ما إن أطلق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تصريحاته المثيرة للجدل بشأن مطالبته بالسماح للسفن الأمريكية — العسكرية والتجارية — بالمرور مجانًا عبر قناة السويس، حتى اشتعلت منصات التواصل الاجتماعي المصرية، خاصة فيسبوك، بتعليقات ساخرة تجسد الروح المصرية الخفيفة التي لا تفوت فرصة للتندر حتى في القضايا الجادة.
وكان ترامب قد نشر تدوينة عبر منصته “تروث سوشيال” قال فيها: “يجب السماح للسفن الأمريكية بالمرور مجانًا عبر قناتي بنما والسويس، فهاتان القناتان ما كانتا لتوجدا لولا الولايات المتحدة الأمريكية.” وهو التصريح الذي أثار ردود فعل مصرية غاضبة وساخرة على السواء.
جاءت معظم تعليقات رواد فيسبوك متبنية طابع السخرية الممزوجة بالكبرياء الوطني، حيث كتب أحدهم: “مفيش مانع يا ريس.. بس تملى استمارة 123 عبور مجاني وتجيب موافقة مختومة من شؤون السفن!”
فيما رد آخر: “يا عم ترامب ادفع اللي عليك زيك زي غيرك.. إحنا مش فاتحينها جمعية خيرية!”
ولم يخلُ المشهد من التعليقات التي نسجت سيناريوهات خيالية للتعامل مع الطلب الأمريكي، حيث كتب أحد المعلقين: “خلي ماركو يجيب 3 صور شخصية و صورة البطاقة و شهادة ميلاد أصلية و تعهد من الضامن.. و نشوفلك موضوع العبور المجاني.”
أما الطرافة الشعبية فبلغت ذروتها في تعليق يقول: “عايز تعدي من غير رسوم؟! ده حتى الكتكوت وهو بيعدي من فوق الترعة بيدفع!” بينما ختم أحدهم الأمر بنصيحة ساخرة لترامب قائلاً: “هات معاك حلاوة يا أبو حنان.. مفيش حاجة ببلاش دلوقتي.”
هذا الكم من التعليقات الساخرة يعكس الحس الشعبي المصري الذي يتعامل مع المواقف المثيرة للجدل بخفة ظل لا تخلو من الرسائل الحاسمة، فالجمهور رفض ضمنيًا فكرة التنازل عن رسوم قناة السويس، أحد أهم مصادر الدخل القومي، واعتبرها حقًا سياديًا لا مجال فيه للمجاملات.
ويُذكر أن قناة السويس تُمثّل واحدًا من أهم الممرات الملاحية في العالم، ويدر دخلها السنوي المليارات لمصر، ما جعل الشعب المصري يرى في أي محاولة للنيل من حقوق العبور فيها تعديًا مرفوضًا حتى وإن جاء من رئيس امريكا.
