ألقى قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، عظة بعنوان "دروس من نيقية" خلال القداس الإلهي المشترك الذي أُقيم صباح اليوم في الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، بمشاركة بطاركة وأساقفة الكنائس الأرثوذكسية الشرقية في الشرق الأوسط، وذلك بمناسبة مرور 1700 عام على انعقاد مجمع نيقية المسكوني الأول عام 325م.

وفي كلمته، رحب البابا تواضروس بالآباء المشاركين قائلًا: "هذا يوم مفرح ومجيد في تاريخ كنائسنا الأرثوذكسية وسط أفراح القيامة.. نرحب بكم في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وفي الكاتدرائية المرقسية بالعباسية".
وأكد قداسته، أن القداس المشترك يُعد حدثًا تاريخيًا يُسجل في ذاكرة الكنيسة، حيث يلتقي بطاركة وأساقفة الكنائس معًا في تكرار رمزي لما حدث قبل 17 قرنًا، حين اجتمع آباء الكنيسة لمواجهة بدعة آريوس، وبرز حينها القديس أثناسيوس الرسولي كمدافع عن الإيمان.
وأشار البابا تواضروس إلى أن "ما حدث منذ 1700 عام لا يزال حيًا في كنيستنا"، مشددًا على أهمية الصلاة المشتركة ووحدة الإيمان بين الكنائس الشقيقة.
وتحدث قداسته عن الجلسة الرمزية التي عُقدت عشية الاحتفال، حيث تلا الحاضرون قانون الإيمان واستعرضوا قوانين مجمع نيقية، وناقشوا مقترحات لتعزيز المحبة والوحدة.
وسلّط البابا الضوء على ثلاث دروس رئيسية من مجمع نيقية:
1. المجمعية: روح الحوار والنقاش على أساس المحبة، وهو تقليد مستمر في الكنائس الأرثوذكسية.
2. التلمذة: من خلال العلاقة الروحية والعلمية بين البابا ألكسندروس وتلميذه أثناسيوس، الذي لعب دورًا محوريًا في المجمع.
3. قانون الإيمان: الذي يمثل صياغة واضحة لإيمان الكنيسة، ويجمع كل المسيحيين حول شخص المسيح.
جدير بالذكر، أن بطاركة الكنائس الأرثوذكسية الشرقية الثلاثة في منطقة الشرق الأوسط، ترأسون، القداس الإلهي المشترك للعائلة الأرثوذكسية الشرقية من داخل
الكاتدرائية المرقسية الكبرى بالعباسية، برئاسة قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، وبمشاركة البطريرك مار إغناطيوس أفرام
الثاني، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس والرئيس الأعلى للكنيسة السريانية الأرثوذكسية في العالم، والكاثوليكوس آرام الأول كاثوليكوس الأرمن لبيت كيليكيا الكبير.