مع بداية أغسطس من كل عام، تعيش الكنيسة القبطية الأرثوذكسية أجواء روحانية مميزة خلال صوم السيدة العذراء مريم، الذي يُعد من أكثر الأصوام المحبوبة لدى الأقباط، إذ يبدأ في الأول من أغسطس ويستمر حتى عيد انتقالها جسديًا إلى السماء في 15 أغسطس، فى الكنيسة الكاثوليكية ويبدأ 7 أغسطس ويستمر لمدة 15 يوما فى الكنيسة الأرثوذكسية، لكن التاريخ الكنسي يكشف أن هذا الصوم لم يكن دائمًا بهذه الصورة.

وفي إحدى عظاته، أوضح قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، أن صوم العذراء بدأ في الأصل داخل الأديرة القبطية، وكانت الراهبات هن أول من حرصن على صيامه تكريمًا للعذراء، أم النور، تعبيرًا عن محبتهن الخاصة لها. وكان يُمارَس كصوم اختياري، لا تُلزم به الكنيسة العامة.
وأضاف البابا، أن الصوم بدأ فعليًا في بعض التقاليد الكنسية من 7 أغسطس وحتى 22 أغسطس، أي أنه استمر في بدايته 15 يومًا لكن بموعد مختلف عما هو عليه الآن. ومع مرور الزمن وتزايد تعلق الشعب القبطي بشخص العذراء، توسع الاحتفال به، وتم تثبيت موعده ليبدأ من 1 أغسطس وينتهي في 15 منه، اليوم الذي تحتفل فيه الكنيسة بعيد انتقالها.
ويتميز صوم العذراء بأنه غير مفروض من المجامع الكنسية، بل هو من الأصوام "المحبوبة"، التي أقرّتها الكنيسة استجابةً لتقوى الشعب ومحبتهم الفائقة للعذراء مريم. كما تحرص الكنائس في مصر والمهجر خلال هذا الصوم على تكثيف القداسات اليومية، وقراءة التسبحة المريمية، والتراتيل الخاصة بتمجيد العذراء.
وتتنوّع الطقوس الاحتفالية من كنيسة لأخرى، كما تشهد الأديرة الكبرى زيارات مكثفة من الشعب، خاصة دير السيدة العذراء بجبل درنكة، ودير المحرق بأسيوط، حيث تُقام صلوات واحتفالات تستمر طوال فترة الصوم.