كارثة تكساس، تعرضت ولاية تكساس الأمريكية لكارثة طبيعية، تسببت في حالة من الرعب بين سكان الولاية، بسبب العواصف التي ضربت إحدى مقاطعات الولاية "ولاية كير"، ما تسبب في ارتفاع منسوب نهر جوادالوبي بشكل كبير، وأدى لمصرع 24 شخصًا بسبب الفيضانات الشديدة، بالإضافة لمفقودين من بينهم أطفال.

24 شخصًا لقوا حتفهم نتيجة الفيضانات الشديدة
وأكد مسؤولون بالولاية، خلال مؤتمر صحفي، أن 24 شخصًا لقوا حتفهم نتيجة الفيضانات الشديدة، التي بدأت، أمس الجمعة، في ولاية تكساس التي تعرضت لعواصف شديدة ضربت مقاطعة كير طوال الليل، مما تسبب في ارتفاع منسوب نهر جوادالوبي بشكل كبير.
وقال لاري ليثا، قائد شرطة مقاطعة كير، خلال المؤتمر الصحفي "إن الفيضانات الشديدة في تكساس أسفرت عن مقتل 25 شخصًا على الأقل، ولا يزال عدد غير معروف من الأشخاص في عداد المفقودين".

وقال لاري ليثا: "إنهم ما زالوا يخطرون أقارب الضحايا، لذلك لن يكشفوا عن هوياتهم في الوقت الحالي".
بينما أكد الجنرال توماس سويلتزر، من الحرس الوطني في تكساس، أن "فرق الإنقاذ نجحت في إجلاء أو إنقاذ 237 شخصا، وتم تنفيذ 167 من هذه العمليات بواسطة طائرات هليكوبتر".
إعلان 15 مقاطعات منكوبة في تكساس
ووقع حاكم ولاية تكساس جريج أبوت، خلال المؤتمر الصحفي، على إعلان الكارثة لـ 15 مقاطعات (بانديرا، وكوك، وكومال، وكونشو، وجيليسبي، وكيندال، وكير، وكيمبل، ويانو، وماسون، ومكولوتش، ومينارد، وريفز، وسان سابا، وتوم جرين).
وأكد المسئولين أن الكارثة كبيرة، حيث استخدمت قوات الإنقاذ 30 قاربًا و167 مركبةً للطرق الوعرة في جهود الإنقاذ، ومن المتوقع أن تستمر عمليات الإنقاذ، للبحث عن مفقودين أو ناجين، ومن المتوقع أن تشارك ثماني طائرات هليكوبتر في عمليات الإنقاذ، مع مشاركة وزارة الأمن الداخلي في العمليات.

وقال مسؤولون بالولاية إنهم توقعوا سقوط أمطار تتراوح ما بين 4 إلى 8 بوصات فقط، لكن لم يتوقع أحد سقوط ما بين 12 إلى 14 بوصة من الأمطار في المنطقة.
كما قال فريمان مارتن، مدير إدارة السلامة العامة: "سنبقى هنا لأيام قادمة. هذا لن ينتهي. غدًا سيكون يومًا بالغ الأهمية".
تحذيرات بضرورة إخلاء المنطقة واتخاذ الاحتياطات اللازمة
ويحذر المسؤولون سكان منطقة سبرينج برانش من ضرورة إخلاء المنطقة واتخاذ الاحتياطات اللازمة، حيث من المتوقع أن يصل نهر جوادالوبي إلى ذروته وهذا يشكل خطرًا كبيرًا لحدوث فيضان!
وقال مسؤولون محليون إنه تم تأكيد مقتل 13 شخصًا، بعد أن اجتاحت الفيضانات الشديدة مقاطعة كير، حيث دمرت المنازل ومواقع التخييم ومواقف السيارات الترفيهية بسبب المياه المتدفقة.
وتأثرت المخيمات المحلية والمخيمات الصيفية بشدة، حيث أفاد مخيم ميستيك بوجود 23 من المخيمين في عداد المفقودين بعد أن اجتاحت مياه الفيضانات المخيم.
وعانت منطقة هيل كانتري في تكساس من الموت والكوارث، أمس الجمعة، بعد الإبلاغ عن وفيات متعددة نتيجة الأمطار الغزيرة التي سقطت خلال ساعات، مما دفع فرق البحث إلى إجراء عمليات إنقاذ بالقوارب حيث هددت المياه سريعة الحركة مجتمعات السواحل النهرية ومعسكرات الأطفال الصيفية.
وحث سكان مقاطعة كومال الآن على إخلاء المناطق المنخفضة بالقرب من خط مقاطعة كيندال- كومال بالقرب من نهر جوادالوبي.

