القائمة الأقباط اليوم أبحث
أهم الأخبار

مسلحون يهاجمون كنيسة في الكونغو ويقتلون أكثر من 40 مسيحيا خلال سهرة صلاة .. منظمة أبواب مفتوحة : وحشية .. يجب أن يتحمل المجتمع الدولي مسؤوليته

في فجر يوم الأحد الدامي، هزّت جريمة مروّعة وجدان الكنيسة في العالم، حينما اقتحم مسلّحون يُعتقد أنهم ينتمون إلى جماعة "القوات الديمقراطية المتحالفة" (ADF) المرتبطة بتنظيم داعش، كنيسة الطوباوية أنواريت

مسلحون يهاجمون كنيسة في الكونغو ويقتلون أكثر من 40 مسيحيا خلال سهرة صلاة .. منظمة أبواب مفتوحة : وحشية .. يجب أن يتحمل المجتمع الدولي مسؤوليته

الكاثوليكية في بلدة كوماندا شرق الكونغو، بينما كان المؤمنون مجتمعين في سهرة صلاة، ليُقتل منهم ما لا يقلّ عن 40 شخصًا، بينهم أطفال ونساء، في واحدة من أفظع الهجمات التي تطال المسيحيين في أفريقيا في السنوات الأخيرة.

وبحسب تقرير "الأخبار المسكونية"، الهجوم الذي وقع حوالي الساعة الواحدة فجرًا، طال الكنيسة من الداخل والخارج، كما تمّ إحراق منازل ومتاجر مجاورة، بحسب ما أفادت به مصادر محلية وإعلامية. وقد وثّقت فرق المجتمع المدني ما لا يقل عن 21 جثة بالرصاص وثلاث جثث متفحمة، فيما أشارت مصادر أخرى إلى أن العدد الكلي قد يتجاوز 43 قتيلاً.

قال ديودونيه دورانتابو، منسّق المجتمع المدني في كوماندا، لوكالة "أسوشيتد برس":

"ما رأيناه لا يُحتمل. أكثر من 21 شخصًا قُتلوا داخل الكنيسة وخارجها، وقد تفحّمت جثث بعضهم بالكامل. عشرات المنازل أُحرقت. لا زلنا نبحث عن مفقودين وسط الركام والرماد."

أما المتحدث باسم الجيش الكونغولي في إيتوري، اللفتنانت جول نغونغو، فأكّد وقوع 10 قتلى على الأقل، مضيفًا أن "المهاجمين انسحبوا قبل وصول القوات إلى البلدة".

وقد أظهرت مقاطع مصوّرة منشورة على الإنترنت مشاهد مروّعة لكنيسة محترقة وأجساد ملقاة على الأرض، ما يعكس حجم الوحشية التي استُهدف بها المسيحيون العزّل.

الكنيسة تدعو للصلاة والرجاء

من ناحيتها، أدانت منظمة "أبواب مفتوحة" المعنية بالدفاع عن الحريات الدينية الهجوم بعبارات شديدة، وقالت المتحدثة الإقليمية باسم المنظمة جو نيوهاوس:

"إنّ هذه المجزرة المروعة بحقّ مؤمنين مسالمين يمثّلون الوجه الأصيل للرجاء، تُعدّ جريمة ضدّ الإنسانية. آلاف الأشخاص في شرق الكونغو يعيشون في نزوح دائم وصدمة متكرّرة. يجب أن تتوقّف هذه الوحشية، ويجب أن يتحمّل المجتمع الدولي مسؤوليته."

كما دعا المحلّل الإقليمي للمنظمة، إيليا دجادي، إلى وقفة جادة قائلاً:

"الجماعات المتطرّفة في شرق الكونغو، مثل ADF، تنفّذ مشروعًا مشابهًا لما فعله داعش في العراق وسوريا، وتستهدف بشكل مباشر الكنائس والمزارعين العزّل. هذا الهجوم ليس منعزلاً، بل جزء من استراتيجية لفرض أيديولوجية عبر الإرهاب الدموي."

و في ظل هذا المشهد المؤلم، تُوجّه الكنيسة نداءً ملحًا إلى المؤمنين حول العالم للصلاة من أجل السلام في الكونغو، ومن أجل تعزية العائلات المكلومة، وشفاء الجرحى، وعودة المخطوفين سالمين، ولتبقَ دماء الشهداء، كما قال البابا، بذارًا للحياة الجديدة في أرضٍ عطشى إلى الرجاء.

ويُعاني شرق الكونغو من موجة اعتداءات دامية منذ سنوات، تنفّذها جماعات مسلّحة، من بينها القوات الديمقراطية المتحالفة والمتمرّدون المدعومون من رواندا.

وتُعد جماعة ADF، المرتبطة بتنظيم داعش، من أخطر الجماعات المسلحة في المنطقة، وهي تنشط على الحدود بين أوغندا والكونغو الديمقراطية، وغالبًا ما تستهدف المدنيين. وكانت هذه الجماعة قد ارتكبت، في وقت سابق من هذا الشهر، سلسلة مجازر في إقليم إيتوري، أسفرت عن مقتل عشرات الأشخاص، في ما وصفه أحد المتحدثين باسم الأمم المتحدة بأنه "حمّام دم حقيقي".

إنّ المجازر التي تُرتكب بحق الأبرياء في كوماندا وغيرها من بلدات الشرق الكونغولي لا تمثّل فقط جريمة بحقّ شعب ينشد السلام، بل هي طعنة في قلب الإنسانية وصراخ في وجه الصمت الدولي، لكنّ دماء الشهداء ليست النهاية، بل هي البداية. فكما تنبثق الحياة من بذار تُدفن في الأرض، هكذا تُولد القيامة من ركام الألم.

إنّ الكنيسة، رغم النزف والجراح، لا تزال واقفة عند الصليب، مؤمنة بقيامة الحياة، شاهدة للرجاء، ومعلّقة رجاءها على إله العدالة والرحمة.

وإذ يرفع قداسة البابا لاون الرابع عشر صلاته من أجل الراقدين، ويبارك العائلات المفجوعة، فإنّ نداءه يدعونا جميعًا:

"لنجعل من دم الشهداء نداءً للضمير العالمي، ومن الكنيسة الجريحة صوتًا لا يسكت حتى يسكن السلام حيث ساد الرعب، ويُبنى الرجاء على أنقاض الخوف."

أقباط متحدون
29 يوليو 2025 |