Our App on Google Play Twitter Home أبحث

تفسير الاصحاح التاسع والعشرون من سفر التثنية للقس انطونيوس فكرى

التذكير بالعهد

آية1:- هذه هي كلمات العهد الذي امر الرب موسى ان يقطعه مع بني اسرائيل في ارض مواب فضلا عن العهد الذي قطعه معهم في حوريب.

أرض موآب= هى أصلاً أرض موآب وقد أخذها منهم الأموريون (سيحون وعوج) ثم أخذها شعب الله من الأموريين. وهذا العهد الذى قطعه موسى معهم هنا كان ترديداً وتأكيداً للعهد الأول الذى سمعناه فى جبل سيناء "

"حوريب"

line

آية2-5:- و دعا موسى جميع اسرائيل و قال لهم انتم شاهدتم ما فعل الرب امام اعينكم في ارض مصر بفرعون و بجميع عبيده و بكل ارضه.التجارب العظيمة التي ابصرتها عيناك و تلك الايات و العجائب العظيمة.و لكن لم يعطكم الرب قلبا لتفهموا و اعينا لتبصروا و اذانا لتسمعوا الى هذا اليوم. فقد سرت بكم اربعين سنة في البرية لم تبل ثيابكم عليكم و نعلك لم تبل على رجلك.

بالرغم مما شاهدوه من عجائب الله كانت قلوبهم قاسية ولم يفهموا معاملات الله معهم

لم يعطلكم الرب قلباً لتفهموا = موسى يفهم أن الله مصدر كل شىء . ولكن هذه لا تفهم أن الله هو الذى منعهم من الفهم، بل الله لقساوة قلوبهم تركهم لقساوة قلوبهم وهذه مثل " وقسى الله قلب فرعون " قارن مع (رو25:11 + يع5:1 + رو28:1 + مت 14:13)

line

آية6-8:- لم تاكلوا خبزا و لم تشربوا خمرا و لا مسكرا لكي تعلموا اني انا الرب الهكم.و لما جئتم الى هذا المكان خرج سيحون ملك حشبون و عوج ملك باشان للقائنا للحرب فكسرناهما.و اخذنا ارضهما و اعطيناها نصيبا لراوبين و جاد و نصف سبط منسى.

الله عالهم بالمن السماوى وليس بالخبز فليس بالخبز وحده يحيا الإنسان " ولم يشربوا خمراً بل شربوا من ماء الصخرة. الله هو الذى حافظ عليهم وأكسبهم الصحة والقوة

line

آية9-13:- فاحفظوا كلمات هذا العهد و اعملوا بها لكي تفلحوا في كل ما تفعلون.انتم واقفون اليوم جميعكم امام الرب الهكم رؤساؤكم اسباطكم شيوخكم و عرفاؤكم و كل رجال اسرائيل.و اطفالكم و نساؤكم و غريبكم الذي في وسط محلتكم ممن يحتطب حطبكم الى من يستقي ماءكم.لكي تدخل في عهد الرب الهك و قسمه الذي يقطعه الرب الهك معك اليوم.لكي يقيمك اليوم لنفسه شعبا و هو يكون لك الها كما قال لك و كما حلف لابائك ابراهيم و اسحق و يعقوب.

وغريبكم = هى نبوة مبكرة لقبول الأمم. ولاحظ أن الله يقبل الجميع (1تى4:2)

آية15،14:-و ليس معكم وحدكم اقطع انا هذا العهد و هذا القسم.بل مع الذي هو هنا معنا واقفا اليوم امام الرب الهنا و مع الذي ليس هنا معنا اليوم.

العهد ممتد للموجودين هنا أمام موسى ولأولادهم وأولاد أولادهم والمرضى غير الموجودين بل يمتد الكلام لعهد النعمة حين يُقبل الجميع فى المسيح.

line

الآيات 16-18:- لانكم قد عرفتم كيف اقمنا في ارض مصر و كيف اجتزنا في وسط الامم الذين مررتم بهم.و رايتم ارجاسهم و اصنامهم التي عندهم من خشب و حجر و فضة و ذهب.لئلا يكون فيكم رجل او امراة او عشيرة او سبط قلبه اليوم منصرف عن الرب الهنا لكي يذهب ليعبد الهة تلك الامم لئلا يكون فيكم اصل يثمر علقما و افسنتينا.

معنى الكلام أنكم قد إنتصرتم عليهم ولم تنقذهم آلهتهم ولم تنفعهم ولقد رأيتم قوة إلهكم الذى حفظكم ورأيتم ضعف آلهتهم وعجزها فلا ترجعوا لعبادة هذه الأوثان

علقماً وإفسنتيناً = العلقم نبات مر والإفسنتين فى غاية المرارة وسام. أصل يثمر ..

