث لاتنظر إلى الوراء (لو 62:9). عندما تقف على السطح لا تعود تفكر في الملابس التي بالمنزل حتى تهرب من يد السيدة المصرية (تك 12:39). حتى ايليا في أنتقاله السريع إلى السماء لم يستطع أن يأخذ ثوبه معه، بل ترك في العالم ثياب العالم.
القديس جيروم
St. Jerome: Letters, 118:4.

+ إذ تنبأ إيليا النبي عن طهارتك، وإذ كان يحاول أن يتمثل بها بالروح، التف بإكليل الحياة النارية، فكوفئ أنه أعظم من الموت بحكم إلهي.
الأب ميثوديوس
Methoduis: Oration Concerning Simeon and Anna, 9.

12 وكان اليشع يرى وهويصرخ يا ابي يا ابي مركبة إسرائيل وفرسانها ولم يره بعد فامسك ثيابه ومزقها قطعتين

+ احتمل إيليا الجوع والخيانة ومخاوف الموت، وأتعابًا مرة. ومع ذلك فهو وحده توجه من السماء إلى الأرض بمركبة نارية بخيل نارية وعاد من الأرض إلى السماء.

لقد أخفى أي استحقاقٍ له لنوال هذه الخدمة، وقدم النعمة الممنوحة للقائد المقدس فوق كل اعتبار إنساني.
القديس أمبروسيوس
The Prayer of Job and David, 1:1.

في ضعف مزق اليشع ثيابه فإنه سيحرم من إيليا معلمه، لكنه امسك برداء ايليا، وشعر أن إله ايليا لن يفارقه.

أدرك اليشع ما تحمله نفس ايليا من قداسة، وأيضًا جسده الذي تأهل أن يركب مركبة نارية تصعد به إلى السماء، وآمن أنه حتى رداء ايليا يحمل قوة بها يشق نهر الأردن. هكذا يقدس اللَّه نفوس أولاده وأجسادهم وثيابهم حتى ظلهم كما نرى في سفر الأعمال، حيث كانت الخرق التي كانت على جسد الرسول بولس المريض وظل الرسول بطرس، تصنع آيات وعجائب. إنه عمل اللَّه مقدس كل ما لمؤمنيه!

كان إيليا النبي بالنسبة لإسرائيل كمركبات وفرسان، بل وأفضل منها، لأنه به كان الرب يرشد شعبه ويحذرهم ويهبهم النصرة.

+تذكروا الآن كيف علق كحية على الصليب من اجل خلاص كل البشر (يو 3: 14، عد 21:9)،وانتم تفهمون أن النفس تصير في سلام يكون الله حاميها والمسيح قائدها، إذ جاءت كلمة "قائد driver" مكتوبة أيضًا في كتبتا المقدسة: "يا أبي، يا أبي، قائد إسرائيل "2مل 12:2.يقول. هذا القائد: "ارجعى, ارجعى يا شولميث" نش 12:6، ما هذا الاسم معناه "في سلام".

فإن النفس التي في سلام ترجع سريعًا وتصحح مصارها، حتى أن كانت قد أخطأت قبلًا، ويصعدها المسيح، بالأحرى يحسب ذلك لائقًا أن يقودها. يُقال له:: اصعد جيلك، مركباتك مركبات خلاص" حب 8:3 وفي موضع آخر: " أرسلت خيلك إلى البحر " حب 15:3 ؛. هذه هي خيل المسيح. لذلك يمتطى المسيح خيله، يمتطى كلمة الله النفوس الورعة.
القديس أمبروسيوس
Isaac or the Soul 8;55-56.

13 ورفع رداء ايليا الذي سقط عنه ورجع ووقف على شاطئ الأردن

+ أما يليق بنا أن نبكي وننتحب عندما تدعونا الحيّة كما دعت أبوينا الأولين ليأكلا الثمرة الممنوعة، وبد أن تحرمنا من فردوس البتولية تود أن نرتدي ثيابًا من الجلد كما حدث مع إيليا الذي عند عودته إلى الفردوس ألقاه خلفه على الأرض[2]؟
القديس جيروم
St. Jerome: Letters, 22:18.

