حذّر الدكتور عماد جاد من خطورة الانقسام المجتمعي وما وصفه بـ«المعارك الوهمية» التي تستنزف طاقة الوطن وتضرب أسس الدولة، مؤكدًا أن ما يجري على الساحة العامة يمثل «كتالوجًا كاملًا لتدمير وطن وهدم أمة».
وأوضح جاد أن المشهد الراهن يتسم بإعلام يروّج للخرافات ويُمارس التطبيل، ويحوّل الشر إلى خير، مع استهداف مكوّنات أصيلة من نسيج المجتمع عبر ضرب عقائد ومعتقدات مستقرة والتشكيك في كتب مقدسة،( مذيعة ماذا تستهدف عندما تقول ان سفر اشعياء التوراتي كتب في القرن الخامس عشر الميلادي، بينما السفر كتب في القرن الثامن قبل الميلاد وقرأ آيات منه السيد المسيح في الهيكل ).
مشيرًا إلى خطورة الأخطاء الجسيمة التي تُرتكب على الشاشات وتأثيرها المباشر على عناصر التماسك المجتمعي.
وأضاف أن هذا المناخ يتزامن مع أزمات أعمق، من بينها انتخابات مزورة، ومال سياسي حرام، وأزمة اقتصادية طاحنة، وعدم قدرة قطاعات واسعة من الأسر المصرية على تلبية متطلبات الحياة، إلى جانب انتشار جرائم غريبة عن ثقافة وتاريخ المصريين، لافتًا إلى أن كل ذلك يحدث في ظل حالة من اللامبالاة العامة.
وشدّد على أن استمرار هذه الأوضاع دون تدخل حاسم لن يصب في مصلحة البلاد أو أي من مكوناتها، محذرًا من أن «النار ستطال الجميع».
وتابع " أوقفوا كرة الثلج التي تدحرجت بالفعل وتهدد مصر فجر ضمير الانسانية ودرة تاج الشرق.متى ترعرعت في وادينا الطيب هذه الضباع، وماذا تريد ؟
هل تريد نموذج الشرع في سوريا او طالبان في افغانستان او حركة الشباب في الصومال ؟ فأستمرار الوضع الراهن خطر شديد علينا جميعا واحسب انه سيفرغ مصر خلال سنوات من كل من يؤمن بمصر دولة مدنية حديثة، ويغادر الى بلاد تقدر قيمة الإنسان في ذاته.
وتساءل جاد عن طبيعة المسار الذي يُدفع إليه المجتمع، محذرًا من نماذج متطرفة تهدد فكرة الدولة الوطنية، ومؤكدًا أن استمرار الوضع الراهن قد يؤدي إلى إفراغ مصر خلال سنوات من كل من يؤمن بها دولة مدنية حديثة، مع تصاعد هجرة العقول والكفاءات بسبب كآبة المجال العام وسيادة الواسطة والمحسوبية.
واختتم تصريحه بالتأكيد على أن ما يطرحه «رسالة من قلب مصري مخلص يؤمن بمصر دولة مدنية حديثة، وبقيمة الإنسان وحقه في وطن آمن ومستقر».
