أطلقت منظمات حقوقية ودينية في نيجيريا، أمس الأربعاء 1 تشرين الأول/أكتوبر 2025، نداءً عاجلاً إلى السلطات المحلية والدولية من أجل إطلاق سراح نحو 850 مسيحيًا ما زالوا محتجزين في منطقة غابة ريجانا بولاية كادونا شمال البلاد، بعد سلسلة عمليات خطف نفذتها جماعات مسلّحة متشددة مرتبطة برعاة "الفولاني".
وبحسب ما نقلته مجلة Catholic World Report، فإن المختطفين بينهم نساء وأطفال ورجال دين، جرى اقتيادهم خلال الأشهر الماضية في هجمات متفرقة استهدفت القرى المسيحية والكنائس. وتشير شهادات الأهالي إلى أن بعض الرهائن يُستخدمون كوسيلة ضغط للحصول على فديات مالية ضخمة، فيما يتعرّض آخرون لسوء معاملة وتعذيب.
وأكدت المجموعات الحقوقية أن الوضع أصبح "كارثيًا"، خصوصًا أنّ الكثير من المخطوفين ينتمون إلى عائلات فقيرة لا تستطيع دفع الأموال المطلوبة. وحذّرت منظمات محلية من أن الصمت الدولي إزاء هذه الجرائم يشجع على تكرارها، معتبرة أن المسيحيين في نيجيريا يعيشون واحدة من أصعب مراحلهم منذ عقود.
ولاية كادونا، التي تُوصف بأنها بؤرة خطف المسيحيين، تشهد منذ سنوات تصاعدًا في العنف الطائفي، حيث تُشنّ هجمات متكررة على الكنائس، وتُستهدف القرى المسيحية بالقتل والحرق والنهب. وبحسب إحصاءات منظمات مراقبة، فإنّ آلاف المسيحيين قُتلوا خلال السنوات الأخيرة في نيجيريا، فيما نزح عشرات الآلاف من قراهم بسبب العنف المستمر.
وتطالب الكنائس النيجيرية ومعها منظمات دولية مسيحية بضرورة تحرّك الحكومة النيجيرية بشكل عاجل، إضافة إلى ضغط المجتمع الدولي، للإفراج عن المختطفين وتأمين القرى المسيحية، مشددين على أنّ "الصمت جريمة لا تقل خطورة عن الخطف ذاته".