14 فاخذ رداء ايليا الذي سقط عنه وضرب الماء وقال أين هو الرب إله ايليا ثم ضرب الماء أيضًا فانفلق إلى هنا وهناك فعبر اليشع

يترجم البعض هذه العبارة بأن ضرب الماء كان مرة واحدة فقط ليس مرتين.

لم ير الذين كانوا في أريحا المركبة والخيل النارية، لكنهم رأوا أن إيليا قد اختفى إذ رجع أليشع وحده، وعلموا أن روح إيليا، أي قوته وسلطانه، قد استقرت على أليشع فقبلوه رئيسًا عليهم.

15 ولما راه بنو الانبياء الذين في اريحا قبالته قالوا قد استقرت روح ايليا على اليشع فجاءوا للقائه وسجدوا له إلى الأرض

16 وقالوا له هوذا مع عبيدك خمسون رجلا ذووباس فدعهم يذهبون ويفتشون على سيدك لئلا يكون قد حمله روح الرب وطرحه على أحد الجبال اوفي أحد الاودية فقال لا ترسلوا

كان من عادة إيليا أن يختفي ويظهر بغتة بأمر الله.

17 فالحوا عليه حتى خجل وقال ارسلوا فارسلوا خمسين رجلا ففتشوا ثلاثة أيام ولم يجدوه

18 ولما رجعوا إليه وهو ماكث في اريحا قال لهم أما قلت لكم لا تذهبوا

تحويل المياه المجدبة إلى مياه عذبة

بعد شق نهر الأردن برداء ايليا الذي به أعلن الله أن اليشع محاط بسحابة من الشهود من بينهم معلمه ايليا سمح له بتحويل المياه المجدبة إلى مياه عذبة.

المدينة موقعها الجغرافي ممتاز والأرض خصبة لكن المياه مجدبة تفسد الأرض عوض أن ترويها لتصلح للزراعة. ما هذه المدينة إلا شعب الله كجماعة وكأعضاء. فقد خلق الله الإنسان صالحا ليقيم من أعماقه جنة مقدسة له يفرح بها ويدعو السمائيين خدامه وأصدقائه ليتمتعوا بثمار الروح المفرحة. وكما جاء في سفر النشيد: "ليدخل حبيبي إلى جنته ويأكل شهدي مع طيبي.."، " أيها الأصحاب كلوا واشربوا.."

رسالة كل نبي حقيقي وخادم للكلمة هو تحويل النفوس التي أجدبها روح العالم، المياه المرة، لتصير فردوسا روحيًا للرب. يتحقق هذا بإلقاء الملح فيها خلال صحن جديد.

ما هو هذا الصحن الجديد إلا خبرة الحياة المقامة. وكما يقول الكتاب "هوذا الكل قد صار جديدا".

أما الملح فهو عمل الروح القدس فينا، إذ يجعلنا ملحا للعالم. يليق بالمؤمن الحامل الروح أن يكون كالملح، بلمسات حبه الخفيفة يملح الآخرين كما يفعل الملح بالطعام فلا يفسد. ويليق به ألا يضع انفه في حياة الآخرين، فيكون كمن يسكب كمية ضخمة من الملح على الطعام فيفسده. لنعمل ولكن بلمسات هادئة خفيفة وفعالة، لا يجب الاستطلاع أو إلزام الآخرين بأفكارنا ومفاهيمنا.

