من جميل القول إن كلمة واحدة تحقق السلام أفضل من ألف كلمة جوفاء.

ويعرف تاريخ البشرية دعاة سلام نذروا حياتهم للسلام، وقالوا سلاما، والأسماء تصعب على الحصر: (نيلسون مانديلا، مالكوم إكس، مهاتما غاندى، مارتن لوثر كينج، دالاى لاما، والسادات...).
الرئيس الأمريكى دونالد ترامب يتوق إلى دخول قائمة دعاة السلام، هل هناك مكان لاسم ترامب فى هذه القائمة البيضاء؟!.
ترامب ينجز فروضه تواليا للحاق بالقائمة، ويجمع فى البيت الأبيض بين الإخوة الأعداء، جمع بين رئيسى أذربيجان وأرمينيا، وتعهدا بوقف نهائى للقتال وتوقيع اتفاق سلام.
وجمع بين رئيسى رواندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية، ووقعا اتفاق سلام ينهى عقودا من الصراع المدمر بين الجارتين.
ترامب يستحث الخطى ويقطع أميالا للتقريب بين روسيا وأوكرانيا، ويبدو عازما على إنجاز اتفاق سلام بين الجارتين اللدودتين، بضمانة الشركاء الأوروبيين ورضاهم.
ماذا ينقص ترامب للحصول على جائزة نوبل للسلام؟.. كلمة واحدة لا أكثر، كلمة تكف يد بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء إسرائيل عن غزة، ويجبره على توقيع اتفاق سلام تاريخى يحفظ للفلسطينيين حقهم فى دولتهم المستقلة.
ساعتها يرتسم داعية سلام، ويستحق ساعتها جائزة نوبل للسلام هذا العام ولأعوام أخرى قادمة.
لو بذل ترامب بعض جهده الذى بذله فى تقريب المسافات بين فلاديمير بوتين رئيس روسيا، وفلوديمير زيلينسكى، رئيس أوكرانيا، لتوقفت حرب الإبادة فى غزة فى التو واللحظة، وحفظ أرواح الأبرياء، وأفرج عن الرهائن، ومهد الطريق لإحلال السلام فى الشرق الأوسط، ونال جائزته المستحقة كداعية سلام كما يحب أن يرتسم أمام الكاميرات.
المهمة ليست مستحيلة على تعقيدها، وترامب كما يراه أنصاره رجل المستحيل، ويصنع المعجزات،
إذا فعلها ترامب وأنجز وعده بإحلال السلام فى الشرق الأوسط ولو على مراحل، سيدخل التاريخ من الباب الكبير الذى دخله الرئيس الأسبق جيمى كارتر بتوقيع اتفاق السلام بين طيب الذكر الرئيس ياسر عرفات ومناجم بيجن (1978).
فى خط موازٍ، الآمال معلقة فى رقبة ترامب لجمع الأشقاء المصريين والإثيوبيين على اتفاق قانونى ملزم يحفظ للمصريين حصتهم التاريخية فى مياه النيل.
نوايا ترامب وتصريحاته تشى بقناعة بحق مصر فى المياه، وحق إثيوبيا فى التنمية ليس على حساب حياة المصريين، وهى قناعة مصرية ثابتة عبر عنها الرئيس السيسى مرارا.
الاتفاق المصرى الإثيوبى ليس ببعيد، وفى حافظة وزارة الخزانة الأمريكية مسودة اتفاق جاهزة للتوقيع، نكص عنها الجانب الإثيوبى فى نهاية ولاية ترامب الأولى قبل مجىء الرئيس جو بايدن الذى لم يقدم ما يذكر له فى هذا الملف وملفات أخرى اقتحمها ترامب بجسارة سياسية وجهد دبلوماسى يشكر عليه.
ترامب حسب منطوقه يريد عالما بلا حروب، كثير من المراقبين لا يثقون فى نوايا ترامب، لكن الأفعال تثبت نواياه، أنجز ملفين معقدين، أذربيجان وأرمينيا، رواندا والكونغو، ويعمل على إنهاء صراع روسيا وأوكرانيا، ولديه ملفات مؤجلة يحلحلها بتصريحات مسبقة، تترجم ها أنا قادم لحل المستعصى والمستحيل، وصولا لاتفاقيات سلام ملزمة.
ما يهمنا مصريا ملف مياه النيل، وإقليميا ملف الصراع العربى الإسرائيلى، ودوليا يغبطنا كل اتفاق سلام، لأن مصر دولة سلام، وتدعو للسلام، وتنادى بوقف الحروب، وحقن الدماء، ومواقف مصر مسجلة فى سجلات دعاة السلام، ونستحق اتفاقا عادلا يحفظ لنا وللأشقاء فى السودان حقوقنا التاريخية فى مياه النيل الخالد.