ارتفع عدد ضحايا التفجير الإرهابي الذي استهدف كنيسة مار إلياس للروم الأرثوذكس في حي الدويلعة بالعاصمة دمشق إلى 22 شهيدًا من المصلين المسيحيين، بينهم نساء وأطفال، وذلك بعد أن فجّر انتحاري حزامًا ناسفًا داخل الكنيسة خلال قدّاس مساء الأحد.

ويُعد هذا الهجوم الأول من نوعه في سوريا، إذ لم يُسجل في السابق أن تم استهداف مصلين داخل كنيسة أثناء أدائهم لشعائرهم الدينية عبر تفجير انتحاري مباشر، ما يجعل هذه الجريمة محطة خطيرة في مسار استهداف الأقليات الدينية ودور العبادة في البلاد.
ورغم تسجيل حوادث اعتداء سابقة على كنائس وأديرة، لا سيما خلال فترة سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" على مناطق في محافظة الحسكة عام 2015، فإن تلك الاعتداءات تمثلت غالبًا في أعمال تخريب أو نهب أو هجمات غير مباشرة، دون أن تصل إلى هذا النوع من المجازر الجماعية داخل الكنائس.
ويؤشر هذا التفجير على تصعيد خطير وممنهج ضد المكوّن المسيحي السوري، ويأتي في وقتٍ بالغ الحساسية، وسط استمرار التوترات الأمنية، وتنامي المخاوف من عودة نشاط خلايا التنظيمات المتطرفة في بعض المناطق السورية.
وفي بيان رسمي، حذر المرصد السوري لحقوق الإنسان من تصاعد خطر خلايا تنظيم "الدولة الإسلامية" في عدة مناطق داخل سوريا، معتبراً أن هذا الهجوم يشكل تهديدًا مباشرًا للأمن والسلم الأهلي في البلاد.
وأضاف المرصد:"ندين بأشد العبارات هذه العمليات الإرهابية التي تستهدف السلم الأهلي وتقوض استقرار المجتمع السوري، وتؤدي إلى سقوط أبرياء من المدنيين بمن فيهم النساء والأطفال".
كما دعا إلى تعزيز الجهود الأمنية والتنسيق الوطني لمواجهة محاولات زرع الفتنة وتأجيج الخلافات الطائفية والدينية، مؤكدًا أن استهداف دور العبادة هو اعتداء على كل السوريين دون استثناء.