Our App on Google Play Twitter Home أبحث

تفسير الاصحاح السادس من سفر صموئيل الثانى للقس انطونيوس فكرى

إحضار تابوت العهد إلى أورشليم

نلاحظ أن كاتب سفر صموئيل أورد قصة نقل التابوت هنا كاملة بينما أن كاتب سفر الأيام أورد القصة ووضع فى وسطها قصة الإنتصار على الفلسطينيين التى رأيناها فى الإصحاح السابق [1أى13، 14، 15] وتسلسل القصة تاريخياً هو حسب ما ورد فى سفر أخبار الأيام لكن كاتب صموئيل فضل أن يجمع قصة التابوت كوحدة واحدة.

الآيات(1،2) :-
وجمع داود أيضا جميع المنتخبين في إسرائيل ثلاثين ألفا. وقام داود وذهب هو وجميع الشعب الذي معه من بعلة يهوذا ليصعدوا من هناك تابوت الله الذي يدعى عليه بالاسم اسم رب الجنود الجالس على الكروبيم.

أراد داود أن يؤكد أن الرب هو الملك الحقيقى الذى يعطى النصرة لذا فكر فى إحضار تابوت العهد إلى أورشليم كعلامة منظورة لقوة الله غير المنظورة. ولاحظ إهتمام داود فهو يحضر 30,000 من المنتخبين: هم انتخبوا لعمل دينى وليس لعمل حربى. وعملهم الإحتفال بإحضار التابوت. داود أراد أن لا ينشغل شعبه بالإنتصار على الفلسطينيين بل ينشغلوا بالرب نفسه. بدأ الموكب من بعلة يهوذا وهى قرية يعاريم حيث وضعوا التابوت بعد عودته من فلسطين يدعى عليه بالإسم إسم رب الجنود: الإسم أى إسم الله والتكرار دليل عظيم الإحترام.

line

آية (3) :-
فاركبوا تابوت الله على عجلة جديدة وحملوه من بيت ابيناداب الذي في الأكمة وكان عزة وأخيو ابنا ابيناداب يسوقان العجلة الجديدة.

على عجلة جديدة: ربما إقتدوا بالفلسطينيين (1صم7:6) لكنهم بهذا خالفوا الناموس إذ يجب أن يحمل التابوت على أكتاف بنى قهات (عد51:1) عزة وأخيو إبنا أبيناداب: غالباً حفيديه.

line

آية (4) :-
فأخذوها من بيت ابيناداب الذي في الأكمة مع تابوت الله وكان اخيو يسير أمام التابوت.

بيدر ناخون: أو كيدون (1أى9:13). والبيدر هو موضع دراسة غلال رجل يُدعى ناخون وهناك الثيران إنشمصت: أى ذُعِرَت فأخذت تركض وترفص فحاول عزة أن يمسك التابوت.

line

أية (7) :-
فحمي غضب الرب على عزة و ضربه الله هناك لأجل غفلة فمات هناك لدى تابوت الله.

فمات هناك: هذا بسبب غضب الله والعجيب أن الثيران شعرت به قبل أن يشعر به الإنسان فإنشمصت أى ذُعِرَت بينما لم يُذْعَر البقر الذى وضع الفلسطينيون التابوت عليه. وهناك أسباب عديدة لما حدث أى غضب الله وموت عزة:-

1- هناك أخطاء متعددة وضد الناموس فى حمل التابوت. فلقد منع الله اللاويين من لمس التابوت حتى لا يموتوا وترك هذا لبنى قهات على أن يغطوه بسجف الحجاب وأغطية أخرى (عد4: 4-6). والتابوت ما كان يجب أن يترك بعيداً عن الخيمة كل هذه المدة وهذا إهمال. فالكل أخطأ ، داود والكهنة وعزة. والله الذى يعرف القلوب وَجَدَ أن أكثرهم خطأ هو عزة.

