Our App on Google Play Twitter Home أبحث

تفسير الاصحاح العشرون من سفر صموئيل الأول للقس انطونيوس فكرى

يوناثان ينقذ داود

رأينا الإصحاح السابق كراهية غير طبيعية ونجد فى هذا الإصحاح حب فوق الطبيعة.

آية(1) :-

فهرب داود من نايوت في الرامة و جاء و قال قدام يوناثان ماذا عملت و ما هو اثمي و ما هي خطيتي امام ابيك حتى يطلب نفسي.

بعد أحداث الإصحاح السابق ومحاولات شاول المتعددة لقتل داود والثلاث إرساليات لقتله أدرك أن شاول مصمم على قتله فجاء ليوناثان ليتشاور معهُ فهو الصديق الذى يثق فيه.

 بل راجع آية(20: 14،15) تجد يوناثان قد أدرك أن الله أعطى الملك لداود وهو قبل إرادة الله بفرح بل ظهرت صداقته لداود وحمايته لهُ أكثر. وسؤال داود ليوناثان هل يهرب من البلد كلها؟ هكذا حين أغلق حسد شاول كل الأبواب أمام داود يفتح الرب قلب إبن شاول ليحمى داود.

وسؤال داود وما هو إثمى؟ كرره فى (مز7: 1-5) وهذا يعادل (يو30:14) ولكن هذا ليس بعجيب فالإنسان حين يسلك بالكمال لابد وأن يثور ضده عدو الخير.

line

آية(2-4) :-
فقال له حاشا لا تموت هوذا ابي لا يعمل امرا كبيرا و لا امرا صغيرا الا و يخبرني به

و لماذا يخفي عني ابي هذا الامر ليس كذا. فحلف ايضا داود و قال ان اباك قد علم اني قد وجدت نعمة في عينيك فقال لا يعلم يوناثان هذا لئلا يغتم و لكن حي هو الرب و حية هي نفسك انه كخطوة بيني و بين الموت. فقال يوناثان لداود مهما تقل نفسك افعله لك.


كخطوة بينى وبين الموت: الموت صار قريباً منى جداً بسبب حقد شاول.

line

آية(5) :-
فقال داود ليوناثان هوذا الشهر غدا حينما اجلس مع الملك للاكل و لكن ارسلني فاختبئ في الحقل الى مساء اليوم الثالث.

لاحظ أن داود يتكلم مع يوناثان بمنتهى الإحترام كولى للعهد فهو لا يستغل الصداقة فى أن يتهاون فى حقوق صديقه. ونجده يقول لهُ أرسلنى: أى إسمح أن أذهب ففى غياب شاول هو يأتمر بأمر يوناثان ثم نجده قبل أن يفارقه (آية41) يسجد لهُ 3 مرّات علامة إحترام هوذا الشهر غداً: كانوا يقدمون الذبائح أول كل شهر فهو عيد ثم يقيمون الولائم (الشهر القمرى).

line

آية(6) :-
و اذا افتقدني ابوك فقل قد طلب داود مني طلبة ان يركض الى بيت لحم مدينته لان هناك ذبيحة سنوية لكل العشيرة.

ذبيحة سنوية = هى وقت فرح وإجتماع أسرى يركض إلى بيت لحم = أى يسرع بتقديم الذبيحة ويرجع سريعاً ليكون فى خدمة الملك. وبيت لحم هى مدينة داود.

line

آية(7) :-
فان قال هكذا حسنا كان سلام لعبدك و لكن ان اغتاظ غيظا فاعلم انه قد اعد الشر عنده.

ولكن إن إغتاظ غيظاً = إن غضب شاول لغياب داود فذلك معناه أنه يضمر الشر فى نفسه فهو قطعاً لن يكون غضبه لأنه حُرِمَ من رؤية وجهه لكن غضبه سيكون لأن حُرِم من فرصة قتله.

line

آية(8-11) :-
فتعمل معروفا مع عبدك لانك بعهد الرب ادخلت عبدك معك و ان كان في اثم فاقتلني انت

و لماذا تاتي بي الى ابيك. فقال يوناثان حاشا لك لانه لو علمت ان الشر قد اعد عند ابي لياتي عليك افما كنت اخبرك به. فقال داود ليوناثان من يخبرني ان جاوبك ابوك شيئا قاسيا. فقال يوناثان لداود تعال نخرج الى الحقل فخرجا كلاهما الى الحقل.


أدخلت عبدك = أى دخلت معى فى عهد وهذا تواضع منك يا يوناثان فأنت إبن الملك.

line

آية(12-13) :-
و قال يوناثان لداود يا رب اله اسرائيل متى اختبرت ابي مثل الان غدا او بعد غد فان كان خير لداود و لم ارسل حينئذ فاخبره. فهكذا يفعل الرب ليوناثان و هكذا يزيد و ان استحسن ابي الشر نحوك فاني اخبرك و اطلقك فتذهب بسلام و ليكن الرب معك كما كان مع ابي.

يا رب إلهُ إسرائيل = فى الترجمة السبعينية "الرب إله إسرائيل هو شاهد" أو هو يعلم. وهذه العادة كانت فى تلك الأيام أن يكون القسم فى صيغة صلاة أحياناً. والقسم كان ليؤكد إن كان أبوه سينطق بالخير على داود سيبعث إليه رسولاً يطمئنه ليعود إلى البلاط.

line

آية(14) :-
و لا و انا حي بعد تصنع معي احسان الرب حتى لا اموت.

