القائمة الأقباط اليوم أبحث
أهم الأخبار

سوق مولد العذراء مريم بدير درنكة.. بهجة شعبية تتجدد منذ آلاف السنين

وسط الجبال الغربية لمدينة أسيوط، وتحديدًا في دير العذراء مريم بدُرنكة، يتجدد كل عام مشهد مصري أصيل يحمل في طياته عبق التاريخ وروح الاحتفال. إنه سوق مولد العذراء مريم، أحد أبرز مظاهر الاحتفال الشعبي والديني الذي يجسد الإصرار المصري على البهجة مهما تبدلت الأحوال.

سوق مولد العذراء مريم بدير درنكة.. بهجة شعبية تتجدد منذ آلاف السنين

موروث شعبي ضارب في الجذور

يُعد مولد العذراء مريم في درنكة من أقدم وأكبر الموالد في مصر، حيث يقام سنويًا خلال النصف الأول من شهر أغسطس، تزامنًا مع صيام السيدة العذراء، ويجتذب مئات الآلاف من الزوار من مختلف المحافظات، بل ومن خارج مصر أحيانًا.

لا تقتصر المناسبة على الطابع الديني فقط، بل تمتد لتشمل الجوانب الثقافية والاجتماعية، ويبرز السوق الشعبي كأحد أبرز المظاهر المصاحبة للمولد، حاملاً معه تقاليد تمتد لآلاف السنين.

سوق البهجة.. حيث يلتقي الجميع

في السوق، تتنوع البضائع ما بين الألعاب الشعبية، والحلوى التقليدية، والمنتجات اليدوية، إلى جانب المأكولات والمشروبات التي ترتبط بالمولد، مثل التمر، والحمص، والحلبة، والفول السوداني. ولا يغيب عن المشهد الباعة الجائلون، وصيحاتهم التي تضفي طابعًا خاصًا على الأجواء.

الزوار، من كل الأعمار والانتماءات، يشاركون في الاحتفالية بطريقتهم الخاصة، في مظهر من مظاهر التلاحم الشعبي والديني، حيث يلتقي المسلم والمسيحي، الكبير والصغير، الفقير والغني، في ساحة واحدة.

دير درنكة.. قدسية المكان وكرامة المناسبة

يقع دير السيدة العذراء بدُرنكة في موقع يُعتقد أن العائلة المقدسة قد مرت به خلال رحلتها المقدسة إلى مصر، وهو ما يُضفي عليه طابعًا قدسيًا خاصًا. وفي كل عام، يتحول المكان إلى مركز روحي وثقافي يجسد وحدة المصريين حول رموزهم الدينية.

رسالة الأمل من قلب الصعيد

رغم التغيرات التي شهدها المجتمع، يبقى هذا المشهد شاهدًا على قدرة المصريين على تحويل كل مناسبة دينية إلى عيد شعبي حقيقي، يعبر عن حبهم للحياة، وتمسكهم بالفرح كقيمة ثابتة في الشخصية المصرية.

إنه ليس مجرد سوق أو احتفال، بل تعبير عن هوية، وموروث شعبي يثبت أن بهجة المصريين لا تنطفئ، بل تتجدد كل عام، في درنكة.. وفي كل مكان.

البوابة
13 اغسطس 2025 |