تسبّب حريق سنترال رمسيس فى شلل واسع بخدمات الإنترنت والدفع الإلكترونى، ما انعكس فورًا على عمل محطات الوقود فى القاهرة. فى جولة ميدانية لـ«المصرى اليوم»، رصدنا ارتباكًا واسعًا فى عدد من محطات الوقود، حيث توقفت ماكينات الدفع، واضطر المواطنون إلى الدفع نقدًا أو المغادرة دون تزويد سياراتهم بالوقود، فى مشهد أعاد النقود الورقية إلى الواجهة وسط عجز رقمى واضح.

فى محطة وقود بمنطقة المبتديان التابعة للسيدة زينب، وقف حمادة شايب، شاب ثلاثينى يعمل بالمحطة، يراقب الطوابير تتشكل وتتفكك فى مشهد عبثى، ويقول لـ«المصري اليوم»: «كل حاجة كانت واقفة، واللى جاى يفوّل بنزين كان بيحاول يسحب، ولو مش معاه نقدى خلاص بيمشى من غير ما يمون. مفيش وسيلة يدفع بيها غير الفلوس الكاش».
وفى الاتجاه نفسه، يوضح أبو محمد، خمسيني يعمل بمحطة وقود القصر العينى، أن محطات عديدة واجهت نفس الأزمة: «المكنة بتاعة الدفع الإلكترونى ما كانتش شغالة، وكل حاجة كانت متوقفة. كنا بنقول للناس: (اركن وروح اسحب من البنك)، بس لما يروح البنك يلاقيه برضه مش شغال، فكان يرجع لنا مش عارف يعمل إيه. بعضهم كان بيمشى، والبعض بيحاول يلاقى طريقة».
ويضيف: «الدنيا بدأت تتحسن شوية، لأن فى بعض البنوك رجعت تشتغل، لكن لسه الوضع مش مستقر خالص، مش زى العادي».
«بنقول من الباب: الفيزا مش شغالة»... من داخل محطة القصر العينى أيضًا، روى أحد العاملين جانبًا آخر من المشهد: «كل حاجة تعطلت. كنا بنقول للناس قبل ما يبتدى التموين: الفيزا مش شغالة، حاول تسحب أو تدبر فلوس. ولو مقدرش يدفع، كان بيمشى، مفيش حل تاني».
ويعلّق: «المشكلة مش عندنا إحنا بس، دى فى البلد كلها. كل القطاعات شُلّت. المشكلة إن البلد ما ينفعش تعتمد على نقطة واحدة بس زى سنترال رمسيس. لو حصل فيه حاجة، الدنيا كلها بتقف. كان لازم يكون فى بدائل».
ماهر صلاح، شاب ثلاثينى، حاول الوصول لمحطة وسط القاهرة، لكن سرعان ما اصطدم بالواقع: «كنت نازل من التحرير على عبد المنعم رياض، والشارع مليان عربيات ماشية على الفاضى. البنزينات كلها واقفة، واللى معاه فيزا مش عارف يدفع، واللى معهوش كاش خلاص بيروح».
ويضيف: «حتى اللى رايح يسحب كاش، مفيش مكان يسحب منه. الناس بقت عاملة حسابها على الفيزا، بس فجأة مفيش فيزا ولا كاش. الناس تركن عربياتها وتروح البيت، مفيش حل تانى».
فى محطة دار الحكمة، تحدّث أحمد أبو الخير، أحد العاملين، قائلًا: «اتأثرنا جدًا بالحريق. فيزا الدعم وقفت، وحتى الفيزا البنكية العادية ما كانتش شغالة. محدش بيمون دلوقتى لا بدعم ولا بفيزا».
أما إسماعيل، رجل أربعينى يعمل بمحطة بنزين تابعة لمصر للبترول، فيشير إلى أن: «الفيزا بتاعة الدعم من يوم الحريق وهى واقفة، وحتى فيزا البنك العادية ما اشتغلتش غير بعد يومين. والناس اللى مش معاها كاش، خلاص بتروح. الأمور كانت متوقفة على كل الناس».
رشاد، مدير محطة وقود، يلخص المشهد بكلمات عملية تعبّر عن محاولة تسيير الأمور رغم الأزمة: «طبعًا تأثّرنا، ساعات السيستم يشتغل وساعات لا. لكن اللى بيحصل إننا بنحاول نمشى الناس على قد اللى معاهم. لو معاه مبلغ بسيط بنمونه بيه. محدش بياخد زيادة، بنحاول نخلى البنزين على قد الجيب».