القائمة الأقباط اليوم أبحث
أهم الأخبار

مسكوكة رانيا المشاط!! بقلم حمدي رزق

بقلم حمدي رزق

أقدر الوزراء المجتهدين، وتقديرى للوزراء أصحاب الخيال أشد، سكت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولى، مسكوكة لافتة، ربما لم يسبقها إليها خبير اقتصادى مصرى نصًا: السردية الوطنية للتنمية الاقتصادية.

مسكوكة رانيا المشاط!! بقلم حمدي رزق

والسردية معجميًا اسم مؤنَّث منسوب إلى سَرْد، وتترجم بمعنى، المباشرة فى الكتابة المستدامة والتّتابع فى الحكاية أو الرِّواية، ومنها السرديات كفن أدبى شديد العمق والتفرد.

السردية كمخطط اقتصادى عميق ومدروس، مسكوكة جديدة على الأسماع، صارت من مفردات الحالة الاقتصادية المصرية، وكررها رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى كثيرا، من فرط تكرارها فى احتفالية السردية الاقتصادية، أمس، صارت من المسكوكات، مسكوكة رانيا المشاط.

ومن المُقرر أن تُتاح الفصول الكاملة للسردية الوطنية للتنمية الاقتصادية على الموقع الإلكترونى لوزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولى، خلال الأسبوع المقبل، على أن تستمر جلسات الحوار المجتمعى حولها لمدة شهرين، تنتهى فى نوفمبر المقبل.

السردية الاقتصادية الوطنية التى توفرت عليها الدكتورة رانيا المشاط، جديرة بالاحتفاء والتقدير والاحترام، مشكورة الوزيرة على تلبية أشواق المراقبين والمحللين لأول سردية رقمية ذات صدقية عن الاقتصاد الوطنى، وتحولاته، وتوجهاته، والأفكار المؤسسة لهذه السردية.

سردية الاقتصاد الوطنى كما صدحت بها المشاط، أمس، فى احتفالية العاصمة الإدارية، رسمت ملامح الصورة الكلية للاقتصاد الوطنى فى مفترق طرق، فى اليوم التالى لنهاية اتفاق صندوق النقد.

حددت الوزيرة فى السردية معالم الطريق الصعب الذى قطعه اقتصاد عانى سنوات عجاف، عقد مضى من الأعمال الشاقة فى البنية المؤسسية للاقتصاد الوطنى.

ما جرى فى بنية الاقتصاد الوطنى شىء كبير ياعمرى، قصة نجاح محققة يقلبها بعض المؤلفة قلوبهم وجيوبهم على غير صورتها الحقيقية، ويروجون فى منافيهم البعيدة سردية كاذبة معاكسة تهيمن على الفضاء الإلكترونى.

لدينا الآن سردية وطنية فاخرة نفتخر بها، حسنا فعلتها الوزيرة النشيطة، أمسكت بالعناوين الرئيسة وفصلتها تفصيلا مهضوما محببا.

ما بين أيدى الوزراء والمسؤولين، كل فى تخصصه طرفا من سردية وطن لم تكتب بعد سردية متماسكة، مستوجب لملمة هذه الفصول فى كتاب أبيض سردية وطن ينهض كطائر الفينيق، طائر عجيب يجدد نفسه ذاتيًا، يولد من رماد احتراق جسده.

كان من الضرورى تدبيج سردية الاقتصاد الوطنى فى عشر سنوات مضت ترسمها الأرقام المحققة على أرض المحروسة، ترسمها الأصول التى تضاعفت أضعافا بعد عقم طال عن توليد الأصول،

والاحتياطيات السيادية فى صندوق مصر السيادى التى تؤمن المستقبل، والطرق المديدة التى عبدت، والكبارى التى رفعت، والإنفاق التى شقت، وقناة السويس الجديدة، والمدن

الزكيّة، والموانئ، والشواطئ والأبراج الشاهقة، والمزارع الشاسعة، والمصانع الحديثة، ما فى شق فى المحروسة إلا وصلته قوافل حياة كريمة تحمل الخير لمن حرموا طويلا من ثمار التنمية.

سردية الاقتصاد الوطنى أشمل من أن تسعها هذه السطور، تابعوها على موقع وزارة التخطيط، يقينا السطور الشحيحة قاصرة عن إدراك مفردات التحول من اقتصاد المعونات والقروض إلى اقتصاد القيمة المضافة، والاستثمار فى

البشر والحجر، وتوليد فرص العمل، ورفع مستويات الأداء، واستنفار قوى الاقتصاد الكامنة، وتحديث قطاعات الإنتاج، ورقمنة المصانع والآلات، وردم الفجوة التكنولوجية، وولوج الثورة المعلوماتية، وكان حلما مستحيلا.

السردية الوطنية- كما أفهم- ليست حكايات للتباهى والافتخار، بل تدوين وتحليل واستشراف فرص المستقبل، ورسم الخرائط، خارطة الطريق إلى حياة كريمة.

حمدي رزق - المصرى اليوم
09 سبتمبر 2025 |