القائمة الأقباط اليوم أبحث
أهم الأخبار

خطاب السيد الرئيس ..بقلم حمدي رزق

بقلم حمدي رزق

ومثلى كثير يتشوقون لخطاب جامع مانع من الرئيس السيسى، خطاب يضع النقاط فوق الحروف التى شاهت وتشوهت بفعل ماكينة الإعلام المضاد التى توفرت على الإساءة للدولة المصرية وقيادتها، وإجهاض منجزها، وتسفيه بنايتها.

خطاب السيد الرئيس ..بقلم  حمدي رزق

لا يمر منجز وطنى أو موقف وطنى من بين أسنانها الصفراء، يمزقون ستر الوطن، وينشبون أظافرهم الطويلة فى رقبته، ويخمشون وجه القيادة والحكومة.. لهم فيها مآرب سياسية أخرى.

خطاب الرئيس عادة من القلب للقلب ويطمئن القلوب الواجفة، ويرسم صورة الدولة المصرية القوية القادرة على تخطى الصعب، بخطى ثابتة واثقة فى رعاية رب السماء والأرض، وعناية الله جندى.

ما نرجوه خطاب صريح كما عودنا الرئيس فى مفترق الطرق، يخاطب عقول الأمة، بلغته البسيطة الواضحة التى عنوانها الصدق والصراحة، يحدد المواقف الوطنية، الداخلية والخارجية، ويقف على متون الأزمة الراهنة، ويرسم سبل تفكيكها من حول رقبة الوطن.

نرجوه خطابا للطيبين الذين بات بعضهم مبلبلين بفعل ماكينة إعلامية عدائية تقلب الحقائق، وتزيف المواقف، وتتألى على الثوابت، وتكيل الاتهامات الجزافية جزافا، معلوم معاول هدم الدولة الوطنية تنشط فى زمن الحرب.

الخطاب الذى ننتظره، يصارحنا، كيف كنا وكيف أصبحنا، كيف كانت الدولة الوطنية على شفا جرف هار، كادت تسقط فى صدع عميق، وكيف استنقذتها إرادة هذا الشعب بقيادته الوطنية من مخطط الفوضى الذى ضرب دولة عريقة فى الإقليم المضطرب.

خطاب يرسم خارطة طريق لسنوات صعبة مقبلة، سياسيا واقتصاديا ومجتمعيا، خطاب أقرب لخطة عمل نخوضها جميعا، يد فى يد، يد واحدة، حكومة ومعارضة ومستقلون فى سبيل رفعة أغلى اسم فى الوجود.

الرئيس السيسى يجيد خطاب الملايين بصدقه وصراحته وأمانته، ومواقفه الشريفة فى زمن عز فيه الشرف، ولغته مفهومة للبسطاء الذين يرون فيه أملا، ويعقدون عليه آمالا عريضة فى الخروج من نفق الأزمات المستحكمة التى حاقت بالوطن.

خطاب الرئيس يعوض نقصا فادحا فى المعلومات، ويجلى المواقف الثابتة، ما نعانيه نقص المعلومات اليقينية على وقتها ومن مصادرها العلنية.

الحكومة تتحدث بالقطارة، وعلى فترات، وإذا تحدثت لسانها متلعثم، وجملها ناقصة، وتتخندق فى منطقة (رد الفعل)، لا تملك روح المبادرة التى تمكنها من كبح التغول المعادى على مقدرات الوطن.

ما قدمه الرئيس وحكوماته المتتابعة كثير فى عمق البنية الأساسية الوطنية، تحفر عميقا فى تربة الوطن لترسى أساسات الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة، ما يستتبعه من قلقلة فى الرأى العام الذى يتعرض لأقصى صنوف الحرب النفسية، ومستوجب تنوير الرأى العام بكل صغيرة وكبيرة وعلى وقتها لمنع العدوى الفيروسية بفيروسات معدية تم تحضيرها فى أقبية استخباراتية معادية.

ما ينقص الحكومة والحكومات قبلها الشفافية المطلوبة لمواجهة الحملات العدائية التى بلغت حد التهجم على حرم السفارات المصرية فى الخارج، وقلبت الآية، ورسمت مواقف مصر فى صورة زائفة، وتجمعت أسرابها فى الفضاء الإلكترونى تنهش لحم الوطن.

خطاب الرئيس ليس أمنية كاتب يخشى على وطنه فى لجة موج عاتٍ، لكنه مطلب شعبى، الناس تتشوق لقطرة معلومات تبلل ريقها الجاف من المعلومات على وقتها.

أخشى المنصات المعادية تكاد تختطف دماغ الوطن، وللأسف تسللت فى خفية لاختراق الجبهة الداخلية، لتفتنها من حول القيادة السياسية فى موقف وجودى صعيب.

فى غيبة السردية الوطنية الصادقة المدججة بالمعلومات، والشروحات، والتحليلات عن الفضاء المجتمعى، نقرت الغربان بعض الرؤوس، وغيرت بعض النفوس، وقلبت بعض القلوب، وأدارت بعض الرؤوس عن قبلة الوطن.

حمدي رزق - المصرى اليوم
27 اغسطس 2025 |