19 وقال رجال المدينة لاليشع هوذا موقع المدينة حسن كما يرى سيدي واما المياه فردية والأرض مجدبة

كتب القديس جيروم رسالة وجهها إلى أوستوخيوم يعزيها في والدتها باولا Paula حيث عرض فيها زيارتها للأراضي المقدسة من بينها أريحا فقال: (لقد رأت أيضا ينبوع الشريعة المر للغاية وعقيم، وقد شفاه اليشع الحقيقي بحكمته محولا إياه إلى بئر عذب واهب الخصوبة.)
St. Jerome: Letters, 108:12

+ يقول البعض: " لكن ايليا يرى بأنه لا يحتضن حبا جسديا" ولهذا فأنه حمل بمركبة إلى السماء. وظهر ممجدا مع الرب (مت 3:17)، وسيأتي كسابق لمجئ الرب (ملا 5:4)
القديس أمبروسيوس
St. Ambrose: Concerning Virgins, book 1:3:12.

20 فقال ائتوني بصحن جديد وضعوا فيه ملحا فاتوه به

21 فخرج إلى نبع الماء وطرح فيه الملح وقال هكذا قال الرب قد ابرات هذه المياه لا يكون فيها أيضًا موت ولا جدب

22 فبرئت المياه إلى هذا اليوم حسب قول اليشع الذي نطق به

لم تكن قوة الشفاء في الصحن الجديد ولا في الملح لكن في قول الرب وكلمته العاملة في المؤمن كصحن جديد، قد تمتع بالحياة الجديدة المقامة مع المسيح يسوع. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و التفاسير الأخرى). فإنه إذ يقبل الرب عاملًا فيه يصير كقول الرب ملحًا للأرض ينزع الفساد منهم.

يقول الأب ميثودوسيوس (1) بأن ما فعله اليشع هنا يشير إلى عمل السيد المسيح فالصحن الجديد الذي يحوى ملحا شافيا للمياه القاتله من الموت، يظهر للعالم أنه يتجدد بسر ظهوره. فأنه قدم طعاما بلا خمير كرمز لميلاده بدون الدنس بزرع بشر، نازعا من الطعام مرارة الموت. أما القاء العناصر الطبيعية في الأردن فيظهر مقدما نزول ربنا إلى الجحيم وإنقاذ الذين دب فيهم الفساد.
Methodius: Oration Concerning Simeon and Anna,9.

line

تأديب الصبيان المقاومين


بعد أن تمتع اليشع النبي بقوة الله الفائقة التي تجلت في أول عمل له بعد صعود سيده، حيث ضرب نهر الأردن بردائه، وحول المياه الجدبة إلى مياه عذبة بالملح الذي في الصحن الجديد خرج صبيان المدينة، غالبا ما كانوا شبابا، يسخرون منه.

لم يكن الأمر تسليه يمارسها بعض الأطفال أو الصبيان، وإنما كان ذلك خطة قد أعدها عدو الخير إبليس خلال كهنة البعل والعاملين لحساب الوثنية.

يبدو أن عددهم كان كبيرا، إذ قيل " كان من بينهم 42 من الصبيان". خرجوا بخطة واضحة يسخرون بكلمات لها معناها.

بقولهم " اصعد يا اقرع " مكررين ذلك واضح أنهم يسخرون مما أعلنه للشعب عن صعود معلمه إيليا. وكأنهم يقولون: "إن كان إيليا ذو الشعر الطويل قد صعد في مركبة نارية إلى السماء، فما الذي يمنع من صعودك يا أيها الأقرع؟"

لم تكن السخرية موجهة ضده شخصيا، وإنما كانت ضد رسالته النبوية والعمل الإلهي خلاله وخلال معلمه إيليا.

لقد لعنهم بالرب، إي لعنهم بذاك الذين يقاومونه ويسيئون إليه.

لم يطلب النقمة لنفسه، ولم يسأل شيئًا لتأديبهم لكن الله هو الذي أرسل الدبتين من الوعر فافترستهم.

