Our App on Google Play Twitter Home أبحث

تفسير الاصحاح العاشر من سفر صموئيل الثانى للقس انطونيوس فكرى

الغلبة على بني عمون وملوك آرام وهدر وعزر


الآيات (1،2) :-
وكان بعد ذلك ان ملك بني عمون مات وملك حانون ابنه عوضا عنه. فقال داود اصنع معروفا مع حانون بن ناحاش كما صنع أبوه معي معروفا فأرسل داود بيد عبيده يعزيه عن أبيه فجاء عبيد داود إلى ارض بني عمون.

لا نعرف ما هو المعروف الذى صنعه ناحاش لداود، لكن غالباً هو عطف عليه أو أسدى لهُ خدمة حين كان هارباً فى تخوم موآب (1صم22: 3،4) خصوصاً لعداوة ناحاش لشاول فهو إعتبر كل من يعادى شاول صديقاً لهُ. وبدأ داود فى محبته بأن أرسل بعثة عزاء لإبنه.

line

آية (3) :-
فقال رؤساء بني عمون لحانون سيدهم هل يكرم داود أباك في عينيك حتى أرسل إليك معزين أليس لأجل فحص المدينة و تجسسها وقلبها أرسل داود عبيده إليك.

مشيرى حانون أساءوا الظن بداود وسوء الفهم سببه الحكم المتسرع فلعلنا لا نسئ فهم الآخرين حتى لا تكون هناك خسائر كثيرة. فهم ظنوا أن رجال داود جواسيس أتوا للتمهيد لكى يضرب داود المدينة: قَلْبِهاَ أى تدميرها.

line


آية (4) :-
فاخذ حانون عبيد داود وحلق انصاف لحاهم وقص ثيابهم من الوسط إلي استاههم ثم أطلقهم.

إستمع حانون لمشيريه فحلق نصف لحى الرسل وشق ثيابهم: يعتبر هذا العمل عند اليهود وغيرهم إهانة عظيمة ففى الشرق يكرم الرجل بلحيته ويفتخر بها ويقسم بها. ولنلاحظ أن هؤلاء الرسل يمثلون داود شخصياً فهم سفرائه ووزائه.

إذاً فأى إهانة تلحق بهم تلحق بداود شخصياً. ونحن سفراء المسيح فكل تعيير يقع علينا يقع على المسيح. وداود إنتقم للإهانة التى حلت برجاله والمسيح سينتقم من كل من يعير ويهين شعبه. ولاحظ أن بعد هذه الإهانة ذهب داود بنفسه لأبواب بنى عمون ليرد لهم الإهانة فى ديارهم فداود قوى وشق الثياب إهانة بالغة وحانون قصد هذا ليصبحوا سخرية بنى عمون وشعبها.

line

آية (6) :-
ولما رأى بنو عمون انهم قد انتنوا عند داود أرسل بنو عمون واستأجروا آرام بيت رحوب وآرام صوبا عشرين ألف راجل ومن ملك معكة ألف رجل و رجال طوب اثني عشر ألف رجل.

شعر بنو عمون أن إهانة سفراء داود موجهة إلى داود ودولته كلها وفهموا أن داود لابد وسينتقم فإستأجروا أرام لمساعدتهم لضرب داود.

line

أية (9) :-
فلما رأى يوآب أن مقدمة الحرب كانت نحوه من قدام ومن وراء اختار من جميع منتخبي إسرائيل و صفهم للقاء آرام.

أدرك يوآب أن خطة أرام وبنى عمون أن يفاجئ أرام جيش إسرائيل من الخلف بينما هم منشغلون بجيش بنى عمون من الأمام، وقسم الجيش ليضرب كلا الجيشين [فعلى الإخوة مساعدة بعضهم].

line

آية (10) :-
وسلم بقية الشعب ليد أخيه ابيشاي فصفهم للقاء بني عمون.

كان رجلاً دموياً لكن بلا شك نجد فى كلماته هنا وفى مواقف أخرى أنه كان إنساناً لهُ إيمان وشهامة وتضحية. والكتاب فى عدالته يعرض كل المواقف. ولولا مواقفه الإيجابية هذه ما إختاره داود ليكون قائداً لجيشه ولا إحتمل

خيانته وغدره مثلاً ضد أبنير. وكانت هذه الحروب وأمثالها فرصة ليسجل لنا داود النبى بعض مزاميره مثل

(2، 20، 21، 60، 110) التى تنبأت عن ثورة الأمم وتآمر الرؤساء عليه فتكون نبوات عن ما حدث للمسيح حين قام عليه الأمم والرؤساء وصلبوه. وكما إنتصر داود إنتصر المسيح على

أعدائه وتمجد وقال داود بروح النبوة "قال الرب لربى إجلس عن يمينى حتى أضع أعداءك موطئاً لقدميك" (مز1:110).

line

آية (13) :-
فتقدم يواب و الشعب الذين معه لمحاربة ارام فهربوا من امامه.

حين رأى أرام يوآب ورجاله الأبطال هربوا إذ هم مستأجرين. وبالتالى خاف بنو عمون وهربوا من أمام أبيشاى لأنهم أضعف من أرام.

آية (14) :-

ولما رأى بنو عمون انه قد هرب آرام هربوا من أمام ابيشاي ودخلوا المدينة فرجع يواب عن بني عمون واتى إلى أورشليم.

حينما هرب بنى عمون أمام أبيشاى دخلوا بسرعة وتحصنوا بأسوارهم فلم يلحقهم أبيشاى وهم فضلوا أن يحتموابأسوارهم ويؤجلون الحرب لمدة سنة حتى يستعدوا (2صم1:11).

line

الآيات (15-19) :-
ولما رأى آرام انهم قد أنكسروا أمام إسرائيل اجتمعوا معا. وأرسل هدر عزر فابرز ارام الذي في عبر النهر فأتوا إلى حيلام وأمامهم شوبك رئيس جيش هدر عزر. ولما اخبر داود جمع كل إسرائيل وعبر الأردن و جاء إلى حيلام فاصطف آرام للقاء داود و حاربوه.

وهرب آرام من أمام إسرائيل وقتل داود من آرام سبع مئة مركبة وأربعين ألف فارس وضرب شوبك رئيس جيشه فمات هناك* 19 و لما راى جميع الملوك عبيد هدر عزر انهم انكسروا امام اسرائيل صالحوا اسرائيل و استعبدوا لهم و خاف ارام ان ينجدوا بني عمون بعد.


حاول الأراميون أن يردوا إعتبارهم وسمعتهم فتجمعوا من جديد لمحاربة رجال داود. فأرسل هددعزر ليستدعى: فأبرز أرام الذى فى عبر النهر أى إستدعاهم وأبرزهم أى ظهروا فى المعركة ليؤيدوه. وضرب داود جيوشهم وهنا تحققت النبوة لإبراهيم (تك18:15) أن أبنائه سيرثون الأرض حتى حدود نهر الفرات.

وبهذا نجد داود قد تربع على عرشه منتصراً فى عدة حروب (8 حروب).

1- الحرب الأهلية بقيادة أبنير ضده.
2- الحرب ضد اليبوسيين.
3- الحرب ضد الفلسطينيين وحلفائهم.
4- الحرب ضد الفلسطينيين وحدهم.
5- الحرب ضد الموآبيين.
6- الحرب ضد هددعزر.
7- الحرب ضد أدوم.
8- الحرب ضد عمون وأرام.