قال أهل العلم: النبى كل من أوحى إليه من الله تعالى سواء أمر بتبليغ أم لم يؤمر به، فإن لم يؤمر بالتبليغ فهو نبى وليس رسولا، وإن أمر بالتبليغ فهو نبى ورسول.

وقال بعضهم: إن الرسول هو من أوحى إليه بشرع جديد، والنبى هو المبعوث لتقرير شرع من قبله والعمل به، والقول الأول أصح.
على صفحته بمنصة تروث سوشال، كتب الرئيس الأمريكى دونالد ترامب ما نصه: مرسل بمهمة من الرّب.. ولا شىء يمكنه وقف ما هو قادم!!.
الرئيس الأمريكى (استغفر الله) يزعم نبوة ورسالة فى آن، نبى ورسول معا، أرسله ربه برسالة لم يفصح عنها بعد سيبلغها لاحقا.
إِنَّ اللَّبِيبَ مِنَ الإِشارَةِ يَفْهَم، ما هو قادم، مبعوث العناية الإلهية لا يطلق الكلام هزوا، ترامب جاد يعتقد فى رسوليته، جد مقلق حديث ترامب كونه رئيس ما بالك بكونه مبعوث العناية الإلهية!.
لسان حال ترامب، لست رئيسا عاديا جاء إلى الحكم بالصندوق الانتخابى، ولكنى مبعوث العناية الإلهية، مرسل من السماء، والدليل نجاته من محاولتى اغتيال، هذا ليس طبيعيا، يردد فى قرار نفسه لقد نجوت لأن السماء تحمينى!.
فى خطاب التنصيب وفى ملئه الجمهورى قال ترامب: قبل أشهر نجوت من محاولة اغتيال قطعت أذنى، وأؤمن أننى نجوت منها لسبب.. نجّانى منها الرب لأجعل أمريكا عظيمة مجددا.
ترامب يعتقد اعتقادا جازما أنه مرسل من السماء برسالة، يدعى نبوة، ومدعى النبوة (بين ظهرانينا) هو الشخص الذى يدعى أنه رسول من عند الله، يرسل رسالة إلهية إلى البشر (وهناك عنبر كامل فى مستشفى العباسية لمدعى النبوة الربانية).
لو قالها رئيس يتحدث العربية لقامت معامل التحاليل الأمريكية (الثينك تانك) وما قعدت، ولتوفر على تحليل التدوينة الرئاسية نخبة من المحللين ذوى اللكنة الأمريكية، المتخصصين فى سبر أغوار الكلمات فى العبارات، وتحليل المضمون فى النبوءات.
ولسمعنا من المحلل اللوذعى توماس فريدمان عجبا عن عودة الثيوقراطية الشرق أوسطية فى عصر الذكاء الاصطناعى بعد اندثارها، وقد أحيلت إلى متاحف التاريخ الإنسانى.
ولتبرع المحلل الأمريكى فريد زكريا مقدم برنامج فريد زكريا جى بى إس الأسبوعى على قناة (سى إن إن) لتأصيل الثيُقراطية بضم الياء أو الثيوقراطية تخفيفا، وتعنى حكم رجال الدين، أو الحكومة الدينية أو الحكم الدينى.
(وتُعرف الثيوقراطية بأن تستمد الحكومة شرعيتها من الإله ويدعى الحاكم أنه يحكم باسم الإله).
المتيقن أن ترامب الثانى خلاف ترامب الأول فى عهدته الأولى (قبل بعثته الربانية)، تدوينة ترامب السماوية أثارت تكهنات سياسية فى محاولة تفسير ما قصده (ما هو قادم ولا يمكن وقفه)!.
لطالما نشر ترامب تدوينات بدلالات دينية على صفحاته بمواقع التواصل الاجتماعى كان منها صورة له بالزى الرسمى لبابا الفاتيكان بعد إعلان وفاة البابا فرانسيس، وكذلك بتعليق مازح فيه صحفيين قائلا: أريد أن أصبح البابا الجديد.
ترامب فى أعماقه شعور دفين، حلم من أحلام اليقظة بأنه رسول مرسل من السماء، يرتدى ثيابا فضية، وبجوانح عريضة، ورأس كثغامة فى الغيامة!!.
ترامب يظن أنه مدخر لسعادة البشرية، رسول السعادة السماوية، محظوظة الكرة الأرضية، ومباركة أن وطأها مبعوث العناية الإلهية بحذائه اللامع، هكذا يبشر ترامب الأمريكان بالسعادة الأزلية، ولديه فائض من السعادة ليوزعه على شعوب الأرض!.