أظهرت التحقيقات الأولية في واقعة اتهام هيئة الإسعاف بالتسبب في وفاة الطفلة صوفيا أحمد - وجود شبهة تقصير في تقديم الخدمة الإسعافية وتأخر وصول سيارات الإسعاف إلى موقع الحادث، وتغيير مسارها عن الطريق الصحيح، وفقًا لتصريحات مصدر بهيئة الإسعاف المصرية مطلع على تفاصيل تحقيقات إدارة التفتيش، لـ القاهرة 24.

شبهة تقصير تواجه هيئة الإسعاف المصرية
وأوضح المصدر، الذي طلب عدم نشر اسمه، أن إدارة التفتيش في هيئة الإسعاف فتحت تحقيقًا شاملًا وعاجلًا مع مسؤولي البلاغ في فرع مطروح والبحيرة، فور رصد شكوى والد الطفلة على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي اتهم فيها الهيئة بالتسبب في وفاة ابنته نتيجة قصور في تقديم الخدمة الطبية الطارئة.
وبحسب رواية الأب في منشور على صفحته الشخصية، فإن سيارات الإسعاف تأخرت نحو 25 دقيقة عن موقع الحادث، كما قامت إحدى السيارات بتغيير مسارها إلى مستشفى بعيد رغم خطورة حالة ابنته، ما أدى إلى وفاتها قبل تلقي الإسعافات اللازمة.
من جانبه، أوضح مصدر ثانٍ بهيئة الإسعاف المصرية ومطلع على تفاصيل البلاغ، أن غرفة عمليات إسعاف مطروح من تلقت البلاغ الأولي بوقوع حادث على الطريق الدولي الساحلي، وعلى الفور دفعت بعدد من سيارات الإسعاف إلى الموقع المفترض.
لكن فور وصول السيارات إلى مكان البلاغ لم تجد أي أثر للحادث، وظلت فرق الإسعاف تمشط الطريق بحثًا عن موقع الحادث، ما استغرق وقتًا إضافيًا في ظل غياب تحديد دقيق لمكان البلاغ، بحسب المصدر الثاني، لـ القاهرة 24.
وأضاف المصدر، طالبًا عدم نشر اسمه، أن مثل هذه الحوادث، وخاصة التي تقع على الطريق الدولي الساحلي بين وادي النطرون والعلمين، كثيرًا ما تعاني من عدم وضوح الموقع، وهو ما يتسبب في إرباك وتأخير وصول سيارات الإسعاف.
ومع تعذر وصول سيارات إسعاف مطروح إلى موقع الحادث، تم التنسيق بين غرفة عمليات إسعاف البحيرة ومطروح، وتم الدفع بأقرب سيارات إسعاف تابعة للبحيرة، والتي نجحت في الوصول إلى موقع الحادث الحقيقي على الطريق الدولي الساحلي باتجاه من العلمين إلى وادي النطرون، بعد جهود بحث استغرقت بعض الوقت، بحسب للمصدر.
وأوضح المصدر أن سيارات إسعاف البحيرة فور وصولها إلى موقع الحادث تلقت تعليمات من الغرفة المركزية بنقل المصابين إلى أقرب مستشفى، وهي مستشفى اليوم الواحد بوادي النطرون، وبالفعل قامت عربيتان تابعتان لإسعاف البحيرة بنقل الزوجة والابنة الكبرى والابن، وذلك بناءً على رغبة الأب، بينما رفض نقل طفلته الصغرى التي كانت فاقدة الوعي، قائلًا لطواقم الإسعاف: سيبوها.. دي ماتت.
وفقًا للمصدر، نقلت سيارة إسعاف ثالثة تابعة لفرع مطروح الطفلة المصابة ووالدها، إلا أن السائق انحرف عن المسار وسار في الاتجاه العكسي لفترة، قبل أن يعود للطريق المؤدي إلى المستشفى، وهو ما تسبب في تأخير إضافي في ظل خطورة حالة الطفلة.
رئيس قطاع العمليات والتشغيل بالإسعاف تابع البلاغ منذ البداية
وأشار المصدر إلى أن السائق اتخذ هذا المسار بهدف تبديل القيادة مع زميل أكثر دراية بالطريق، إلا أن هذا القرار ساهم في إطالة زمن الوصول، ما شكّل خطرًا على حياة المصابة، التي توفيت لاحقًا داخل المستشفى.
وأكد المصدر إلى أن هذه التفاصيل جاءت في إطار متابعة دقيقة من الدكتور أحمد عزب، رئيس إدارة العمليات بهيئة الإسعاف المصرية، الذي التابع البلاغات منذ اللحظة الأولى.