2- سمح الله للفلسطينيين أن يضعوا التابوت على عجلة أمّا لشعبه فيجب أن يحملوه هم. فالله لا يسمح للوثنيين أن يلمسوا مقدساته كذلك يسمح لنا بل هو يريد أن نحمله داخلنا وهو يريد أن نعطيه قلوبنا لا إمكانياتنا (العجلة والثيران هى إمكانيات). فهو يريد أن يحول قلوبنا سماء. عموماً بعد ذلك أصلح داود خطأه (1أى15:15).

3- كان يجب على عُزّة أن يعرف الناموس،4- خاصة وأن التابوت وُجِدَ فى بيته حوالى 70 سنة وأن من يلمسه يموت (عد15:4) والله يجازى من يعرف أكثر بعقوبة أكبر [الموت لعزة والبواسير للوثنيين].

5- ربما إعتاد عُزّة أن يمد يده إلى التابوت بغير وقار. ونجده هنا قد تجاسر وفعل هذا أمام الجمع. وربما صنع هذا بنوع من التفاخر أى ليظهر للناس أنه عاش مع التابوت كل هذه المدة.

6- الله أراد أن يعلم الجميع مخافة الرب كما حدث مع حنانيا وسفيره فهل نخاف الرب أثناء طقوس الأسرار.

line

الآيات (8-10) :-
فاغتاظ داود لان الرب اقتحم عزة اقتحاما وسمى ذلك الموضع فارص عزة إلى هذا اليوم.

وخاف داود من الرب في ذلك اليوم وقال كيف يأتي إلى تابوت الرب. ولم يشأ داود أن ينقل تابوت الرب إليه إلى مدينة داود فمال به داود إلى بيت عوبيد أدوم الجتي.


إغتاظ داود لأن الفرح تحوّل إلى حزن وتحول غيظه إلى رعب وخاف من نقل التابوت لأنه غالباً لم يعرف سر غضب الرب على عزة. فمال به داود إلى بيت عوبيد أدوم الجتى غالباً جتى راجعة إلى جت رمون فى سبط دان وهذه أعطيت لبنى قهات (يش45:19 + 24:21) وهو من القورحيين من نسل قهات (عد1:16) وراجع (1أى15: 17،18) لتعرف أنه لاوى. ونلاحظ أن داود لم يستشر الرب فى موضوع نقل التابوت ربما لفرحه بنقل التابوت وربما لو سأل الله لأرشده لطريقة نقله وما كان ما حدث قد حدث.

line

آية (11) :-
وبقي تابوت الرب في بيت عوبيد أدوم الجتي ثلاثة اشهر وبارك الرب عوبيد أدوم وكل بيته.

هكذا يبارك الله كل من يقبله ليسكن عنده.

line

أية (12) :-
فاخبر الملك داود وقيل له قد بارك الرب بيت عوبيد أدوم وكل ما له بسبب تابوت الله فذهب داود
واصعد تابوت الله من بيت عوبيد أدوم إلى مدينة داود بفرح.


لقد رأى داود فى موت عُزة غضب الرب لا على عزة فقط بل على كل الشعب ورأى فى بركة الرب لعوبيد أدوم بركة لكل إسرائيل وإن الله إصطلح مع شعبه وغفر لهم. فأراد داود أن ينقل التابوت لأورشليم ليبارك الله فى كل إسرئيل.

line

الآيات (13-15) :-
وكان كلما خطا حاملوا تابوت الرب ست خطوات يذبح ثورا وعجلا معلوفا. وكان داود يرقص بكل قوته أمام الرب و كان داود متنطقا بافود من كتان. فاصعد داود وجميع بيت اسرائيل تابوت الرب بالهتاف و بصوت البوق.

كانوا كلما ساروا ست خطوات ذُبِحَ ثور وعجل: ذبيحة شكر لله الذى أعانهم ولم يصبهم ما حلّ بعزة. وقد إرتدى أفوداً وهى تُلبس تحت الجبة فلم يكن ممكناً أن يرقص وهو يرتدى الجبة. والجبة علامة عظمة وهو يريد أن يتضع أمام الله.

 ورقص داود لا يعنى أن نرقص الآن فى أفراحنا لكن لكل زمن ولكل شخص طريقته. وفى (مز30) يعبر داود عن فرحه بالتابوت. لأن للحظة غضبه يقصد ما حدث من غضب إلهى على عزة وحياة فى رضاه يقصد أن خلال التابوت تمتع الشعب بالحياة إذ نالوا رضى الله.

