في الذكرى الثانية عشرة لثورة 30 يونيو 2013، تظل ذكرى الأبطال الذين ضحوا بحياتهم دفاعًا عن الوطن حية في ذاكرة المصريين، ومن بين هؤلاء الأبطال يبرز اسم اللواء نبيل فراج الذي ارتبط اسمه بأحداث تطهير منطقة كرداسة من العناصر الإرهابية، بعد أن شهدت المنطقة واحدة من أبشع الجرائم في تاريخ مصر الحديث.

من كرداسة إلى الشهيد
تُعد مواجهة الشرطة للإرهابيين في كرداسة من أبرز محطات التصدي للإرهاب بعد فض اعتصام رابعة العدوية والنهضة، حيث كانت المنطقة تمثل بؤرة للتطرف والعنف.
اللواء نبيل فراج، قائد عملية تطهير كرداسة، كان في مقدمة رجال الشرطة الذين واجهوا الإرهاب بحسم وقوة، مؤمنًا أن تصدي الدولة للإرهاب يجب أن يكون لا يتوقف حتى يتم القضاء عليه تمامًا.
التضحية والبطولة
كانت عملية تطهير كرداسة في سبتمبر 2013، واحدة من أصعب العمليات التي خاضها رجال الشرطة بعد فض الاعتصام.
تقدم اللواء نبيل فراج قواته بكل شجاعة، في مواجهة عناصر إرهابية مسلحة، كانوا قد ارتكبوا مذبحة راح ضحيتها العديد من رجال الشرطة، من بينهم مأمور قسم كرداسة وأفراد آخرين.
وفي لحظات من العمل البطولي، استشهد اللواء فراج أثناء مداهمة العناصر الإرهابية، تاركًا وراءه تاريخًا من التضحية والوفاء في خدمة وطنه.
الرجل الذي لا يُنسى
كان اللواء نبيل فراج رمزًا للالتزام والكفاءة. من مواليد محافظة سوهاج، تمتع بشعبية واسعة بين زملائه ورؤسائه، حيث كان معروفًا بعلاقته الطيبة مع الجميع، سواء في محيط عمله أو في حياته الشخصية. تميز
بكونه قائدًا حكيمًا، وكان يهتم دائمًا بتطوير كفاءاته المهنية والقيادية. كما كان رجلًا عائليًا من الطراز الأول، فقد كان الأب المثالي الذي كرّس وقته واهتمامه لعائلته، وحرص على أن يكون قدوة لأبنائه.
التكريم والذكرى
حرصت الدولة المصرية ومؤسساتها على تكريم اللواء نبيل فراج في مختلف المحافل، حيث جرى تكريمه مرارًا وتكرارًا تقديرًا لما قدمه من تضحيات جسام. لم تقتصر تكريمات الدولة على تكريمه شخصيًا، بل كانت تشمل أيضًا رعاية أسرته، حيث تحرص المؤسسات على تلبية احتياجاتهم ودعمهم بشكل دائم.
في ذكرى ثورة 30 يونيو 2025، تتجدد ذكرى استشهاد اللواء نبيل فراج، الذي أصبح رمزًا للبطولة والفداء. ستظل ذكرى تضحياته حيّة في قلوب المصريين، لتكون درسًا في التضحية وحب الوطن، ولتُذّكرنا جميعًا بأن الرجال الذين ضحوا من أجل مصر في مواجهة الإرهاب، هم الأبطال الذين سيظل التاريخ يخلّدهم.