23 ثم صعد من هناك إلى بيت ايل وفيما هو صاعد في الطريق إذا بصبيان صغار خرجوا من المدينة وسخروا منه وقالوا له اصعد يا اقرع اصعد يا اقرع

24 فالتفت إلى ورائه ونظر اليهم ولعنهم باسم الرب فخرجت دبتان من الوعر وافترستا منهم اثنين واربعين ولدا

يتساءل البعض: لماذا يسمح اللَّه بافتراس اثنين وأربعين صبيًا بسبب كلمات سخرية نطقوا بها ضد اليشع النبي؟"

أولًا: لم كن هؤلاء أطفالًا صغارًا بل شبابًا، غالبًا ما كانوا من مركز ديني وثني مقام للحق الإلهي ومقام للإيمان باللَّه. كانت سخريتهم هادفة نحو تحطيم الإيمان باللَّه الحيّ، وربما كانوا يجتذبون أعدادا كبيرة من الشباب حولهم.

ثانيًا: يرى البعض في قولهم لاليشع: "اصعد"، نوعًا من التسخيف بأنه رأى ايليا صاعدًا في مركبة نارية نحو السماء. فايليا النبي صعد وبقى الأشرار يقاومونه حتى بعد صعوده في مركبة نارية نحو السماء. فإيليا النبي صعد وبقي الأشرار يقاومونه حتى بعد صعوده.

ثالثًا: دفع هؤلاء الشبان حياتهم الزمنية ثمنًا للفساد والرجاسات التي عاشوا فيها، ولم يقبلوا توبيخات إيليا النبي وتلميذه إليشع النبي. فالإهانة هنا موجهة ضد اللَّه نفسه القدوس. كانوا يحتقرون رسالة اللَّه وقوته.

رابعًا: لم يستدعِ النبي الدبتين إنما ترك الأمر في يدي اللَّه، الذي أرسل الدبتين من الغابة لتشهدا لخطورة مقاومة الحق الإلهي.

خامسًا: سمح اللَّه بذلك لأن السخرية برجال اللَّه أمر شائع في كل العصور، خاصة بين الأجيال الناشئة، فأراد اللَّه تقديم درس للأجيال كلها.

يرى القديس جيروم أن الـ42 صبيًا هم الـ42 عامًا من صعود السيد المسيح إلى بيت إيل (السماء) إلى مجيء النبين فاسيسيان وتيطس وحرق الهيكل.
Hom. 17 on Ps. 84 (85).

25 وذهب من هناك إلى جبل الكرمل ومن هناك رجع إلى السامرة

إن فهمنا عبارة "رجل اشعر"(8:1) إن شعر إيليا كان طويلًا ومرخيًا معلى العكس كانت قرعة أليشع عير عادية.

كان هؤلاء الأولاد يمثلون قرفه من الأشرار يهدفون نحو مقاومة رسالة أليشع النبي.

كانت السامرة عاصمة المملكة، وكان لأليشع بيت فيها (3:5،9؛32:6). كان يجالس الملك والشيوخ وكان له اعتباره بينهم.


ايليا والمركبات النارية:


عندما اقتربت الساعات الأخيرة من حياة ايليا كان رفيقه الوحيد هو أليشع وكان طلب أليشع نصيب اثنين من روح ايليا (2مل9:2) مؤسسًا جريًا على فهم مثير: حق البكر. كان هذا حق البن الأكبر في أن يأخذ نصيب اثنين من ميراث الأسرة والقيادة الأبوية للعائلة بعد موت الأب. لم يكن معنى هذا بالضرورة أن يكون لأليشع ضِعف قوة ايليا، مع أنه يبدو جميلًا أن تعرف أن عدد المعجزات التي سجلت لأليشع توازن ضعف العدد الذي سجل لايليا تقريبًا.


line

تأملات في الإصحاح الثاني:


* يبدو أن ذاك الينبوع المر يعنى آدم، الذي نبع منه الجنس البشرى. قبل مجئ اليشع الحقيقي، أي ربنا ومخلصنا بقى الجنس البشرى بلا ثمر ومر خلال خطية الإنسان الأول.

مع أن الإناء الجديد الذي القى فيه ملح يمثل الرسل، لكنه بلياقة نقبل أن فيه سر تجسد الرب.

