القائمة الأقباط اليوم أبحث
أهم الأخبار

ما الذي يجري بجوار كنيسة العذراء بالمعادي؟ لودرات في قلب الموقع المقدّس تُشعل الغضب.. وأهالي الكنيسة يناشدون رئيس الجمهورية

تداول نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي مشاهد مثيرة للقلق من محيط كنيسة العذراء مريم بالمعادي، إحدى أبرز المحطات المقدسة في مسار العائلة المقدسة بمصر. وقد أظهرت الصور ومقاطع الفيديو لودرات ومعدات ثقيلة تعمل داخل الأرض الملاصقة للكنيسة، الأمر الذي أثار موجة من التساؤلات والدهشة بين الأهالي والزوار.

ما الذي يجري بجوار كنيسة العذراء بالمعادي؟ لودرات في قلب الموقع المقدّس تُشعل الغضب.. وأهالي الكنيسة يناشدون رئيس الجمهورية

تساءل كثيرون: هل يجري تنفيذ مشروع تطويري جديد تابع للكنيسة ضمن خطة الدولة لإحياء مسار العائلة المقدسة؟ أم أن هناك شيئًا آخر يجري في الخفاء؟

لكن سرعان ما اتضح أن الواقع مختلف تمامًا عمّا كان يُظن، حيث تصاعدت حالة من الاستياء بين رعايا الكنيسة وشعبها، بعدما تبيّن أن ما يحدث يتم دون علم الكنيسة أو تنسيق معها، بل وفي تعدٍّ صريح على أرض ملاصقة للمزار الديني والتاريخي، وهو ما دفعهم إلى توجيه مناشدة عاجلة إلى رئيس الجمهورية للتدخل ووقف ما وصفوه بـالعبث.

وقد جاء في هذا النداء كلمات مؤثرة، قالت فيها الكنيسة:

نرفع إلى سيادتكم هذا النداء العاجل، ونحن نضع بين أيديكم ملفًا بالغ الأهمية والحساسية، يمس أحد أهم المعالم الدينية والتاريخية في مصر، وهي كنيسة السيدة العذراء، إحدى المحطات الرئيسية في مسار العائلة المقدسة، الذي يعد من أبرز المزارات الدينية والسياحية على مستوى العالم، وتولي الدولة له أهمية خاصة في خطط التنمية السياحية والروحية.

وأشار النداء إلى أن الكنيسة لم تكن في يوم من الأيام عائقًا أمام أي مشروع تطوير أو توسعة، بل كانت شريكًا في البناء، وقدمت من أراضيها دعمًا لمشروعات الطرق والخدمات، إيمانًا منها بدورها الوطني

والروحي، لكنها فوجئت مؤخرًا بتصرفات من بعض الجهات التنفيذية تضرب بكل الاتفاقات الموقعة عرض الحائط، من دون تنسيق، ومن دون اعتبار لقدسية المكان أو للبعد التاريخي الذي يضع هذا الموقع في مكانة عالمية.

الخطير في الأمر، كما أكده الأهالي، أن هيئة المسطحات المائية هي من تقود هذه التحركات بشكل غير معلن، حيث تعمل بشكل ليلي وسري، على هدم وتغيير معالم الأرض، دون إعلان رسمي، ودون الرجوع إلى الكنيسة أو إلى الوزارات التي شاركت في توقيع الاتفاقات المتعلقة بتطوير مسار العائلة المقدسة.

النداء اختُتم بمناشدة صريحة للرئيس للتدخل الفوري، حيث قالوا:

نناشد سيادتكم بكل الاحترام التدخل الفوري لوقف هذا العبث، والتحقيق في ملابسات هذا الإخلال، وإعادة الأمور إلى نصابها الصحيح، إحقاقًا للعدالة، واحترامًا للاتفاقات، وحفاظًا على قدسية موقع يعد تراثًا مصريًا عالميًا.

الأمر لا يتعلق فقط بموقع ديني مقدس، بل بصورة مصر أمام العالم، فالدولة أعلنت مرارًا أنها بصدد إطلاق مشروع دولي لمسار العائلة المقدسة، وخصصت موارد وخطط ومؤتمرات للترويج له، فهل يُعقل أن يُشوَّه هذا المشروع من الداخل بهذا الشكل؟

وفي ضوء هذه المشاهدة المباشرة، أوجه نداءً من القلب إلى السادة المسؤولين، وأعضاء مجلس النواب بدائرة المعادي، لتوضيح الحقيقة أمام الرأي العام، والتدخل لوقف ما يجري، قبل أن تتحول هذه الأزمة إلى قضية كبرى تمس صورة مصر الحضارية والتاريخية، خاصة في ظل الجهود الكبيرة التي تبذلها الدولة لإبراز قوتها الناعمة وتراثها الديني والإنساني للعالم كله.

كنيسة العذراء في المعادي ليست مكانًا عاديًا، بل هي جزء من خريطة مقدسة للعالم المسيحي، ومعلَم روحي يهم الملايين.

وليس من المقبول أن تُدار الأمور بهذا الأسلوب الغامض في قلب موقع كهذا.

العدالة ليست فقط في القانون، بل في احترام التاريخ، والشفافية، ومكانة الأماكن المقدسة.

وطنى
21 يونيو 2025 |