شهدت قرية نزلة جلف بمركز بني مزار في محافظة المنيا ليلة مليئة بالتوتر والفوضى، بعد أن تحولت شائعة عابرة إلى شرارة أشعلت موجة من الاعتداءات على منازل وأراضٍ مملوكة لأهالي الأقباط بالقرية.
انتشر على شبكات التواصل الاجتماعي مقطعا فيديو بارزان يوثّقان حجم الفوضى: في المقطع الأول، يظهر شخص وهو يتلفظ بتهديدات وشتائم تجاه السكان المسيحيين، متوعدًا بإشعال النار في الكنيسة وإجبار الأهالي على الخروج، مستخدمًا كلمات نابية وتصعيدية تعكس غضبًا شديدًا وسيطرة الفوضى على المكان.
أما المقطع الثاني، فيظهر مشهداً مؤثرًا لفتاة تنادي والدتها بخوف قائلة: يا ماما أنا خايفة، فتطمئنها والدتها، لكن بعد لحظات يهجم الغوغاء ويرشقون منزلهم بالحجارة، مضاعفين حالة الرعب بين السكان.
و تشير مقاطع الفيديو المنتشرة إلى أن عددًا كبيرًا من الأهالي الغاضبين تجمعوا أمام منازل الأسر المسيحية، وبعضهم لا يمت بأي صلة بالشاب المتهم، وشرعوا في قذف المنازل بالحجارة حتى تحطمت الأبواب والنوافذ، وانتقل العنف إلى الأراضي الزراعية حيث أُشعلت النيران وسط صرخات السكان وفزعهم.
والقصة بدأت بعد انتشار أنباء عن علاقة مزعومة بين شاب مسيحي وفتاة من القرية، وهو خبر لم يُتحقق رسميًا، لكنه كان كافيًا لإشعال غضب بعض المتشددين الذين خرجوا عن كل ضوابط القانون والتعايش الاجتماعي.
وفي أعقاب هذه الفوضى، تدخلت الشرطة بسرعة، وألقت القبض على عدد من الشباب المتورطين في الاعتداءات، مؤكدة على ضرورة تطبيق القانون على الجميع، وحماية السكان وممتلكاتهم، واحتواء أي تصعيد محتمل.