الآن وضع الملح فيه أي الحكمة، إذ نقرأ: "ليكن كل كلامكم ُمصَلَّحًا بملح" كو6:4.

علاوة على هذا، حيث أن المسيح ليس فقط "قوة اللَّه" بل وأيضًا "حكمة اللَّه" (1كو24:1)، فإن جسد المسيح يشبه إناءً جديدًا مملوء من الحكمة الإلهية عندما صار الكلمة جسدًا. لذلك أُلقى الإناء الجديد بالملح في المياة المرة بواسطة اليشع، وتحولت إلى العذوبة والأثمار. هكذا الإناء الجديد، أي الكلمة المتجسد أرسله اللَّه الآب ليرد الجنس البشرى من ينبوع مياه مرة إلى مياه حلوة، ويقوده إلى الحب الطاهر عوض العادات الشريرة والعقم في الأعمال الصالحة، ويرده إلى الإثمار بالعدل.

حقًا يا إخوة ألا يبدو لكم أن الإناء الجديد المملوء من ملح الحكمة الإلهية قد وضع في المياه عندما نزل المسيح الرب إلى النهر ليعتمد؟ عندئذ تحولت كل المياه إلى العذوبة وتقدست بهذا الإناء الجديد، أي جسد المسيح.

نتيجة لذلك ليس فقط صار المياه غير عقيمة بل انتجت نعمة المعمودية في كل العالم مسيحيين بلا عدد كثمر متزايد، ومحصول وفير للغاية.
الأب قيصريوس أسقف آرل
Sermon 126:2.

* أُشير إلى المياه لتعنى الشعب في سفر الرؤيا: "المياه التي رأيت هي شعوب وأمم" رؤ15:17. علاوة على ذلك واضح جدًا أن الإناء الذي به الملح الذي وُضع في الماء يمثل الرسل كما أشار ربنا في الإنجيل عندما قال: "أنتم ملح الأرض" مت13:5.

 لذلك بنعمته جعل رسلًا جددًا من الإنسان العتيق، وملأهم من ملح تعاليمه وحكمته الإلهية، وأرسلهم إلى كل العالم كما إلى ينبوع الجنس البشرى لينزع عنه عدم إثماره ومرارته. أخيرًا فإنه منذ ذاك الوقت الذي فيه قدم ملح الحكمة الإلهية للقلوب البشرية عُرف أنه قد أُنتزعت كل مرارة في العلاقات أو عدم إثمار في الأعمال الصالحة.
الأب قيصريوس أسقف آرل
Sermon 126:3.

* نحن أيضًا أيها الإخوة المحبوبون قد تقبلنا دون أي استحقاق صالح سابق أعمالًا صالحة عظيمة من الرب خلال نعمته السخية، واستحققنا أن نتحول من المرارة إلى العذوبة، ودعينا من عدم الإثمار إلى الإثمار في الأعمال الصالحة.
الأب قيصريوس أسقف آرل
Sermon 126:5.

2مل23:2

* قى الوقت الذي كان فيه الطوباوى اليشع في اليهودية، لم يُكرم هو وغيره من الأنبياء بواسطة غالبية الشعب، بل وكانوا موضوع سخرية وإهانات، حاسبين إياهم مجانين يمتلكهم الشيطان. حقًا حدث في ذلك الوقت عندما أرسل اليشع أحد أبناء الأنبياء ليمسح ياهو ملكًا، قال القواد الذين كانوا جالسين مع ياهو: "لماذا جاء هذا المجنون إليك؟" 2مل11:9..