 عند المساء يبيت البكاء فما حدث مع عُزة كان عند المساء والمسيح أسلم الروح عند المساء وفى الصباح الترنم: القيامة حولت نوحى إلى فرح لى: النوح على عزة تحول إلى فرح بعد ذلك. والمسيح حوّل أحزان البشرية لفرح حللت مسحى ومنطقتنى فرحاً: فهو خلع جبته ليفرح أمام التابوت والمسيح حل عنا ثوب خطايانا وألبسنا ثوب البر ففرحنا. هو ألبسنا الثوب الأول. ووضع داود مزامير خاصة بهذا الإحتفال (مز24، 68).

line

آية (16) :-
ولما دخل تابوت الرب مدينة داود أشرفت ميكال بنت شاول من الكوة ورأت الملك داود يطفر ويرقص أمام الرب فاحتقرته في قلبها.

مدينة داود: فى أورشليم حيث يوجد الحصن الذى إستولى عليه داود من اليبوسيين وهناك مسكنه وبعد ذلك مسكن التابوت حتى أقام سليمان الهيكل فيما بعد. إحتقرته فى قلبها داود فى تواضعه أمام الله خلع الجبة أمّا ميكال فتعلق قلبها بالجبة الملوكية أى أمجاد هذا العالم فلما خلع داود الجبة رأته ميكال سفيهاً وعارياً.

line

آية (17) :-
فادخلوا تابوت الرب وأوقفوه في مكانه في وسط الخيمة التي نصبها له داود واصعد داود محرقات أمام الرب و ذبائح سلامة.

الخيمة التى نصبها لهً داود: فى (1أى29:21) يشير إلى المسكن الذى عمله موسى فى البرية ، هذا الآن موجوداً فى جبعون وصار الآن مسكن ثان للرب أقامه داود فى مدينة داود لذلك كان هناك كاهنان أبياثار وصادوق. وكان صادوق فى جبعون وأبياثار فى أورشليم وإستمر هذا الوضع إلى أن أتى سليمان فصار صادوق رئيساً للكهنة (1مل2: 26،27).

line

آية (19) :-
وقسم على جميع الشعب على كل جمهور إسرائيل رجالا ونساء على كل واحد رغيف خبز وكاس خمر وقرص زبيب ثم ذهب كل الشعب كل واحد إلى بيته.

بارك داود الشعب وأعطى كل واحد رغيف خبز (إشارة للشركة بين شعبه) وكأس خمر (يشير لشركة الفرح) وقرص تين (للمحبة بين الجميع). وداود كراعٍ لا يصرف شعبه قبل أن يشبعهم وهكذا المسيح كراعٍ لنا يرعانا فى مراعً خضر.

line

الآيات (20-23) :-
ورجع داود ليبارك بيته فخرجت ميكال بنت شاول لاستقبال داود وقالت ما كان اكرم ملك إسرائيل اليوم حيث تكشف اليوم في أعين إماء عبيده كما يتكشف أحد السفهاء. فقال داود لميكال إنما أمام الرب الذي اختارني دون أبيك ودون كل بيته ليقيمني رئيسا على شعب الرب إسرائيل فلعبت أمام الرب.

وأنى أتصاغر دون ذلك وأكون وضيعا في عيني نفسي وأما عند الإماء التي ذكرت فأتمجد. ولم يكن لميكال بنت شاول ولد إلى يوم موتها.


معنى كلام داود أنه عند الله ليس ملك ولا فقير فكلنا سواء ، والله هو الذى أعطانى الملك وحين فعلت هذا فلأنى أحب الله وأشعر بحقارتى أمامه ولنفس السبب أرتفعت فى أعين الإماء فالأمر عكس ما تتصورين فحينما أتواضع أمام الله يرفعنى الله أمام الناس. وقول ميكال ما أكرم ملك إسرائيل: هى تقصد العكس ما أحقر ملك إسرائيل. ورموز داود للمسيح فيما سبق :-

الاصحاح السادس من سفر صموئيل الثانى