القائمة الأقباط اليوم أبحث
أهم الأخبار

البابا تواضروس: الكنيسة تمتد جذورها في التاريخ وتتجه للمستقبل بروح الإنجيل

أكد قداسة البابا تواضروس الثاني أن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، رغم جذورها العميقة في التاريخ، فإنها تتجه دائمًا إلى المستقبل بروح الإنجيل، مشددًا على أن الكنيسة تجدد عطاءها باستمرار من خلال الرهبنة، والتعليم اللاهوتي، وخدمة المجتمع.

البابا تواضروس: الكنيسة تمتد جذورها في التاريخ وتتجه للمستقبل بروح الإنجيل

أقدم الكنائس في العالم

وأوضح قداسة البابا تواضروس أن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية هي واحدة من أقدم الكنائس في العالم، حيث أسسها القديس مار مرقس الرسول في القرن الأول الميلادي، مشيرًا إلى أن مصر قبلت المسيحية مبكرًا، ومنذ ذلك الحين صارت الكنيسة كنيسة وطن وشهادة، قدمت مئات الآلاف من الشهداء الذين حافظوا على الإيمان عبر العصور.

وأشار قداسته إلى أن الكنيسة القبطية تعبر عن إيمانها وهويتها من خلال اللغة القبطية، والألحان، والفنون القبطية، سواء في الأيقونات أو الحرف اليدوية مثل الصلبان المصنوعة يدويًا في الأديرة. وأضاف: "هي كنيسة متجذرة في وجدان شعبها، وكل عنصر فيها يحمل رسالة محبة وجمال وقداسة".

وفيما يتعلق بالعلاقات بين الكنائس، أكد البابا تواضروس أن الكنيسة القبطية تشارك بفاعلية في الحوارات اللاهوتية مع مختلف الكنائس، معتبرًا أن هذه الحوارات ثمرة ناضجة لتاريخ طويل من اللقاءات والاحترام المتبادل.

كما أشار إلى أن تأسيس مجلس كنائس مصر عام 2013 مثّل علامة مضيئة في تاريخ العلاقات المسكونية داخل مصر، موضحًا أن المجلس يضم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية إلى جانب الكنائس الإنجيلية والكاثوليكية والروم الأرثوذكس والأسقفية، ويعمل على تعزيز روح العمل المشترك والخدمة في قضايا المجتمع والوطن، واصفًا إياه بأنه "جسر للتفاهم والتعاون".

واستعاد قداسته ذكرى أول زيارة خارجية له بعد تنصيبه، والتي كانت إلى روما في مايو 2013، حيث التقى بالبابا فرنسيس، قائلًا: "وجدت فيه قلبًا متواضعًا وروحًا محبة، وكان لقاءنا لقاءً أخويًا"، مشيرًا إلى الزيارات المتبادلة ويوم المحبة الأخوية الذي تم اعتماده بين الكنيستين.

وفي سياق حديثه، تطرق قداسة البابا تواضروس إلى أوضاع المسيحيين في مصر، مؤكدًا أنها شهدت تحسنًا تدريجيًا ملموسًا خلال السنوات الأخيرة، خاصة بعد صدور قانون بناء الكنائس، الذي وضع إطارًا قانونيًا واضحًا لتنظيم أوضاع الكنائس، بعد عقود طويلة من المعوقات، مشددًا على أن هذا الإنجاز هو ثمرة حوار طويل بين الكنيسة والدولة، في ظل دستور يرسخ مبادئ المواطنة والمساواة.

ويواصل قداسة البابا تواضروس الثاني حاليًا زيارته الرعوية لعدد من الدول التابعة لإيبارشية وسط أوروبا، في إطار الأجندة الرعوية لعام 2025، والتي تشمل لقاءات مع أبناء الكنيسة، إلى جانب لقاءات مع مسؤولين رسميين وكنسيين رفيعي المستوى.

فيتو
26 ابريل 2025 |