Our App on Google Play Twitter Home أبحث

تفسير الاصحاح الثلاثون من سفر التثنية للقس انطونيوس فكرى

طريق التوبة


بعد أن أعلن الله البركات واللعنات خشى الله أن يسقط الشعب فى اليأس بعد أن أخبرهم بغضبه وهنا يخبرهم بثلاث أمور مهمة:-

1- لا داعى لليأس فطريق التوبة مفتوح حتى وإن ضرب الله الخاطىء.
2- الوصية ليست صعبة فهو يعين الإنسان على تنفيذها.
3- كل إنسان حر.. إذاً طاعة الوصية متوقفة على قرارى وإرادتى وبحريتى.

وهذا الإصحاح يعتبره البعض نبوة عن دعوة اليهود فى آخر الأيام للإيمان

line

آية1:- و متى اتت عليك كل هذه الامور البركة و اللعنة اللتان جعلتهما قدامك فان رددت في قلبك بين جميع الامم الذين طردك الرب الهك اليهم.

فإن رددت فى قلبك = إن التأديب كثيراً ما يرد الإنسان إلى صوابه، فإن رجع إلى نفسه وراجع ضميره وندم على خطاياه يفتح له الله باب التوبة ويعده بالمغفرة. وأول خطوة فى طريق التوبة كما فعل الإبن الضال حين قارن بين حاله وحال خدام أبيه، بعدها عاد لأبيه.

آية2:- و رجعت الى الرب الهك و سمعت لصوته حسب كل ما انا اوصيك به اليوم انت و بنوك بكل قلبك و بكل نفسك.

شرط التوبة أن تكون غير مترددة وبكل القلب يطيع وصايا الله = سمعت لصوته ويترك كل منافس لله فى حياته.

آية3:- يرد الرب الهك سبيك و يرحمك و يعود فيجمعك من جميع الشعوب الذين بددك اليهم الرب الهك.

قارن مع قول القديسين " التوبة تحول الزانى إلى بتول " + (حز 23:18)

line

آية4-10:- ان يكن قد بددك الى اقصاء السماوات فمن هناك يجمعك الرب الهك و من هناك ياخذك. و ياتي بك الرب الهك الى الارض التي امتلكها اباؤك فتمتلكها و يحسن اليك و يكثرك اكثر من ابائك. و يختن الرب الهك قلبك و قلب نسلك لكي تحب الرب الهك من كل قلبك و من كل نفسك لتحيا. و يجعل الرب الهك كل هذه اللعنات على اعدائك و على مبغضيك الذين طردوك. و اما انت فتعود تسمع لصوت الرب و تعمل بجميع وصاياه التي انا اوصيك بها اليوم. فيزيدك الرب الهك خيرا في كل عمل يدك في ثمرة بطنك و ثمرة بهائمك و ثمرة ارضك لان الرب يرجع ليفرح لك بالخير كما فرح لابائك.اذا سمعت لصوت الرب الهك لتحفظ وصاياه و فرائضه المكتوبة في سفر الشريعة هذا اذا رجعت الى الرب الهك بكل قلبك و بكل نفسك.

الختان الروحى للقلب معناه تجديد الحياة وكمالها ونزع كل خطية من الإنسان والله بروحه القدوس (بنعمته ) يفعل هذا (رو13:8) لو أظهر الإنسان بجهاده وندمه إستعداده لذلك. أكثر من أبائك = الله دائماً يعمل أعمالاً مدهشة جديدة كل يوم.

آية11:- ان هذه الوصية التي اوصيك بها اليوم ليست عسرة عليك و لا بعيدة منك.

إذاً الوصايا ليست صعبة (1يو3:5) فنعمة الله تسند وتساعد لذلك فنيره هين وحمله خفيف (مت30،29:11) المهم أن يقرر الإنسان أنه يختار طريق الله. والوصايا ليست بعيدة عنك = لأن الرب قد سبق وكلمهم بها من على الجبل وكلمهم بها موسى وهرون وهى مكتوبة على ألواح وطالما أرسل الله لهم أنبياء يحملون وصاياه ورسائله .

آية 12:- ليست هي في السماء حتى تقول من يصعد لاجلنا الى السماء و ياخذها لنا و يسمعنا اياها لنعمل بها.

كلمة الرب ليست صعبة المنال أو عالية على مستوى الإنسان كأنها فى السماء لا نصل لها.

آية13:- و لا هي في عبر البحر حتى تقول من يعبر لاجلنا البحر و ياخذها لنا و يسمعنا اياها لنعمل بها.

وكلمة الرب ليست فى عبر البحر = الأصل العبرى فى عمق البحر لا يصل إليه إنسان

آية14:- بل الكلمة قريبة منك جدا في فمك و في قلبك لتعمل بها.

بل كلمة الرب فى فمك = فالله أمرهم أن يرددوها ولو فعلوا ستكون فى قلبك = إذا رددتها وتأملت فيها ستتمسك بها وتحبها. وهذا يمكن تنفيذه سواء فى العهد القديم أو العهد الجديد والفارق فى المستوى ففى العهد القديم نسمع الوصايا لا تزنى / لا تقتل وفى العهد الجديد نسمع لا تنظر لتشتهى ولا تغضب.

وما جعل الوصية سهلة التنفيذ فى العهد الجديد المسيح الساكن فينا والروح القدس الذى يعيننا. ولقد إقتبس بولس الرسول هذا النص فى (رو5:10-10) ويقصد بولس الرسول أنه يجب على الإنسان أن يؤمن إيماناً كاملاً بسيطاً بعمل المسيح لأجل البشر وأن المسيح ليس بعيداً فنقول أنه فى السماء فالمسيح تجسد وجاء من السماء إلى بيت لحم وتحدث معنا فماً لفم وليس كما تحدث للأنبياء من السماء (عب1:1 + 1يو1:1-4) وليس هى فى عمق البحر وهذه تعنى الموت (راجع يون3:2-6) أى لم يبق المسيح فى القبر ولكنه قام ولم يعد ميتاً بعد ليعطينا حياة القيامة والنصرة. وأصبح قريب منا جداً وفينا ولذلك يقول إثبتوا فىَ وأنا فيكم . بولس هنا فهم أن كلمة الله فى هذه الآيات هو المسيح كلمة الله (يو14:1)، والمسيح ليس بعيداً عنا.

line

آيات 15-19: انظر قد جعلت اليوم قدامك الحياة و الخير و الموت و الشر.بما اني اوصيتك اليوم ان تحب الرب الهك و تسلك في طرقه و تحفظ وصاياه و فرائضه و احكامه لكي تحيا و تنمو و يباركك الرب الهك في الارض التي انت داخل اليها لكي تمتلكها.فان انصرف قلبك و لم تسمع بل غويت و سجدت لالهة اخرى و عبدتها.فاني انبئكم اليوم انكم لا محالة تهلكون لا تطيل الايام على الارض التي انت عابر الاردن لكي تدخلها و تمتلكها.اشهد عليكم اليوم السماء و الارض قد جعلت قدامك الحياة و الموت البركة و اللعنة فاختر الحياة لكي تحيا انت و نسلك.

قدامك الحياة.. والموت = أى الإختيار إختيارك، وكل إنسان حر فى قراره

آية20:- اذ تحب الرب الهك و تسمع لصوته و تلتصق به لانه هو حياتك و الذي يطيل ايامك لكي تسكن على الارض التي حلف الرب لابائك ابراهيم و اسحق و يعقوب ان يعطيهم اياها

من يلتصق بالرب ويثبت فيه تكون لهُ حياة على هذه الأرض وفى الحياة الأبدية.