قال أديب جودة الحسيني، أمين مفتاح كنيسة القيامة بالقدس، أنه تستمر أعمال الترميم في كنيسة القيامة، أقدس المواقع المسيحية.

وتابع أن هذه الكنيسة، التي تحتضن في داخلها موضع صلب السيد المسيح وقيامته، لا تُعتبر مجرد مبنًى أثريًا، بل هي روح حية نابضة بالتاريخ والقداسة، وقد مرّت عبر القرون بما لم تمر به مواقع كثيرة، فهُدمت وجُدّدت، وأُحرقت وأُعيد بناؤها، وظلت، رغم كل شيء، شاهدة على إيمان لا يُقهر، وسلام يُطلب، ومحبة تتحدى العصور.
خطوات نحو حماية الكنيسة وضمان استقبال زوارها من مختلف أنحاء العالم بأمان
وأضاف الترميمات الجارية حاليًا في أرضية الكنيسة ليست عملًا عابرًا، بل مشروعًا يلامس الجذور العميقة لهذا المكان. شبكات المياه، والمجاري، والكهرباء، والاتصالات التي تُمد في الأرض، ليست إلا خطوات نحو حماية الكنيسة، وضمان استقبال زوارها من مختلف أنحاء العالم، بأمان وكرامة.
وتابع " الحسيني" وسيلي هذه المرحلة رصف الأرضية بحجارتها القديمة ما أمكن، حفاظًا على الطابع التاريخي والروحي للمكان، أما المواضع التي تآكلت حجارتها بفعل الزمن، فستُكسى بحجارة جديدة، تُراعى فيها الروح الجمالية والمعمارية التي تميزت بها الكنيسة منذ قرون.
رسالة إلى الزائرين: الصبر على أمل الجمال القادم
وتابع: نُدرك أن الزائرين قد يواجهون بعض العوائق والتشويش نتيجة الحفريات، وإغلاق بعض المواقع داخل الكنيسة مؤقتًا. لكننا نرجو منكم أن تروا في هذه المشاهد، لا مجرد تراب وأدوات بناء، بل عملًا في سبيل الحفاظ على قداسة المكان وتهيئته لأجيال قادمة.
وأضاف فكما يتطلّب بناء النفس وقتًا وجهدًا، كذلك هو الحال مع الأماكن المقدسة. فلكل حجر يُرفع هنا، نية طاهرة، ولكل يد تعمل، صلاة صامتة من أجل سلام العالم وشفاء أرواح أبنائه.
تاريخ كنيسة القيامة
وكنيسة القيامة أو كنيسة القبر المقدس تختلف عن أي كنيسة أخرى في العالم، وذلك لأنها المكان الذي صلب وقام فيه يسوع المسيح، وتعد من أقدم الكنائس الكبيرة في العالم حيث بنيت عام 335، ورغم أن أغلب الكنيسة القديمة هدمت نتيجة الحروب
والزلازل، وأن ما نراه الآن هو المبنى الذي يعود للقرن الثاني عشر الميلادي الذي بناه قسطنطين منا ماخوس على أنقاض الكنيسة البيزنطية التي بنتها القديسة هيلانة، إلا أن بعض من أجزاء الكنيسة القديمة مازال موجود داخل الكنيسة الحالية.