عثر علماء الآثار، على لوحات جدارية سليمة تعود إلى العصر البيزنطي تحت الجدران البيضاء لكنيسة القديس نيكولاس فى بلاد ما بين النهرين، ألبانيا، وفقا لما نشره موقع " greekreporter".
كما عثر علماء الآثار والمرممون من المركز الأوروبى للآثار البيزنطية وما بعد البيزنطية، على تماثيل القديسين ذات الألوان الزاهية، والتى تم الحفاظ عليها لعدة قرون على ارتفاع ثمانية أمتار.
وفقًا للمهندس المدني ليونيداس باباس، وهو باحث في ترميم الآثار والرئيس السابق لـ "أومونيا" (ممثلة اليونانيين في ألبانيا )، فإن التقاليد المحلية تشير إلى أن دير القديس نيكولاس في بلاد ما بين النهرين، وهى قرية فى شمال إبيروس، فى ألبانيا اليوم،تم بناؤه حوالى عام 1050 فى عهد الإمبراطور قسطنطين الفاتح.
تتمتع الكنيسة بمكانة تاريخية فريدة، إذ نجت من حكم الزعيم الألبانى أنور خوجا الذى استمر أربعين عامًا، والذي دمّر المبانى الدينية بشكل ممنهج. وكانت واحدة من 350 كنيسة فقط نجت من الهدم أو التحويل إلى مستودعات زراعية.
أشار المؤرخ والمهندس المعماري ألكسندر ميكسى، أول رئيس وزراء لألبانيا ما بعد الاستعمار، إلى أن الكنيسة كانت تعمل سابقًا بمزارين، تخدم كلاً من الرعايا الأرثوذكس والكاثوليك خلال فترة استبداد إبيروس، عندما كانت المنطقة تحت حكم آل أنجو، وبينما يرى باباس أن هذا الافتراض غير محتمل، وربما يكون مجرد نظرية متداولة لأغراض سياحية، إلا أنه يُبرز التاريخ الغني والمعقد للموقع.
انطلقت أعمال الترميم في كنيسة القديس نيكولاس على مراحل، وقد بادر معهد الآثار التابع لوزارة الثقافة الألبانية في البداية بجهود تدعيم المبنى، وتبع ذلك المرحلة الثانية، التى قادها المركز الأوروبى للآثار البيزنطية، والتى ركزت على الحفاظ على العناصر الزخرفية للكنيسة، بما فى ذلك اللوحات الجدارية والمنحوتات التى تم الكشف عنها حديثًا.
أشار "باباس"، إلى أن الألوان الزاهية المستخدمة في اللوحات الجدارية كانت على الأرجح مستمدة من النباتات، إذ لم تكن الأصباغ متوفرة بكثرة أو باهظة الثمن فى ذلك الوقت، وهذا يشير إلى أن شخصية بارزة فى ذلك العصر ربما موّلت الأعمال الفنية المتقنة للكنيسة.
بتمويل من وزارة الثقافة اليونانية، من المقرر الانتهاء من ترميم اللوحات الجدارية فى عام 2026.
