القائمة الأقباط اليوم أبحث
أهم الأخبار

زغلول صيام يكتب: ضاعت الكرة في مصر بسبب ابن الباشا وابن البيه!.. وفي الآخر مندهشين إن مفيش محمد صلاح تاني!

حظي العاثر أني تابعت كرة القدم المصرية وقت أن كانت الفرصة متاحة للمواهب الحقيقية، وكان المجال يخلو من الواسطة والمحسوبية، حتى لو كان حفيد رئيس الجمهورية، كما حدث مع حفيد الرئيس مبارك في نادي الأهلي، فلا سلطة جده ولا نفوذ الوالد

زغلول صيام يكتب: ضاعت الكرة في مصر بسبب ابن الباشا وابن البيه!.. وفي الآخر مندهشين إن مفيش محمد صلاح تاني!

جعله مفروضًا على اللعب في الفريق الأول للنادي الأهلي.. ولم يستطع الجوهري، وهو مدير فني منتخب مصر في العصر الذهبي، أن يفرض ابنه، ولا الكابتن سمير زاهر، بجلالة قدره، قدر أن يفرض ابنه حمادة، ولا المهندس هاني أبو ريدة استطاع أن يفرض ابنه.

ولكن الآن، الكرة لم تعد كما كانت في السابق، بل أصبح ابن الباشا وابن البيه هم أصحاب الكورة والباشا أو البيه هو رجل أنعم الله عليه بمال وفير أو منصب رفيع يجعل ابنه في التشكيل الأساسي، بل ربما يختار من يزامله ليؤنس وحدته أثناء المباريات.

والأكيد أن لي ذكريات عديدة مع هذا الملف الذي استشرى في ملاعب كرة القدم المصرية، وبالتحديد في أحد منتخبات الناشئين منذ سنوات، عندما بلغني أن هناك ولي أمر يدعم الفريق بالملابس وكافة الإمكانات، وعندما أبلغت المشرف على

المنتخب وقتها لم يصدق، ولكنه، إحقاقًا للحق، عندما رأى بأم عينه هذا اللاعب يلعب في مباراة العودة أمام المنتخبات، أقسم يمينًا أنه لابد أن يرحل، وهنا تمسك المدير الفني بعناد، فما كان من المشرف إلا اختيار الصح، وضحّى بالمدير الفني.

حكايات كثيرة أسمعها وتتردد على مسامعي عن ابن فلان الذي أهدى المدير الفني سيارة أو هدية قيمة حتى يضمن بقاء النجم في التشكيلة الأساسية وهناك حكايات يشيب لها الولدان، وهي حقيقية.

في الأندية، من كبيرها إلى صغيرها، تتفشى تلك الظاهرة، وحكاوي يشيب لها الولدان، ورغم ذلك تسير الأمور على ما يرام دون أن يكون هناك إحساس بالمسئولية.

وفي الأخير، يقولون: لماذا لم يخرج من مصر سوى محمد صلاح؟ الذي أثبت أن معين المواهب لا ينضب من مصر، وأن البلد التي مارست كرة القدم قبل أن تنشأ العديد من الدول أبدًا ليست فقيرة في المواهب.

مئات المشاريع، وآلاف الكلمات عن المستقبل، ولكن على أرض الواقع المواهب تظهر في الأزقة والحواري الفقيرة، وأثبتت كرة القدم أنها لعبة الفقراء، ولكن كيف للفقير أن يحلم، وهو غير قادر على الذهاب إلى النادي، وليس ولي أمره قادرًا على شراء حذاء كرة قدم!

لست مندهشًا من إقدام الزمالك على التعاقد مع لاعب من المغرب مواليد 2006 بـ500 ألف دولار، وباقي الأندية على نفس الخط.

وآه يا زمن، كان عندنا زمان مدرسة موهوبين تدعم من الدولة، اختفت منها الواسطة نهائيًا، ولذلك ظهر شيكابالا وعبد الله السعيد وميدو أين هي الآن!

ومع موسم الصيف، أتلقى اتصالات من الأهل والأصدقاء طالبين واسطتي في اختبار ابنهم بأحد الأندية، وأنا أخشى أن أقول لهم إنني عاجز عن فعل ذلك، لأن هناك أشياء كثيرة أصبحت تحكم اختيار المواهب في عالم كرة القدم اللهم بلّغت، اللهم فاشهد.

فيتو
18 اغسطس 2025 |