فعل الصبيان ذلك بتحريض من والديهم فإنه واضح أنه ما كان لهؤلاء الصبية أن يصرخوا هكذا لو أن هذا لا ُيسر والديهم. لذلك حزن اليشع الطوباوي من أجل هلاك الشعب، أو بالحرى أراد الروح القدس خلال اليشع أن يوقف كبرياء اليهود فجعل ُدبَّتين تأتيان وُتمزِّق الاثنين وأربعين صبيًا. سبب ذلك الفعل هو أنه عندما ُيضرب الصبيان يتأدب الكبار، ويكون موت الأولاد درسًا الآباء. لعلهم يتعلمون على الأقل الخوف من النبي هذا الذي رفضوا أن يحبوه عندما صنع معجزات. على أي الأحوال اسمى اليهود في شرورهم.. تحقق فيهم المكتوب: "لباطلٍ ضربت بنيكم، لم تقبلوا تأديبًا" (راجع إر30:2).
الأب قيصريوس أسقف آرل
Sermon 127:1.


line

التفسير الرمزي

* الآن بحسب الحرف أيها الأعزاء المحبوبون يليق بنا أن نؤمن أن الطوباوي اليشع كان مدفوعًا بغيرة إلهية ليصلح الشعب أكثر منه أنه بدافع الغضب عندما سمح بتمزيق الصبيان اليهود، لم يكن غرضه الانتقام بل الإصلاح، بالحقيقة أيضًا حمل بوضوح هذا رمزًا لآلام ربنا ومخلصنا.

كما صرخ الأولاد غير المهذبين نحو الطوباوي اليشع قائلين: "اصعد يا اقرع؛ اصعد يا أقرع!" 2مل23:2، هكذا أيضًا في أيام الآلام كان اليهود الـinsane يصرخون بكلمات شريرة نحو المسيح، اليشع الحقيقي: "اصلبه! اصلبه! ماذا تعنى: "اصعد يا أقرع!" سوى "اصعد على الصليب ناحية Salvary لاحظوا يا إخوة أنه في أيام اليشع ُقتل اثنان وأربعون صبيًا، هكذا بعد 42 عاما من آلام ربنا جاء دُبَّان: فاسيسيان وتيطس وحاصرا أورشليم.

لاحظوا أيضًا يا إخوة أن حصار أورشليم تم في أثناء الاحتفال بالفصح. هكذا بحكم اللَّه العادل نالوا العقاب المستحق في نفس الأيام التي فيها عُلق اليشع الحقيقي، ربنا ومهلصنا، على الصليب.. نقرأ في التاريخ أن ثلاثة ملايين يهودي اجتمعوا في أورشلين؛ ومليون ومئة ألف منهم قتلوا بالسيف أو الجوع، ومنه ألف شاب أُقتيدوا إلى روما في نصرة (للعدو) حُوصرت المدينة سنتان وعدد كبير من الموتى أُلقوا خارج المدينة حتى صارت أجسادهم مرتفعة في علو الأسوار.

هذا الخراب سبق فُرمز له بالُدبِّين اللذين مَزَّقا 42 صبيًا لـderiding الطوباوي اليشع. فتحقق ما قاله النبي: "ُيفسدها الخنزير من الوعر، ويرعاها وحش البرية" مز14:79، لأنه كما أشرنا بعد ال42 عامًا تقبلت الأمة الشريرة ما تستحقه من الُدبِّين فاسيبسيان وتبطس.
الأب قيصريوس أسقف أرل
Sermon 127:2.

يشبه هذه الحالة في سقوط الرداء (الروح و القوة) وقد عبرت عن ايليا إلى أليشع (ع13) إن رداء المسيح قد اجتاز إلى الكنيسة بعد أن صعد إلى السماء. ففي يوم الخمسين حل الروح القدس على الكنيسة معطيًا معنى حقيقيًا للكلمات التي تكلم بها المسيح لتلاميذه " منيؤمن بي فالأعمال التي أنا أعملها يعملها هو أيضًا، ويعمل أعظم منها لأني ماضي إلى أبي" (يو12:14)


line

تأملات في آيات من الأصحاح الثاني:

قد انتقل أخنوخ بلا شك (تك 5: 24، عب 11: 5)، وأيضا إيليا. هذان أيضًا لم يختبرا الموت، فقد تأجل موتهما. لقد حفظا لكي يختبرا الموت لكي بدمهما يبطلان عمل ضد المسيح رؤ 11: 3
العلامة ترتليان
Tertullian: A treatis on the Soul, 50.