كان من عادة الملوك حين يستلمون الحكم أن يقتلوا الملك السابق وكل نسله حتى يطمئن الملك الجديد أنه لا توجد فرصة للثورة ضده من شخص من النسل الملوكى. وقد نفذ داود هذا.

line

آية(15) :-
بل لا تقطع معروفك عن بيتي الى الابد و لا حين يقطع الرب اعداء داود جميعا عن وجه الارض.

معنى الأيتين (14،15) أن يوناثان عِلَمَ تماماً أن الله إختار داود الملك ليملك بدلاً من شاول وهنا يطلب الأمان لنفسه فى حياته والأمان لأولاده إن مات هو أى يوناثان.

line

آية(16-18) :-
فعاهد يوناثان بيت داود و قال ليطلب الرب من يد اعداء داود. ثم عاد يوناثان و استحلف داود بمحبته له لانه احبه محبة نفسه. و قال له يوناثان غدا الشهر فتفتقد لان موضعك يكون خاليا.

بيت داود = أى داود ونسله. ومن يد اعداء داود = معنى الحلف أنه إذا خالف عهدهُ يطلب الرب من يدهُ، أى يجازيه على ما إقترفته يداه من حق عائلة يوناثان. ولكن يوناثان من محبته لم يطق أن يطلب مجازاة داود الذى يحبه حتى لو أخطأ ولو كان على سبيل الغرض فقال يطلب الرب من يد أعداء داود. ونفس الأسلوب المهذب إستخدمه دانيال (دا 4 : 19).

line

آية(19-21) :-
و في اليوم الثالث تنزل سريعا و تاتي الى الموضع الذي اختبات فيه يوم العمل و تجلس بجانب حجر الافتراق. و انا ارمي ثلاثة سهام الى جانبه كاني ارمي غرضا.

 و حينئذ ارسل الغلام قائلا اذهب التقط السهام فان قلت للغلام هوذا السهام دونك فجائيا خذها فتعال لان لك سلاما لا يوجد شيء حي هو الرب.


يوم العمل = يشير إلى (19 : 2). حجر الإفتراق = تسمى هكذا بعد هذه الحادثة.

line

آية(22-24) :-
و لكن ان قلت هكذا للغلام هوذا السهام دونك فصاعدا فاذهب لان الرب قد اطلقك. واما الكلام الذي تكلمنا به انا و انت فهوذا الرب بيني و بينك الى الابد. فاختبا داود في الحقل و كان الشهر فجلس الملك على الطعام لياكل.

فإن الرب قد أطلقك = الرب سمح بهذا أن نفترق، هذا بسماح منه وليس بإرادتنا لأن شاول لو بقى داود سيقتله.

آية(25) :-

فجلس الملك في موضعه حسب كل مرة على مجلس عند الحائط و قام يوناثان و جلس ابنير الى جانب شاول و خلا موضع داود.

عند الحائط = فى أشرف مكان قبالة المدخل.

line

آية(26) :-
و لم يقل شاول شيئا في ذلك اليوم لانه قال لعله عارض غير طاهر هو انه ليس طاهرا.

غير طاهر غير الطاهر لا يأكل من اللحم المقدس إلاّ بعد أن يغتسل مساءً.

line

آية(27-29) :-
و كان في الغد الثاني من الشهر ان موضع داود خلا فقال شاول ليوناثان ابنه لماذا لم يات ابن يسى الى الطعام لا امس و لا اليوم. فاجاب يوناثان شاول ان داود طلب مني ان يذهب الى بيت لحم.

 و قال اطلقني لان عندنا ذبيحة عشيرة في المدينة و قد اوصاني اخي بذلك و الان ان وجدت نعمة في عينيك فدعني افلت و ارى اخوتي لذلك لم يات الى مائدة الملك.


يتضح من آية(25،27) أن داود كان لهُ مكان مميز وكان لغيابه أن تغيرت أماكن أبنير ويوناثان. وشعر شاول بغيابه. إبن يسى = يقول هذا كإحتقار.

line

آية(30-32)
فحمي غضب شاول على يوناثان و قال له يا ابن المتعوجة المتمردة اما علمت انك قد اخترت ابن يسى لخزيك و خزي عورة امك. لانه ما دام ابن يسى حيا على الارض لا تثبت انت و لا مملكتك و الان ارسل و ات به الي لانه ابن الموت هو.

فاجاب يوناثان شاول اباه و قال له لماذا يقتل ماذا عمل.


إبن المتعوجة = هو ينعته بأن أمه فاسدة ليهينه. أى هو فاسد مثل أمه فشاول فهم أن داود ويوناثان متفقين لحزنك = يعنى أن حمايتك لداود ستؤدى إلى أنه يأخذ الملك منك.

line

آية(33) :-
فصابى شاول الرمح نحوه ليطعنه فعلم يوناثان ان اباه قد عزم على قتل داود.

وصل جنون شاول هنا لمداه فحاول قتل إبنه. وهذه طريقة كل المضْطهِدين عبر العصور فهم حين لا يستطيعون الجواب يلجأوا للقوة الجسدية. فصاب = فصوّب.

line

آية(34) :-
فقام يوناثان عن المائدة بحمو غضب و لم ياكل خبزا في اليوم الثاني من الشهر لانه اغتم على داود لان اباه قد اخزاه.

ربما إمتناع يوناثان من الأكل من الذبيحة فطقسياً يمنع المغموم من الأكل من الذبيحة.

line

آية(36) :-
و قال لغلامه اركض التقط السهام التي انا راميها و بينما الغلام راكض رمى السهم حتى جاوزه.

العلامة بإستخدام السهام لئلاّ يكون شاول أو جواسيسه قد تابع يوناثان. ولكن يبدو أن يوناثان إطمئن أنه لا أحد يتابعه فذهب ليرى صديقه ويودعه.