أثار منشور الكاتب عبدالحميد أحمد حمدي - علي منصة إكس - حالة من الجدل والانتقاد، عقب تصريحات إعلامية وُصفت بأنها «غير دقيقة تاريخياً ودينياً»، تناولت «سفر أشعياء» أحد أسفار العهد القديم، بما اعتبره إساءة للتراث الديني والعلمي معاً.
وقال حمدي إن ما ورد على شاشة تلفزيون مصري من تشكيك في سفر ديني يُعد إهانة عامة، لا تقتصر على المسيحيين فقط، بل تمتد إلى العلماء والباحثين الذين درسوا هذه النصوص عبر قرون طويلة، مشيراً إلى أن المعايير يجب أن تكون واحدة في التعامل مع القضايا الدينية، محذراً من ازدواجية قد تُشعل فتنة مجتمعية.
وأوضح أن «سفر أشعياء» يُعد من أهم أسفار العهد القديم، ويُقسَّم علمياً إلى ثلاثة أقسام رئيسية؛ الأول يعود إلى القرن الثامن قبل الميلاد، ويتناول تحذيرات النبي أشعياء من الظلم والدعوة إلى التوبة، ويتضمن نبوءات مسيانية معروفة. أما القسم
الثاني فيرتبط بفترة السبي البابلي، حيث يحمل رسائل تعزية وأمل بالخلاص، ويتناول فكرة «العبد المتألم» رمز الفداء. بينما يتناول القسم الثالث مرحلة ما بعد العودة من السبي، متحدثاً عن التجديد وإعادة البناء ورؤية لمرحلة جديدة عنوانها الرجاء.
وانتقد حمدي محاولات ربط كتابة السفر بعصور حديثة أو بالاستعمار، معتبراً أن هذا الطرح يهدف إلى التشكيك في مصداقية النصوص الدينية وربطها بصراعات سياسية معاصرة، خاصة فيما يتعلق بفكرة الأرض والعودة، مؤكداً أن هذا النهج يُسقط قدسية النص لصالح تأويلات أيديولوجية.
وشدد على أن الحقائق العلمية والتاريخية تثبت وجود «سفر أشعياء» في مخطوطات البحر الميت، التي تعود إلى القرن الثاني قبل الميلاد، أي قبل المسيح بنحو سبعة قرون، وقبل أي سياقات استعمارية حديثة بآلاف السنين، وهو ما يدحض مزاعم كتابته في عصور متأخرة.
وأضاف أن العقيدة المسيحية تؤكد حفظ الكلمة الإلهية عبر العصور، مستشهداً بنص إنجيلي يؤكد بقاء الكلمة وعدم زوالها، مشيراً إلى أن التشكيك في أحد الأسفار بدوافع سياسية يمثل تجاوزاً خطيراً قد يؤدي إلى إثارة الفتن الدينية.
وختم حمدي حديثه بالتأكيد على أن النقد العلمي المشروع يختلف جذرياً عن الطعن غير المنهجي في النصوص المقدسة، محذراً من استغلال المنابر الإعلامية لإطلاق تصريحات من شأنها تهديد السلم المجتمعي وإشعال صراعات فكرية ودينية لا تخدم الصالح العام.
يبقي القول أن عبدالحميد أحمد حمدي هو رئيس مجلس الإدارة شركة غاز شرق المتوسط، وهو زوج ابنة اللواء عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية الأسبق
.