أى الخاطىء سيكون سبباً فى مرارة تلحق بشعب الرب كله فسيكون سبب عثرة وسبب لغضب الله عليهم وهكذا كان عاخان بن كرمى (يش16:7-26)

آية19:- فيكون متى سمع كلام هذه اللعنة يتبرك في قلبه قائلا يكون لي سلام اني باصرار قلبي اسلك لافناء الريان مع العطشان.

الشخص الخاطىء إذا سمع كلمات اللعنة لا يهتم بل يُطمئن نفسه قائلاً "هذه ليست لى "

بل يقول أنا مستحق كل بركة = يتبرك فى قلبه فهو يستحسن ما يصنع من شرور ويبارك نفسه ويستحسن حاله. ويستمر فى خطأه فى عناد قائلاً إنى بإصرار قلبى أسلك فيسقط هو ويعثر الآخرين فتأتى الضربات لإفناء الريان مع العطشان = لإفناء أى ما يؤدى لفناء الريان أى الذى متع نفسه بملذات وخطايا العالم والعطشان الذى كان يحلم بالخطية ويشتهيها لكنه لا يستطيع تنفيذها فإمكانياته لا تسمح فهذا لا يعتبر باراً.

line

آية21،20:- لا يشاء الرب ان يرفق به بل يدخن حينئذ غضب الرب و غيرته على ذلك الرجل فتحل عليه كل اللعنات المكتوبة في هذا الكتاب و يمحو الرب اسمه من تحت السماء.و يفرزه الرب للشر من جميع اسباط اسرائيل حسب جميع لعنات العهد المكتوبة في كتاب الشريعة هذا.

يفرزه = يخصه بهذه اللعنات

الآيات 22-25:- فيقول الجيل الاخير بنوكم الذين يقومون بعدكم و الاجنبي الذي ياتي من ارض بعيدة حين يرون ضربات تلك الارض و امراضها التي يمرضها بها الرب.كبريت و ملح كل ارضها حريق لا تزرع و لا تنبت و لا يطلع فيها عشب ما كانقلاب سدوم و عمورة و ادمة و صبوييم التي قلبها الرب بغضبه و سخطه.و يقول جميع الامم لماذا فعل الرب هكذا بهذه الارض لماذا حمو هذا الغضب العظيم.فيقولون لانهم تركوا عهد الرب اله ابائهم الذي قطعه معهم حين اخرجهم من ارض مصر.

حين تخرب الأرض باللعنات يقول بنوكم الذين لم يروا خيرات الأرض أنها أرض كبريت وملح.. كإنقلاب سدوم وعمورة وصبوييم = هذه هى المدن التى خربها الله بسبب الشر.

line

آية26-28:- و ذهبوا و عبدوا الهة اخرى و سجدوا لها الهة لم يعرفوها و لا قسمت لهم.فاشتعل غضب الرب على تلك الارض حتى جلب عليها كل اللعنات المكتوبة في هذا السفر.و استاصلهم الرب من ارضهم بغضب و سخط و غيظ عظيم و القاهم الى ارض اخرى كما في هذا اليوم.

قسمت لهم = كلمة قسم تعنى نصيب والمفروض أن الرب هو نصيبهم وليست الأوثان

line

آية29:- السرائر للرب الهنا و المعلنات لنا و لبنينا الى الابد لنعمل بجميع كلمات هذه الشريعة

المعنى العام لهذا النص المقدس أن هناك أسراراً وحقائق خفية من إختصاص الله وحده وليس للإنسان أن يبحث فيها أو يفهمها، وهناك أمور أعلنها الله للإنسان.

يرى بعضها فى الكون وفى حياته اليومية، وأعلن له بعضها فى وحيه المقدس ليؤمن بها ويعمل بموجبها تنفيذاً لوصايا الله وشرائعه. ولقد أمن بولس الرسول على هذا فى (رو33:11-35).

فمثلاً إذا سأله أحد لماذا كانت خطية عاخان بن كرمى سبب نكبة للشعب كله فالإجابة أن حكمة الله تعلو عن أفهامنا. والله له أسراره التى لم يعلنها لنا ولكن ما أعلنه كافٍ لخلاص نفوسنا وكافٍ ليساعدنا فى حياتنا. وما أخفاه عنا هو أيضاً لصالحنا أن يظل خافياً.

ولذلك لا يجب أن يعارض الإنسان الله وأحكامه حتى إن عجز عن إدراكها بعقله البشرى ولنذكر قول السيد " إن لى أموراً كثيرة أيضاً لأقول لكم ولكن لا تستطيعون أن تحتملوا الآن (يو12:16)