عشرات الأطفال مفقودين في الفيضان
وتؤكد والدة أحد الأطفال في معسكر ميستيك أن بعض الأطفال في عداد المفقودين، فيما نفذت الفرق عشرات عمليات الإنقاذ، واستمرت الاستجابة للطوارئ في ظل وجود عدد غير معروف من الأشخاص في عداد المفقودين.
وتوسل السكان الذين لديهم أطفال وأقارب في المخيمات الصيفية بالمنطقة للحصول على معلومات عن أطفالهم بعد تعرضهم للخطر بسبب الفيضانات.
وأكد القاضي روب كيلي، كبير المسؤولين المنتخبين في المقاطعة، وقوع وفيات جراء الفيضانات وعشرات عمليات الإنقاذ من المياه حتى الآن.
وقال إنه نُصح بعدم ذكر أرقام محددة، وأن السلطات لا تزال تعمل على تحديد هوية الضحايا.
وقال كيلي، خلال مؤتمر صحفي، عن عدد الوفيات: "معظمهم لا نعرف من هم. كان أحدهم عاريًا تمامًا، ولم يكن يحمل أي هوية. نحاول تحديد هوية هؤلاء الأشخاص، لكننا لم نحصل عليها بعد".
صراخ في النهر وحكايات من قلب المأساة
وكشفت إحدى المقاطع المصورة لأحد سكان المنطقة أن سمع صراخ لأناس جرفت مياه النهر سياراتهم، وهناك محاصرين في قلب مياه النهر، مؤكدًا أن الحالة كارثية، وأن هناك عشرات الأطفال الصغار مفقودين بسبب فيضان النهر، واختفت عائلة مكونة من أربعة أفراد، بينهم طفل يبلغ من العمر 8 سنوات وفتاة تبلغ من العمر 3 سنوات، أمس الجمعة، بعد أن اجتاحت مياه الفيضانات المنزل الذي كانوا يقيمون فيه.
وحكت عائلة إيرين بيرجيس، التي تعيش في منزل قبالة النهر مباشرةً، في حي بامبل بي هيلز غرب إنجرام "عندما استيقظت على صوت الرعد الساعة صباح الجمعة، قالت: "كان المطر غزيرًا، لكن لم يكن هناك أي مشكلة".

وأضافت "بعد عشرين دقيقة فقط، المياه كانت تتسرب عبر الجدران وتندفع عبر البابين الأمامي والخلفي. ووصفت ساعةً عصيبةً قضتها وهي متشبثةً بشجرة تنتظر انحسار المياه بما يكفي لتسلق التل سيرًا على الأقدام إلى منزل أحد جيرانها".
وقالت إيرين بيرجيس "طفت أنا وابني إلى شجرة حيث تشبثنا بها، بينما طار صديقي وكلبي بعيدًا. ضاع لفترة، لكننا وجدناهما"، وأضافت بيرجيس عن ابنها البالغ من العمر 19 عامًا: "لحسن الحظ، طوله يزيد عن 1.8 متر. الشيء الوحيد الذي أنقذني هو التمسك به".
التحذيرات تجاهلت وقوع الفيضانات
المفاجأة أن تحذيرا من الفيضانات تم إصداره عن كميات متفرقة من المياه المتصاعدة بما يصل إلى 17 سم، وتحول التحذير المطر لتحذير من الفيضانات لما لا يقل عن 30 ألف شخص، التي حدثت بشكل مفاجيء، حيث أكد أحد سكان بالولاية "ليس لدينا نظام تحذير، ولم نكن نعلم أن هذا الفيضان قادم".

لم يكن أحد يعلم بقدوم هذا النوع من الفيضانات، قال أحد السكان: "لدينا فيضانات مستمرة. هذا هو أخطر وادي نهر في الولايات المتحدة".
ونشر عشرات الأشخاص على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك طلبات للحصول على أي معلومات عن أبنائهم أو أبناء إخوانهم وأخواتهم الذين يذهبون إلى أحد المعسكرات العديدة في المنطقة، أو أفراد عائلاتهم الذين ذهبوا للتخييم خلال عطلة نهاية الأسبوع.
العواصف المدمرة تخلف جروحًا عميقة
جدير بالذكر أن منطقة تكساس هيل كانتري، بوابة خلابة وصخرية لكروم العنب المزدهرة وبيوت العطلات، تبدأ غرب عاصمة الولاية، وتُعد وجهة صيفية شهيرة في الهواء الطلق. أجزاء من المنطقة معرضة للفيضانات المفاجئة.
وتشهد ولاية نيوجيرسي أيضًا وفيات بسبب الطقس القاسي، وفي الوقت نفسه، ألقي باللوم على العواصف الرعدية القوية في وفاة ثلاثة أشخاص على الأقل في وسط نيوجيرسي، بما في ذلك رجلان في بلينفيلد توفيا بعد سقوط شجرة على سيارة كانا يستقلانها أثناء ذروة العاصفة هناك، وفقًا لمنشور على فيسبوك للمدينة.
وألغت المدينة موكب الرابع من يوليو، والحفل الموسيقي، وعرض الألعاب النارية الذي كان مقررًا. وصرح ماب بأن العواصف "المدمرة "خلّفت" جروحًا عميقة وأضرارًا واسعة النطاق" في المنطقة التي يزيد عدد سكانها عن 54 ألف نسمة، وأن الوقت قد حان "لإعادة تنظيم صفوفنا وتركيز كل طاقاتنا على التعافي".