يستخدم القديس ايريناؤس في حواره ضد الهراطقة الذين ينكرون قيامة الجسد قصة صعود ايليا إلى السماء كنبوة عن قيامة الجسد.

+ إيليا أيضًا اختطف أيضًا وهو بعد في الشكل الطبيعي معلنًا بالنبوة عن صعود الروحيين، وأنه لن يقف شيء ما عائق أمام أجسادهم التي ستنتقل وتصعد. فانه بذات الأيدي التي بها قد تشكلوا في البداية يتقبلون الانتقال والصعود.
القديس ايريناؤس
Irenaeus against Heresies, 5:5:1.

+ عماده (إيليا) في الأردن هيأه بالأكثر أن يصعد.. خلال الأردن نفسه نال اليشع من ايليا العطية التي اشتهاها قائلا: ليحل نصيبان من روحك على". ما جعله قادرا على تقبل هذه العطية الخاصة بروح ايليا ربما هو عبوره الأردن مرتين، مرى مع ايليا والمرة الثانية بعد تسلمه رداء ايليا حيث ضرب الماء وقال: " من هو إله ايليا، أين هو؟ وضرب المياه وانشقت إلى هنا وهناك "
العلامة اوريجنيوس
Origen Commentary on John , book 6: 27.
2مل2:8، 11

يرى العلامة اوريجنيوس أن اليشع ضرب الاردن مرتين كما ضرب موسى النبى الصخرة مرتين. فمن جانب يفيض علينا بالماء فيروى عضنا، ومن جانب آخر ينشق النهر أي يفصل لنا كلمة الحق ويكشفها فنتعرف على التفسير السليم لها.
Origen Commentary on John , book 6: 28.

2 مل 2: 3، 24

يرى العلامة ترتليان أن الله سمح بافتراس هؤلاء الصبية الساخرين بالنبى ليؤكد أنه ليس لديه محاباه، فكما يهلك الغرباء الوثنين المقاومين للحق يؤدب شعبه حتى وأن كانوا صبيانا صغارا متى أصروا على الشر.
Tertullian Against Marcion , 2: 14.


line


من وحي 2 ملوك 2


روحك الناري يحملني إلى سمواتك!

+ من لا يشتهي الصعود مع نبيك ايليا؟
من لا يطلب مركبة نارية وخيول نارية تحمله إلى السماء؟
هوذا روحك القدوس ينزل كالسنة نارية.
يحول أعماقي إلى نار حب متقد.
كل مياه العالم لا تقدر أن تطفئها!

+ ليكن لي القلب الناري،
فيتأهل للصعود إليك.
يرى أبواب السماء مفتوحة أمامه، يستريح فيها.

+ كما فرحت قلب ايليا الناري باليشع،
هب لي فرحا أن أرى الكل يمارس عملك.
يحملون معي لا ثوب ايليا النازل من جسده، بل جسدك العجيب حياة أبدية.

+ لا تمتع بثوبك فاشق به نهر العالم،
واجد لي طريقا وسط المياه يعبر إليك.
أسير فيه ولا أحد يمينا ولا يسارا.

+أتمتع بأبوة صادقة هي عطيتك لي.
بها اقدم لا دقيقا فاخرا في صحن جديد بل جسدك الذي يجدد طبيعتي.
ويحول بريتي وبرية اخوتي إلى فردوس روحي.
نعم تجد فينا ثمر روحك القدوس.
تسر به وتدعو السمائيين يتمتعون به !

+روحك الناري يهبني قوة لا تقاوم.
يصير مقاومي الحق أشبه بصبيان لا حول لهم.
ليسخروا بي وليهزءوا برسالتي التي تسلمتها منك.
يالهم من مساكين، حتما ستخرج الدببة لتفترس حياتهم!
انزع يا رب كل مقاومة للحق،
أما المقاومون فردهم إليك فيتهللون بخلاصك.