تشهد مواقع التواصل الاجتماعي، عدد كبير من التريندات والتحديات التي تمثل خطورة كبيرة على الأطفال والمراهقين.

عاد إلى الواجهة مجددًا أحد أخطر التحديات على منصة TikTok وهو تحدي كتم النفس (Blackout Challenge) فيه يُحاول الشخص حبس نَفَسه حتى يُغمى عليه، بهدف الشعور المؤقت بالنشوة. لكن هذه «اللعبة القاتلة» أودت مؤخرًا بحياة طفل بريء اسمه سيباستيان.
طفل بريطاني يفقد حياته بسبب «تحدي كتم النفس»
في مدينة كاسلفورد البريطانية، مساء 27 يونيو 2025، قرر سيباستيان، وهو طفل في الثانية عشرة من عمره، أن يجرّب التحدي.
[image:4:center]
كتم نَفَسه حتى فقد وعيه، لم يكن أحد معه، مرت الدقائق بصمت، دخلت عائلته لتجده ممددًا، بلا حراك، اتصلوا بالإسعاف فورًا، وتم نقله إلى المستشفى، لكن الأوان كان قد فات، الدماغ توقّف عن العمل بسبب نقص الأوكسجين وأُعلن وفاته رسميًا.
سيباستيان كان موهوبًا، يعزف الموسيقى، يحب الرسم، دائم الابتسام، لكنه رحل… بسبب «لعبة» على الهاتف.
فقد الطفل البريطاني حياته بعد مشاركة في التحدي الخطير المنتشر على تطبيق «تيك توك»، والذي أسفر عن وفاة العديد من الشباب حول العالم، بحسب ما ذكرت «نيويورك بوست».
قد يهمك: «تحدي كتم النفس».. وفاة طفل بريطاني بسبب مشاركته في تحدي الموت على «تيك توك»
ما هو تحدي كتم النفس؟
ظهر أول مرة منذ سنوات، ينتشر على منصات مثل TikTok يقوم فيه الشخص بخنق نفسه يدويًا أو باستخدام وشاح حتى يفقد الوعي.
والنتيجة قد تكون شعورًا بالنشوة، لكن في كثير من الحالات: تلف دماغ أو موت فوري ووفق تقارير صحفية، على الأقل 20 طفلًا حول العالم لقوا حتفهم بسبب هذا التحدي خلال 18 شهرًا فقط، 15 منهم كانوا في سن الثانية عشرة أو أقل.. هذا رقم صادم، وهذه ليست حالات فردية.
[image:3:center]
استشاري نفسي: «تحدي كتم النفس» خطر على الأطفال
وفي هذا الصدد تقول منة إسماعيل، الخبيرة النفسية، إنه بالرغم من التحذيرات المتكررة من خطورة تحديات مواقع التواصل، إلا أن عدد متزايد من الأطفال والمراهقين ينجذبون إلى خوض تجارب خطيرة قد تودي بحياتهم، وعلى رأسها «تحدي كتم النفس»، المنتشر مؤخرًا عبر تطبيق «تيك توك».
وأضافت أن هذه الظاهرة المثيرة للقلق تسلط الضوء على دوافع نفسية واجتماعية معقدة، تبدأ من حب المغامرة وفضول التجربة، ولا تنتهي عند الرغبة في لفت الأنظار وتحقيق مشاهدات عالية.
عائلات الضحايا لم تسكت
في فبراير 2025، تم رفع دعاوى قضائية ضد منصة TikTok في الولايات المتحدة وبريطانيا، تتهم المنصة بالسماح لهذا المحتوى الخطير بالوصول للأطفال، بل والترويج له عبر خوارزمياتها.
من نص الدعوى: «خوارزمية TikTok» استهدفت أطفالنا بمحتوى قاتل، لزيادة الأرباح، تمت التضحية بأرواحهم.
وكتبت قريبة سيباستيان في حملة لجمع التبرعات: «كان سيباستيان كل شيء لنا، لحظة واحدة فقط غيرت حياتنا كلها، لا يجب أن يدفن أي والد طفله بهذا الشكل».
4 من الضحايا الذين وردت أسماؤهم في القضية:
1.إيزاك، 13 عامًا
2. آرتشي، 12 عامًا
3. جولز، 14 عامًا
4. مايا، 13 عامًا
وأكدت الخبيرة النفسية منة إسماعيل لـ «المصري اليوم» أن حب التحدي لدى الطفل يعد جزءًا طبيعيًا من مراحل النمو، لكن الخطر يتضاعف في ظل غياب وعي الوالدين، خصوصًا مع الانفتاح الواسع للأطفال على عالم الإنترنت، دون رقابة أو توجيه كافي، ويعد حب الظهور، وتعويض مشاعر النقص أو الفشل.
وهي أحد أبرز الأسباب التي تدفع الأطفال إلى مثل هذه التحديات، بالإضافة إلى التأثر الكبير بعدد المشاهدات التي تحظى بها تلك الفيديوهات، ما يشعل لديهم رغبة في التفوق على أقرانهم، ولو على حساب سلامتهم.
وعن الأضرار النفسية والجسدية الناتجة عن تحدي «كتم النفس»، حذرت إسماعيل من خطورة ممارسته بشكل عشوائي، موضحة أن التمرينات التنفسية تستخدم في العلاج النفسي بطريقة مدروسة وتحت إشراف مختص، أما كتم النفس لفترات طويلة، فقد يؤدي إلى تسارع خطير في ضربات القلب، وانخفاض نسبة الأكسجين، ما يهدد بجلطة مفاجئة أو تسبب الوفاة، خاصة لدى الأطفال ذوي البنية الضعيفة.
[image:2:center]
وأوضحت على أن ارتفاع مستوى الأدرينالين في أجساد الأطفال خلال هذه التحديات، يمنعهم من الشعور بالخطر أو الألم، ويزيد من رغبتهم في كسر الأرقام السابقة، ما يدخلهم في دائرة خطرة من التنافس المميت.
وفي نفس السياق، قدمت المعالجة النفسية مجموعة من النصائح للآباء، أبرزها:- - ضرورة الوعي بسلوكيات الأبناء وميولهم النفسية، والتدخل المبكر عند ملاحظة ميلهم للتحدي أو المخاطرة، عبر تقديم بدائل آمنة تشبع فضولهم، مثل الألعاب التعليمية أو الأنشطة الرياضية.
- - أهمية الحوار مع الطفل دون إجبار أو قمع، لأن المنع الصارم قد يؤدي إلى نتائج عكسية.
- - تقليص الوقت الذي يقضيه الطفل أمام الشاشات، ومراقبة المحتوى الذي يتابعه على منصات التواصل الاجتماعي، فضلًا عن تخصيص وقت نوعي من الأهل لأبنائهم، لتعويض النقص العاطفي أو التربوي الذي قد يدفعهم نحو التريندات الخطرة.
وفي النهاية، اختتمت الخبيرة النفسية تصريحاتها، بأن انجراف الأطفال وراء تحديات «التريند» على السوشيال ميديا لا يعكس فقط تهورهم، بل يكشف أيضًا عن غياب رقابة حقيقية من الأهل، وضرورة إعادة النظر في شكل العلاقة الأسرية في زمن الإنترنت المفتوح.
وفي النهاية، اختتمت الخبيرة النفسية تصريحاتها، بأن انجراف الأطفال وراء تحديات «التريند» على السوشيال ميديا لا يعكس فقط تهورهم، بل يكشف أيضًا عن غياب رقابة حقيقية من الأهل، وضرورة إعادة النظر في شكل العلاقة الأسرية في زمن الإنترنت المفتوح.