القائمة الأقباط اليوم أبحث
أهم الأخبار

كنائس غزة: لن نخليها.. هي ملجأ للكثيرين

مثل كل الكنائس في مدينة غزة، فإن اللاجئين الذين يجدون الملجأ لدينا، يعانون من سوء التغذية بسبب الصعوبات التي واجهتهم في الأشهر الأخيرة، هكذا كتب في البيان المشترك للبطريركية اليونانية الأرثوذكسية والبطريركية اللاتينية في القدس، الذي نشر أمس وأعلن فيه أن الكنائس التي تخضع لها في مدينة غزة لن تخلي حتى لو احتل الجيش الإسرائيلي المدينة.

كنائس غزة: لن نخليها.. هي ملجأ للكثيرين

وكتب في الإعلان، في هذه الكنائس كبار سن، ومرضى وذوو احتياجات خاصة. هؤلاء أشخاص مرضى وشيوخ، ولا مأوى لهم، قال الأسقف وليام الشوملي، نائب البطريرك اللاتيني في القدس في محادثة مع هآرتس.

منذ اندلاع الحرب، والكنيسة اليونانية الأرثوذكسية سانت بوربيليوس، وكنيسة العائلة المقدسة اللاتينية أصبحتا ملجأ لمئات السكان، قالوا في الكنائس. وحسب قولهم، فإن مغادرة مدينة غزة ومحاولة الهرب إلى الجنوب ستكون كحكم إعدام. لذلك، قرر الرهبان والراهبات البقاء ومواصلة معالجة الذين بقوا في هذه الكنائس.

بالإجمال، حسب أقوال الشوملي، في الكنيستين حوالي 600 شخص، معظمهم من كبار السن المسيحيين، وفي الكنيسة اللاتينية دار رعاية صغيرة يعيش فيها حوالي 30 شخصاً يحصلون على رعاية من الراهبات.

مصدر في الطائفة الأرثوذكسية في غزة، قال للصحيفة بأنه على خلفية الضغط منذ بداية الهجوم الإسرائيلي على المدينة، ثمة عائلات تفحص مغادرة القطاع إذا سمح لها بذلك. في هذه المرحلة، النزوح داخل القطاع يعني

الموت المؤكد، لذلك لن نغادر، قال هذا المصدر. ولكن إذا كانت هناك إمكانية للخروج، فسنضطر لذلك، على أمل أن نعود ذات يوم. ولدنا هنا، ونحب كل زاوية هنا، ولكننا وصلنا إلى وضع ليس لنا فيه أي إمكانية لتحمل المزيد.

نعيش في الوقت المستعار. وحسب قوله، من بين الـ 600 شخص الذين يختبئون في الكنائس، هناك حوالي 200 شخص لديهم تأشيرات خروج إلى الخارج، لكن في هذه المرحلة ليس هناك من يسمح بخروجهم من هنا.

أبناء الطائفة المسيحية وصفوا في محادثات مع هآرتس صعوبات البقاء التي تتفاقم يومياً. لا يقدمون المساعدة إلا في الأمور الأساسية جداً، قال أحدهم. أحياناً، تكون هناك هجمات على بعد بضعة أمتار عن الكنائس. رئيس الكنيسة الكاثوليكية في مدينة غزة، الأب غبرئيل رومانلي، وثق أمس هجوماً للجيش الإسرائيلي يبعد، حسب قوله، 700 متر عن الكنيسة الموجودة في حي الزيتون.

رئيس الأركان إيال زمير، أوضح للمستوى السياسي بأن الجيش الإسرائيلي لا ينوي بدء الهجوم في مدينة غزة إلا إذا بعد إقامة منطقة إنسانية تستوعب سكان المدينة. وأشار البيان إلى الكنائس، لأن الواقع على الأرض مختلف. وحسب أقوالهم، فإن أحياء كاملة في المدينة حصلت على أوامر إخلاء، والهجمات من الجو تزداد، ودمار آخر يضاف إلى الأخطار الشديدة التي نشأت في السنتين الأخيرتين.

إعلان الحكومة بأن فتح باب جهنم يجد له تعبيراً مأساوياً، كتب في البيان. وحتى إن الكنائس طالبت بإنهاء الحرب وإعادة المخطوفين الإسرائيليين. لقد حان الوقت لإنهاء الدمار

وإعطاء الأولوية للصالح العام. بنفس الدرجة من الإلحاحية، نحن نطالب بعمل يؤدي إلى إنهاء الحرب المدمرة وإعادة المخطوفين، كتب. وفي الوثيقة نقل عن البابا ليو الرابع عشر،

أنه قال قبل بضعة أيام: يجب على الأقوياء احترام الشعوب كلها، حتى الصغار والضعفاء جداً في هويتهم وحقوقهم، لاسيما الحق في العيش على أرضهم. لا أحد مخول بفرض النفي القسري عليهم.

الكنيسة اللاتينية والكنيسة الأرثوذكسية اللتان في غزة البلد، تعرضتا للهجمات منذ بداية الحرب. في تشرين الأول 2023 قتل 18 شخصاً في هجوم تعرض له مبنى الكنيسة الأرثوذكسية، وبعد شهرين قتلت امرأتان بنار القناصة عندما خرجتا من كنيسة العائلة المقدسة، وفي تموز قتل ثلاثة أشخاص في هجوم للجيش الإسرائيلي على المكان.

بعثة من قبل الكنيستين، على رأسها البطريرك الأرثوذكسي ثيوفيلوس الثالث، وبطريرك اللاتين بيير باتستا بتسبالا، وصلت بعد يوم على الهجوم الأخير إلى زيارة تضامن مع الطوائف المسيحية في مدينة غزة.

جاكي خوري وروان سليمان

هآرتس 27/8/2025

القدس العربي
27 اغسطس 2025 |