بعد أشهر من المفاوضات المتوترة، وقّعت الولايات المتحدة وأوكرانيا اتفاقًا من المتوقع أن يمنح واشنطن إمكانية الوصول إلى المعادن والموارد الطبيعية الأخرى المهمة في البلاد، وهو اتفاق تأمل كييف أن يضمن لها دعمًا طويل الأمد لدفاعها ضد روسيا، بحسب وكالة أسوشييتد برس الأمريكية.

ومن شأن الاتفاقية، التي يجب أن يصادق عليها برلمان كييف، إنشاء صندوق لإعادة إعمار أوكرانيا. يأمل المسؤولون الأوكران من خلالها أن يكون وسيلة لضمان المساعدة العسكرية الأمريكية في المستقبل.
ماذا تشمل الصفقة؟
تغطي الصفقة المعادن، بما في ذلك العناصر الأرضية النادرة، ولكن أيضًا الموارد القيمة الأخرى، بما في ذلك النفط والغاز الطبيعي، وفقًا للنص الذي أصدرته الحكومة الأوكرانية.
وهي لا تشمل الموارد التي تشكل بالفعل مصدر دخل للدولة الأوكرانية، كذلك أشار المسؤولون الأوكرانيون أيضًا إلى أن الاتفاق لا يشير إلى أي التزامات ديون على كييف.
كما أكد المسؤولون أيضًا أن الاتفاق يضمن بقاء الملكية الكاملة للموارد مع أوكرانيا، حيث ستحدد كييف ما يمكن استخراجه وأين يمكن استخراجه.
وبحسب أسوشيتد برس يسرد نص الاتفاق 55 معدنًا لكنه يقول إنه يمكن الاتفاق على المزيد.
ما العناصر الأرضية النادرة؟
هي مجموعة من 17 عنصرًا ضروريًا للعديد من أنواع التكنولوجيا الاستهلاكية، بما في ذلك الهواتف المحمولة والأقراص الصلبة والسيارات الكهربائية والهجينة.
وتُعد الصين أكبر منتج للعناصر الأرضية النادرة في العالم، وقد سعت كل من الولايات المتحدة وأوروبا إلى تقليل اعتمادهما على بكين، الخصم الجيوسياسي الرئيسي لترامب.
وتشمل هذه العناصر عناصر مثل اللانثانوم والسيريوم والسكانديوم المدرجة في الصفقة.
كيف سيعمل صندوق الإعمار؟
تنشئ الاتفاقية صندوقًا استثماريًا لإعادة الإعمار، وسيكون لكل من الولايات المتحدة وأوكرانيا رأي متساوٍ في إدارته.
وسيتم دعم الصندوق من قبل الحكومة الأمريكية من خلال وكالة مؤسسة تمويل التنمية الدولية الأمريكية، والتي تأمل أوكرانيا أن تجذب الاستثمارات والتكنولوجيا من الولايات المتحدة ودول أوروبا.
ومن المتوقع أن تساهم أوكرانيا بنسبة 50% من جميع الأرباح المستقبلية من الموارد الطبيعية المملوكة للحكومة في الصندوق.
كما ستساهم الولايات المتحدة أيضًا في شكل أموال ومعدات مباشرة، بما في ذلك أنظمة الدفاع الجوي التي تشتد الحاجة إليها وغيرها من المساعدات العسكرية.
واشنطن وكييف يشيدان بالاتفاق
كان وزير الخزانة سكوت بيسنت، الذي وقّع عن الولايات المتحدة، قال في بيان: يشير هذا الاتفاق بوضوح إلى روسيا بأن إدارة ترامب ملتزمة بعملية سلام تتمحور حول أوكرانيا حرة وذات سيادة ومزدهرة على المدى الطويل.
من جانبها، قالت وزيرة الاقتصاد يوليا سفريدينكو التي وقعت الاتفاق عن أوكرانيا في منشور على فيسبوك: لقد شكلنا نسخة من الاتفاقية التي توفر شروطًا مفيدة للطرفين لكلا البلدين.
وأضافت: هذا اتفاق تشير فيه الولايات المتحدة إلى التزامها بتعزيز السلام طويل الأمد في أوكرانيا وتعترف بالمساهمة التي قدمتها أوكرانيا للأمن العالمي من خلال التخلي عن ترسانتها النووية.