استهدف الإرهاب البشع كنيسة مار إلياس في حي الدويلعة بالعاصمة السورية دمشق، حيث فجر انتحاري نفسه داخل الكنيسة خلال إقامة قداس، ما أسفر عن مقتل 20 شخصًا على الأقل وإصابة أكثر من 50 آخرين، بحسب ما أكدته وزارة الصحة السورية.

ووفق بيان صادر عن وزارة الداخلية السورية ، فإن الهجوم نفذه عنصر تابع لتنظيم “داعش”، دخل الكنيسة متخفيًا، وشرع بإطلاق النار على المصلين قبل أن يفجر نفسه. وأشارت مصادر أمنية إلى وجود منفذ ثانٍ أطلق النار خارج المبنى،
وقد أعاد التفجير إلى الأذهان مشاهد العنف الطائفي التي سادت خلال السنوات الأولى من الحرب، وأثار مخاوف من عودة التنظيمات المتطرفة إلى الواجهة مستغلة الفراغات الأمنية في البلاد.
ردود الفعل الدولية جاءت سريعة وقوية، إذ أدانت الأمم المتحدة التفجير، ووصفت ما حدث بأنه “جريمة مروعة تستهدف المدنيين ودور العبادة”، داعية إلى فتح تحقيق دولي ومحاسبة الجناة.
أما الاتحاد الأوروبي، فقد عبّر عبر عدد من العواصم الأوروبية عن استنكاره الشديد، حيث وصفت بريطانيا وألمانيا وفرنسا الهجوم بـ”العمل الإرهابي الجبان”، مؤكدين تضامنهم مع الشعب السوري.
من جهتها، أدانت تركيا الهجوم بشدة، ووصفت ما حدث بأنه “استهداف غادر لحرية العبادة”، في حين أكدت الولايات المتحدة التزامها بدعم الشعب السوري في مواجهة التحديات الأمنية، وطالبت بملاحقة المتورطين ومن يقف خلفهم.
وقد تسبّب الهجوم في حالة من الصدمة والحزن داخل المجتمع المسيحي السوري، لا سيما أن كنيسة مار إلياس تُعد من أبرز الكنائس التاريخية في دمشق، وتشهد حضورًا واسعًا في الأعياد والطقوس الدينية.
ويرى مراقبون أن هذا النوع من الهجمات يهدد مسار السلام ويستهدف ضرب النسيج الوطني السوري، وزرع الخوف في صفوف الأقليات الدينية التي كانت تأمل في مرحلة جديدة أكثر أمنًا وانفتاحًا.