القائمة الأقباط اليوم أبحث
أهم الأخبار

هل يُصلح «بابا الفاتيكان» ما أفسده قادة الحرب؟! بقلم حمدي رزق

بقلم حمدي رزق

الانطباعات الأولى تدوم، والانطباع الأول الذى رشح عن بابا الفاتيكان البابا لاوُن الرابع عشر فى أول مقابلة إعلامية لهيئة الإذاعة العامة الإيطالية، رجل سلام، يدعو لسلام البشرية، وترنيمته المفضلة طوبى للساعين إلى السّلامِ، فَإِنَّهُم أبناءَ اللَّهِ يُدعَون.

هل يُصلح «بابا الفاتيكان» ما أفسده قادة الحرب؟! بقلم حمدي رزق

تتعلق القلوب حول العالم فى الأزمات بالقادة الروحيين، علهم يسكبون من أرواحهم الطيبة ماء باردًا يطفئ نيران الحروب المستعرة فى ثياب البشرية. الكوكب الأرضى ينام على أزيز المسيرات، وهدير الصواريخ، ودوى المدافع، والوغى يصم الآذان، الوغى صوت الجيوش فى الحرب، تهفو البشرية لصوت السلام، بردًا وسلامًا.

لو متّن بابا الفاتيكان نداء السلام الشفاهى، بالدعوة إلى قمة للقادة الروحيين من مختلف الديانات حول العالم فى الفاتيكان، يصدر عنها نداء السلام لرسم نفسه بابا السلام ولافتتح عهدته البابوية بجليل الأعمال وأعظمها.

ولن يجد حرجًا أو ممانعة، علاقة الفاتيكان بالمراجع الدينية العالمية طيبة، سيما بالأزهر الشريف، وللأزهر مكانته الروحية فى نفوس المسلمين.

البابا لاوُن الرابع عشر، يعتوره القلق جراء تزايد الصراعات العالمية مقلق للغاية، ويحث قادة العالم على السعى لتحقيق السلام بـأى ثمن.. وهذا ما يعجل بدعوته لقمة السلام، خير النداء عاجله.

البابا فى أول ظهور إعلامى يجدد (النداء الفاتيكانى) من أجل السلام، والسعى بكل الوسائل لتجنب استخدام الأسلحة، والسعى إلى الحوار عبر الوسائل الدبلوماسية. يوجه النداء مجددًا، دعونا نجتمع معًا للبحث عن حلول، وهناك الكثير من الأبرياء يموتون، وعلينا دائمًا تعزيز السلام.

ليست بجديدة على بابا الفاتيكان، وكل من ارتقى الكرسى الرسولى، يلهج لسانه بالسلام، لا يهم جنسية البابا، (البابا لاوُن الرابع عشر أمريكى الجنسية)، الكرسى الرسولى تقاليده راسخة، كرسى السلام، والوصف الذى يلازم بابا روما، بابا السلام.

سلفه البابا فرنسيس قدس الله روحه، أنفق زهاء باباويته (من 13 مارس 2013 م حتى وفاته فى 21 أبريل 2025 م) داعيًا للسلام، كارهًا الحرب، وآخر وصاياه السلام. السلام فى المسيحية هو عطية السيد المسيح للناس، فقال عليه السلام:

سلامى أترك لكم، سلامى أنا أعطيكم، والشخص المملوء بالسلام لا يقلق ولا يضطرب ولا ينزعج مهما كانت الأمور ضاغطة من الخارج.. إن سلامه لا يعتمد على الظروف الخارجية، وإنما يعتمد على ثقته بحفظ الله ورعايته وثقته بوعود الله.

بابا الفاتيكان البابا لاوُن الرابع عشر، رأس الكنيسة الكاثوليكية، البابا السابع والستون بعد المئتين يتحدث من كرسى القديس بطرس الرسول إلى قادة العالم، يجب ألا نعتاد على الحرب أبدًا، كما حذّر من إغراء استخدام أسلحة قوية ومتطورة.

البابا فى تطبيق عملى لدعوته للسلام، عرض استضافة محادثات بين (روسيا وأوكرانيا)، ودعا قادة الحرب إلى التحلى بـالمسؤولية والعقلانية فى إشارة إلى الصراع بين إيران وإسرائيل، قالها بمسؤولية روحية، يجب السعى إلى الالتزام ببناء عالم أكثر أمانًا، خالٍ من التهديد النووى من خلال لقاءات قائمة على الاحترام، وحوار صادق لبناء سلام دائم، قائم على العدالة والإخاء والصالح العام.

ومنقول عنه، ومنسوب إليه: لا ينبغى لأحد أن يهدد وجود الآخر أبدًا، ومن واجب جميع الدول دعم قضية السلام، وبدء مسارات المصالحة، وتعزيز الحلول التى تضمن الأمن والكرامة للجميع.

حمدي رزق - المصرى اليوم
21 يونيو 2025 |